Culture Magazine Thursday  19/03/2009 G Issue 275
فضاءات
الخميس 22 ,ربيع الاول 1430   العدد  275
معجم موازين اللغة
مسؤولية الدولة تجاه العلم واللغة
صالح اللحيدان

 

(أ)

هذا سؤال كريم من أخ كريم من ذوي السَّبقِ في مجال الاجتهاد العلمي واللغوي أظهره هنا لعامة أهل العلم واللغة لأهمية ما ورد فيه (حاذفاً ما يخصني) لأن العبرة بالسؤال الجيد المتمكن من أستاذ لوذعي ألمعي ولولا ما تضمنه من نوادر علمية وسؤال لغوي لأضفته إلى (المعجم...) عند طباعته النهائية دون نشره في مجلة ثقافية مشهورة مرموقة، يقول سلمه الله:

(أبعث إليكم بورقة كنت ما بين القاهرة وبيروت وعَمَّان أسجل فيها ما يعنَّ لي من ملاحظات ونوادر علمية تكفي لتدبر خطورة الوضع العلمي ومثله اللغوي في هذا الوقت بالذات، فما بين ندوة وندوة ولقاء علمي رسمي ترعاه دولة، ولقاء مُستقل تنبعث أمور تجب ملاحظاتها لا من قبلي ولا من قبل المنظمين ولا من قبل النقاد لكن من قبل: الدولة نفسها ممثلة بوزارات الثقافة والإعلام وهيئات الفتوى ووزارات الشؤون الإسلامية.

فهناك كثير من أخطاء علمية/ وحديثية/ ولغوية بجانب بعض السطو من قبل: بعض النقاد وبعض الشعراء كل ذلك يحتاج إلى تشكيل هيئات عليا يناط بها دقة المسؤولية فيما سوف يذاع أو ينشر أو يبحث حتى تصفو الحياة فيكون العلم علماً واللغة لغة.

ولست بحاجة لبيان البيان في ذلك كله لكنكم بحكم مسؤوليتكم القضائية العالمية المستقلة والعلمية النفسية المستقلة يمكنكم نشر مثل هذا: (عالمياً) لتدارك الضرر في هذا كله وتستطيعون أخذ خمسة كتب من كل علم وفن من هذا الزخم المنشور لتجدوا ما وقفت عليه من ضرر وخطأ علمي ولغوي ونحوي فهل يقام لهذا شعور بالمسؤولية؟

ولولا ثقتي بكم ومنهلكم ما دفعت إليكم بهذا، أيدكم الله ونصركم.

(ب)

أما سؤالي والذي سوف يترتب عليه بحث لغوي إضافي جديد فهو:

هل هناك: حروف زيادة في اللغة وأين تكون مواضعها؟.

وسوف أبعث بنسخة من هذا السؤال إلى المجمع اللغوي لعلي أحظى بإجابة.

د/ محمد حسين باري العوا _ القاهرة

أقدر لهذا العالم البحاثة سؤاله الموهوب الذي لم يطرأ لي على بال بل كان فجأة وما كنت أظن أحداً يطرحه على غرار طرح: د/ العوا، لندرته وجودته لكني سوف أجيب عليه حسب علمي وفهمي، أما ما ذكرته عن الأخطاء وما يحصل من هنات وهنات وسطو فهذا أدع كلماتك هي المتحدثة لعلها تحرك ساكناً على صعيد رسمي مسؤول، وكذا على صعيد مستقل متهم نشط، فلعل المبادرة تنشط ولو ببدايات تحرك المياه إلى منحدراتها الصحيحة آمل ذلك.

وأما الإجابة على السؤال فكما يلي:

جاء في الفية ابن مالك قوله:

فألف أكثر من أصلين

صاحَبَ - زائدٌ بغير مين

وهكذا همز وميم سبقا

ثلاثة تأصيلها تحققا

كذاك همز آخر بعد ألف

أكثر من حرفين لفظها رَدِفْ

والنون في الآخر كالهمز، وفي

نحو: غضنفرٍ أصالة كُفي

والتاء في التأنيث والمضارعة

ونحو الاستفعال والمطاوعة

ومن هذه الأبيات ندرك أن هناك: حروف زيادة وهذه الحروف لها مواضعها ولا تأتي هكذا بل إنما تكون بسريان نسقي واحد لا يختلف.

لكن من باب (دفع إيهام الاضطراب) فإن (القرآن الكريم) ليس فيه زائد من الحروف، بل هو: مفردات وكلام لغوي نحوي مترابط متراص لا زيادة في حروفه وآيه، خلافاً لجلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي وسواهما، وهذا إنما ذهبوا إليه قياساً على: الشعر.. والحكمة.. والمثل، وهذا خطأ واضح لكن ليس هذا باب هذا.

قال ابن لحيدان: نعود إليها: حروف الزيادة وهي حروف زائدة في أصل التركيب اللغوي وهي: (س.. أ.. ل.. ت.. م.. و.. ن.. ي.. هـ.. ا..) وهي كما ترى عشرة أحرف عند عامة أهل النحو حسب علمي).

وهناك حروف الهجاء فكلها تزداد فيها عن طريق تضعيف الحرف إلا ما علم من عدم ذلك للضرورة لعدم حصول التضعيف أصلاً وذلكم هو: حرف (الألف).

وتعرف الزيادة بالأمثلة، وهذا أمر واضح جاء في كثير من شعر العرب وآثارهم ومن العجيب أنني لم ألمح الجاحظ رمز إلى هذا مع أنه معدود من الطبقة الرابعة ممن دون في الأدب واللغة والشعر والفكاهة على غير نسق.

لكن أشار إليه صاحب (المغني) وذكره صاحب (أوضح المسالك) (وابن عقيل) في شرحه لألفية ابن مالك وسواهم، إذاً هناك حروف تزاد لكن ليس على العلات بل إن لكل حرف من الحروف الآنفة موضعا تكون فيه، ولا يكاد يفطن لهذا إلا من رزقه الله تعالى ذوقاً سليماً وحسن تدبر لمفردات اللغة ودلالاتها على المعاني.

قلت ولا ضير ونحن بهذا السبيل من البيان من إيراد مثالٍ أو أكثر حتى يتبين كيف يكون موضع الحرف الزائد.

فمثلاً: زيادة (الهمزة) بشرط أن يبسق زيادتها ثلاثة أحرف أصلية نحو: (أجدر) و(أمهر) ونحو ذلك، إذاً لابد أن تسبق ثلاثة أحرف.

ومثلاً: زيادة (التاء.. ت) لكن يلاحظ هنا أنها ترد (زائدة) وكأنها أصلية نحو: (آتية) فيكون الأمر على هذا (آتيات) ونحو ذلك وهو يحتاج تقسيم وضرب للأمثلة لكن يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق (وبالماء ما سد الظمأ).

وسوف بحول الله تعالى أتوسع في (المعجم) في نظر هذا على سبيل ناهض معلوم.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5485» ثم أرسلها إلى الكود 82244

الرياض

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة