Culture Magazine Monday  19/01/2009 G Issue 267
تشكيل
الأثنين 22 ,محرم 1430   العدد  267
وميض
الحداثة في التشكيل السعودي
عبدالرحمن السليمان

 

الحداثة التشكيلية في التجربة التشكيلية في المملكة العربية السعودية ليست جديدة أو طارئة وهي عندما نتتبع بدايات التجربة والمعارض والأعمال الموثقة فسنلمس ذلك في أعمال بعض الفنانين والفنانات وعلى نحو يتناسب وعدد الموجودين فعلياً والذين تعلَّم عدد منهم في الخارج على الأقل، وهم في الواقع قلة وبالتالي فليس هناك في البدايات إلا هم، وبعض ممن يحاولون، مجتهدين أن يجدوا طريقاً إلى ما هو أحدث إن بجهد أو محاولة أو تعلُّم فردي.

عبد الحليم رضوي منذ عودته من إيطاليا منتصف الستينيات الميلادية وهو أقرب إلى الحداثة وإلى شكل أو صيغة جديدة لم تكن معروفة فالأعمال الستينية التي يتضمنها ألبومه (الكتاب) الذي قدّم له عمران القيسي ينقل لنا ذلك بل إن القيسي وضع رضوي مجدداً كما جواد سليم في العراق أو غيره في بعض البلدان العربية.

ربما منيرة موصلي التي عرفناها أبعد عن التقليد، كانت منذ بداياتها أكثر طموحاً للتعبير عن غير المألوف أو المتعارف عليه وهي الفنانة المتفتحة على عدة ثقافات ودرست في أكثر من دولة عربية وأجنبية.. وهذا التجديد أراه منذ عرفت أعمالها عندما بدأت تعرض في المنطقة الشرقية في الثمانينيات ولم تزل تحافظ على خطها الحداثي.

من الطبيعي أن يسلك الكثير من الفنانين مسلكاً يبتغون فيه رأي ورضا المتفرج ولذا فإن معرض رضوي الأول في جدة عكس عليه صفة الهلوسة والجنون من بعض زوار المعرض لأن رضوي لم يرسم لهم أو لاسترضائهم، وأعتقد أنها ردة فعل تنعكس حتى على الاقتناء، فالمقتنون أو معظمهم يميل إلى ما هو شعبي ومألوف ومعروف من عناصر وأشكال وما يقرب اللوحة وبالتالي فالأعمال الجديدة وإلى وقت قريب لم تكن تجد صدى أو رغبة اقتناء.

أتذكر منذ قرابة العشرين عاماً رئيس أحد فروع جمعية الثقافة والفنون يتحدث ويكرر في أكثر من مناسبة ومتعجباً عن فوز إحدى اللوحات الصغيرة التي تحمل صيغة فنية حديثة بعشرة آلاف ريال.. كانت مثار عجب لأنها بهذه الصيغة التي لم يفهمها وهذه المساحة الصغيرة تساوي ذلك المبلغ الكبير الذي يوزعه ربما على ثمانية موظفين متعاونين في فرعه.

السبعينيات لم تشهد تلك الطفرة الكبيرة نحو اتجاهات الحداثة في الفن، فالتقليد لرضوي أو استمرار صفية بن زقر في استعاراتها التراثية أو العروض التي كان يقيمها بعض الفنانين في المنطقة الوسطى أو الغربية أو الشرقية لم تكن إلا ذات نهج بسيط إلى أن أحال محمد السليم توجهه إلى الحرف العربي موظفاً اكتشافات جديدة تمثلها خطوطه الأفقية تعبيراً وتضميناً للصحراء وهو هنا مثّل توجهاً أو صيغة جديدة جديرة بالتوقف.

أعتقد أن المحاولات الأكثر انفتاحاً كانت بسبب التواجد الخارجي للفنانين سواء من خلال النشاط الشخصي للفنان أو من خلال ما تدفع به الجهات الرسمية لهم وترشيحهم للخارج فكان مثل بعض المناسبات في الهند أو بنغلاديش أو القاهرة أو الشارقة أو حتى بعثات بعض الفنانين الخارجية في إيطاليا وإسبانيا وفرنسا محرضاً على ذلك التوجه ومساعداً على تفهم بعض المتغيرات الفنية وإن كان البعض لديه تحفظ على ذلك، فإن البعض الآخر من الفنانين يرى أهمية التواصل مع الفن من خلال التأكيد على الجانب المقلد المتمثل في الرسم الواقعي وهو ما أوقع عديدين في شراك الاستمرار وعدم التخلص من ذلك.

لا شك أن متغيرات بدت بواكيرها في الثمانينيات وإن سبق رضوي ذلك بعشرين عاماً ثم كان أكثر وضوحاً في التسعينيات وأعوام الألفية الثالثة وبالتالي فلم يزل الطريق طويلاً أمام حداثة فنية تتسع في الدول الأوروبية ومناسباته الكبيرة وتتخذ منحاها الخاص في الخليج خاصة مع السوق الجديدة التي اتضحت في الأعوام الأخيرة في بعض دوله العربية، فهناك ما نسمع به من مزادات وإنشاء قاعات ومتاحف وغيرها مما يعزز التواجد الفني العالمي في المنطقة الخليجية وأرجو أن يكون لأبنائها عامة والمملكة خاصة التواجد الملائم وضمن توجهاتهم الفنية الخاصة، وهي اتجاهات ليست بالضرورة غارقة في الحداثة.

يوتاكا الياباني ومنيرة الكويتية وأمل السعودية نماذج بارزة في الرسم الحاسوبي

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب «7177» ثم أرسلها إلى الكود 82244

الدمام aalsoliman@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة