Culture Magazine Thursday  19/03/2009 G Issue 275
فضاءات
الخميس 22 ,ربيع الاول 1430   العدد  275
حطي كلمن
بنفس قصير
خلود عبدالله العيدان

 

نافست (الورقية) بخمس مراتب في قائمة أكثر الكتب مبيعاً في اليابان لعام 2007م! أغرت الجيل الشاب في حين استغربها كبار السن وأثارت جدل النقاد. لا أتحدث هنا عن روايات يتم تفريغها وتحميلها بملفات نصية عبر مواقع إلكترونية لتناسب الهواتف الجوالة وتقرأ حلقاتها عبر رسائل نصية قصيرة فحسب بل أتحدث عن روايات كتبت (خصيصاً) للهاتف الجوال تراعي لعبة (النفس القصير) والوجوه التعبيرية والفئة التي تقرأها، كما يمكنك شراؤها وتحميلها عبر شركة الاتصالات التي تتعامل معها.

وبالطبع لا يتحتم عليك أن تكون يابانياً لتتاح لك هذه الخدمة؛ فالسعودية ستشهد قريباً وفقاً لما قرأناه في (عناوين) عن استعداد الكاتب محمد الرطيان لخوض هذه التجربة برواية من 5000 كلمة تنشر حلقاتها عبر رسائل الSMS وتروي قصة حب بين طبيبة ومريض في مستشفى حكومي غربي السعودية.

الكثير من الروائيين في عالم الSMS الياباني لم يسبق لهم أن كتبوا روايات بل الكثير من قرائهم لم يسبق لهم أن قرأوا رواية بحسب ما ورد على لسان الناشرين اليابانيين في (الشرق الأوسط) اللندنية! لذا فجنون الفكرة يواكب جنون النشر السعودي، وربما ستشهد الروايات ذات الطابع الساخر إقبالاً عالياً في بلادنا - وفقاً للأحوال الاقتصادية الحالية - يتغلب على الروايات العاطفية التي تقدمت على الجميع في اليابان (الشقيقة)!

أتذكر جيداً موظفة متوسطة التعليم كانت معي في مقر عملي وكانت لفترة ليست بالقصيرة لا ترفع رأسها عن هاتفها الجوال، وحينما سألناها أجابتنا ببساطة: إنها رواية! بالطبع لم تكتب خصيصاً للهاتف الجوال، ولكنها غزته بشكل أو بآخر! فهل يحتاج هذا الموقف إلى تعليقي؟!

لا نعلم هل سيشجع هذا النوع من الروايات على القراءة أم سيشارك علناً في تدهور الأدب كما قال بعض النقاد اليابانيين، وما هو رأي السعوديين في ذلك؟! وكيف هي معركتنا الجديدة مع ال(جديد)؟ وهل ستستطيع الرقابة فرض سلطتها على القادم؟ ولابد من سؤال أخير (غير مفيد): هل اعتاد اليابانيون حقاً الريادة في عالم الرواية، فبعد أن كانت جنجي The Tale of Genji الرواية (الأولى) التي كتبتها موراساكي شيكيبو Murasaki Shikibu امرأة من البلاط الملكي الياباني في بداية القرن الحادي عشر، جاءت أيضاً رواية الSMS الأولى في أيامنا هذه يابانية أيضاً.

تلميح:

هل حقاً (مَن يصنع التاريخ لا يجد وقتاً لكتابته)؟

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة sms تبدأ برقم الكاتبة 8337 ثم أرسلها إلى الكود 82244

الرياض kimmortality@gmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة