Culture Magazine Monday  16/02/2009 G Issue 271
تشكيل
الأثنين 21 ,صفر 1430   العدد  271
الحرف غيمة
لنكن جميعاً صادقين
مها السنان

 

من طرائف الأمور كيف أن المقالة الواحدة تحدث صدى أو ردة فعل متباينة، بل يتم فهمها بشكل مختلف بين شخص وآخر، ربما بسبب الخلفية الثقافية أو اللاشعور أو الحكم المسبق لدى البعض من خلال كلمات أو عبارات يربطها دونما وعي بمفهوم ما.

ولعل مقالتي (هل صدق أحمد وهل صدق صديق) والمنشورة بتاريخ 26 يناير 2009، من هذه النوعية فهناك من يعتقد أني أهاجم من تظهر إعلاميا!، بينما الأغلبية شاركتني الرؤية الداعية إلى نقد الذات ومحاولة لفت الانتباه أيضا إلى المرأة المبدعة التي لم تظهر إعلاميا من خلال هذا المنبر الإعلامي الذي أتشرف به.

ولكن كيف نساعد الفنانة التشكيلية على التميز والظهور بفنها؟

أعتقد أن أول وأهم خطوة ينبغي علينا القيام بها هي الابتعاد عن مجاملة الفنانة التشكيلية بل الواجب أن ننصرها أو نكون صادقين معها بمعنى (صديقي من صَدَقَني لا من صَدَّقَني) ولن ترتقي التشكيلية السعودية ونحن نطبل لها مجاملين دون أن نساعدها على التميز والنهوض بجدارة لأنها تستحق.

ويكون ذلك من خلال عملية النقد الهادفة وإطلاق الأحكام التي لا تعتمد على الهوى الشخصي إنما عبر دراسات بحثية لن أثقل على القارئ بنتائجها الإحصائية، ولكن كي أُقرب للقارئ هذا المفهوم عبر صورة مبسطة منها، أضرب لكم مثلا مسابقة السفير الثانية عام 2007 بدعوة من وزارة الخارجية التي طلبت مني المشاركة في محاضرة (المسابقة التشكيلية المحلية وأثرها على الحركة: السفير نموذجا) بورقة عنوانها (دور المرأة في المسابقات) حيث قمت بعمل إحصائية مبسطة تمت فيها مقارنة نسبة المشاركات إلى المشاركين وكانت نسبة المشاركين من الرجال 30% تقريبا بينما شكلت المشاركات من النساء حوالي 70%، أما النتيجة فكانت عكسية تماما، حيث حصل الرجال على 67% من الجوائز بينما كان نصيب النساء 33%، وقبل التشكيك في لجنة التحكيم أذكر أنها كانت خارجية (على وزن تحكيم المباريات الرياضية) وكانت مؤلفة من خبراء من الجنسين، لم يتم إطلاعهم على جنس أو عمر صاحب العمل.

وعودة إلى المرأة وعلاقتها بالإعلام، فمما يؤسف له أن المرأة السعودية اليوم تحت المجهر وكثيرة هي تلك القنوات الإعلامية (غير السعودية) التي تسعى لاكتشافها وكشفها للعالم كامرأة سعودية لا كمفكرة أو كفنانة أو مربية!، بدليل أنه تصلني باستمرار اتصالات ورسائل من جهات مختلفة يطلبون مني تزويدهم بأسماء وأرقام تشكيليات لعمل مقابلة وحين أستعرض الجيد منهن أُفاجأ بشرط الموافقة على الظهور الشخصي، ولكن قليل من السعوديات وعلى الأخص في المنطقة الوسطى من توافق على ذلك، بل دعا هذا الاستقطاب المتزايد لإظهار المرأة وإبرازها عدداً من الفنانات المقيمات إلى الادعاء بأنهن سعوديات للحصول على هذا الزخم الإعلامي.

وهنا أذكر نفسي قبل الآخرين بأهمية نقد الذات لأن الامتناع عنه يخالف كل أبجديات التطور والنمو كما أنها تخالف المبادرة الملكية الداعية إلى (نقد الذات) والتي تشمل جميع المجالات دون التعرض للقذف أو التحقير أو التشهير.

أخيراً أكرر أن المقالة المذكورة لا تحمل أي نقد سلبي تجاه من تظهر في الوسائل الإعلامية، ولا تدعو الأخريات إلى الظهور خلافا لمبادئهن، إنما هدفي من خلالها نقد الذات ومحاولة لفت الانتباه أيضا إلى المرأة المبدعة التي لم تظهر إعلامياً كواجبي في هذا المقام.

 

الرياض

 msenan@yahoo.com


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة