Culture Magazine Monday  19/01/2009 G Issue 267
كتب
الأثنين 22 ,محرم 1430   العدد  267
الحفيدة الأمريكية

 

تأليف: إنعام كجه جي، بيروت: دار الجديد، 2008

(الحفيدة الأمريكية) رواية تدور حول شخصية فتاة عراقية / أمريكية (زينة بهنام) التي عادت مجنّدةً أمريكيةً إلى العراق الذي فرّت منه مع عائلتها وهي مراهقة.

بطلة الرواية (زينة) مسيحية أمريكية تعمل مترجمةً في المنطقة الخضراء، غير بعيدة عن جدّتها رحمة زوجة العقيد السابق في الجيش العراقي. وهذا ما يدفع زينة إلى التساؤل: كيف يمكن لجدّها المسيحي الكلداني أن يكون قومياً؟

هذه التجربة التي تعيشها زينة تجعل كل مَن حولها يتردد في موقفه منها: هل هي عميلة خائنة؟ أم ضحية النظام الذي فرّ منه والداها؟ أقاربها يطلقون عليها لقب الـ(كلب أبو بيتين).

زينة تدافع عن نفسها تجاه وصفها بأنّها ربيبة الاحتلال، الضّالة العائدة فوق دبابة أمريكية، وهي التي تقاطعت مع تاريخها واختلفت معه.

لم تتمكّن زينة المرفوضة من الجدّة والأقارب، من أن تعيد إنتاج عراقيّتها، لأنّها ترى نفسها أمريكية تعيش قطيعة مع القيم العراقية أيضاً.

تجد زينة في الهجرة استقرار هذا العصر، ولا ترى بأنّ الانتماء يتحقق بملازمة مسقط الرأس. مع ذلك، فهي تهبّ للدفاع عن الطقس الشيعي الكربلائي، حين يقوم رفاقها من العسكر بتقليد الكربلائيات والسخرية منهنّ. وفي الوقت نفسه، تشارك في المداهمات الليلية، لتكون شاهدة على ذل وانكسار الكثيرين.

تنتهي الرواية على زينة واقفة في مقبرة (آرلنغتن) في واشنطن، حيث يدفن الجنود الذين ماتوا في العراق. لقد تركت بلدها الأصلي بعدما ماتت الجدة التي تنتمي إلى جيل لم يلوث نفسه مع أي نظام، بينما تلوث الباقون، كل واحد بمقدار. وبموت الجدة، ينكشف الواقع الجديد عارياً من القيم القومية والوطنية والحب.

زينة الآن عراقية مصابة بالشجن، كانت الجدّة تريد إعادة تربيتها حين رجعت ببزة عسكرية أمريكية، لكنّ الشجن كفيل بتربيتها في ولاية ديترويت، حيث تفتقد الجميع من الأخ الحبيب والجدة الفقيدة، إلى العراق الراحل، وأمريكا التي كانت لها وطناً ذات يوم.

يقع الكتاب في (195) صفحة من القطع المتوسط.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة