Culture Magazine Monday  16/02/2009 G Issue 271
تشكيل
الأثنين 21 ,صفر 1430   العدد  271
وميض
علي الرزيزاء
عبدالرحمن السليمان

 

بداية تعرفي على الفنان علي الرزيزاء كانت من خلال مشاركته في المعارض التي نظمها الفنان الراحل محمد موسى السليم في قاعته العالمية للفنون التشكيلية في الرياض بداية الثمانينات، وكان المعرض الأول جماعياً والتالي مسابقة جماعية وتواصل الفنان نشطا ليشارك زميله وزميل السليم الفنان سمير الدهام معرضا ثنائيا باسم الرياض لكنه أيضا شارك مجموعة من الفنانين معرضا أقاموه في معهد الإدارة بينهم سعد المسعري وعثمان الخزيم وسمير الدهام وغيرهم.

تميزت أعمال الفنان علي الرزيزاء منذ عاد من دراسته الفنية في إيطاليا باهتمام بالوحدة الشعبية والبناء التقليدي في المنطقة الوسطى فقد تميزت تقنيته حتى اليوم بالمعاجين التي تبرز التشكيليات الزخرفية وبتلوينات جاذبة فيها الذهبي والبرونزي، وكان معرض المملكة بين الأمس واليوم وشهدته عدد من العواصم الأوروبية بجانب القاهرة، محطة مهمة في التعريف بأسلوبه الفني على مستوى الخارج فقد أهديت أعماله المتميزة لعدد من المسؤولين في جولة المعرض. اهتم الفنان بهذا الأسلوب وقد وجد صدى عند بعض تلامذته فقد كان شعبيا أو أقرب إليه ذلك أن الرزيزاء عمل على إحياء الهندسة الشعبية من زخارف وتشكيلات كانت تزين القصور والمنازل الشعبية، تزين واجهاتها ومداخلها وشرفاتها ونوافذها، لم تكن الوحدة الزخرفية إلا تأكيداً لشخصية المعمار المحلي وتمييزاً عما سواه؛ فالوحدات مع بساطتها مثلث أو دائرة أو مربع كانت تقابل بتشكيلات تحف الشكل الهندسي المتمثل نافذة أو مدخل أو خلافه وكان الجص الأبيض وهو أحد مواد البناء القديمة إطاراً لتشكيل الزخرفة التي تستوحي من الهندسي والنباتي على نحو من البساطة والتجريد الذي كان يتحاشى التمثيل أو المحاكاة، وهو ما ظهر في أعمال قليلة للفنان لم تأخذ منها الملونات ما أخذته في الأكثر من أعماله.

مع الإقبال على أسلوب الرزيزاء ظهرت أعمال تتأثر بلوحاته لكنها كانت تأخذ الشكل العام وتستفيد من حلوله ونتائجه الفنية الجديدة على مشاهدات الفنانين الشباب، فقلدوا وحاكوا طريقته بإخلاص جعل من أعمالهم محل طلب أسهم المطبوع منها على الانتشار أكثر من أعمال الرزيزاء نفسه لكن كل ذلك لم يقلل من القيمة الفنية أو المادية من أعمال هذا الفنان الذي لم يرض إلا بالقديم في حلة هو يقترحها ويرتضيها.

كانت الأعمال الأولى للفنان تزاوج بين الحرف العربي وبين الزخرفة الشعبية والواقع أن تلك المحاولات المبكرة على أهمية مزاوجتها (الحرف) لم تتواصل أو تستمر وانحاز فيما بعد للزخرفي البحت ومعه توارى الحرف نهائياً إلى الغياب واستمرت التشكيلات تعود إلى المبنى لتمثله وتقرب أو تقترب إليه.

يعتبر الفنان الرزيزاء من جيل لحق بالرعيل الأول الذي بدأ عروضه في الستينات الميلادية مثاله عبدالحليم رضوي ومحمد السليم وعبدالجبار اليحيا فهو من مواليد 1944 وأبناء جيله الأقرب سعد العبيد وبكر شيخون وضياء عزيز ومحمد الصندل ومنصور كردي وطه صبان ومنيرة موصلي التي تعتبر واحدة من رائدتين لهما صفة الأسبقية وغيرهم، وهؤلاء متقاربو الولادة لكنهم ربما مختلفو البدء أو التأثير في الساحة. وعمل الرزيزاء خلال مسيرته معلماً ومهندساً للديكور وكانت أكبر نجاحاته اختيار تصميمه كشعار للمئوية، ويؤكد دوره الفني من خلال مجموعة الرياض التي يرأسها وتقوم هذه المجموعة بنشاطات محلية وخارجية لها الأثر في بعض أعضائها.

لم يزل الفنان علي الرزيزاء حريصاً على المحافظة على أسلوبه الفني هو مثل عدد من زملائه يصر على التأكيد على اهتمام قارب الثلاثين عاما من حيث الصيغة والمعالجة وإن حاول أو سعى لشيء من التغيير لكنه تغيير لا يمس جوهر اهتمامه الفني ومعالجته وعادة ما يشير إلى أنه يعيد إحياء ما تركه الفنان الشعبي القديم مع اختلاف المواد، فالفنان الرزيزاء يضع تلويناته الخاصة ويشغل المساحة بما يراه محققا للوحة مختلفة يتنقل بها خلاف الفنان الشعبي الذي ينفذ حاجته لغرض تزيين بقعة أو مساحة ما ثابتة.

الدمام aalsoliman@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة