Culture Magazine Monday  16/02/2009 G Issue 271
مسرح
الأثنين 21 ,صفر 1430   العدد  271
المسرح.. أبو الفنون
ميسون أبوبكر

 

على خشبته. تمثلُ الحياة.. ضاحكةً حينًا.. وباكيةً حينًا آخر.

تحضُرُ بصدْقها وعفْويَّتها.. فتلتقط ُ المشهدَ بعينيْك دونَ الحاجة إلى منتجة.. أوْ دبْلجَة.. أو أساليبَ تقَنية.. بعد هذا لا بد أن يكون ما أتحدث عنه هو المسرح أبو الفنون حيث ينقل لك مشاعر الحس وسكنات الروح.. ولغة الجسد.

مَثُل المسرح السعودي بقوة وكثافة في الآونة الأخيرة في المملكة وفي مهرجانات ومناسبات عديدة ليثبت هذا الفن بأنه أب الفنون كلها وأنه فضاء تجتمع فيه أقطاب الفنون والإبداع.

كما بزغ المسرح السعودي كنجم مضيء وبهي في فضاء الفنون والثقافات التي تعنى بها وزارة الثقافة والإعلام، وقد انتظر ولادته الجديدة المسرحيون السعوديون والمهتمون بهذا الفن الراقي من أعوام عدة..

كان عام 2008 عام سعد المسرحيين لنجاحهم في تأسيس جمعيتهم الخاصة بهم.. هذا الحلم الذي طال أمده لكنه بالتصميم والجهود المبذولة تحقق أخيراً وبجهود وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، وقد كانت بهجتهم الأكبر بإقامة مهرجان المسرح السعودي الرابع في الرياض والذي نجح محلياً وعربياً بعروضه المسرحية واستقطابه نجوم المسرح العربي للحضور والمشاركة في ورش وندوات وفي حفلي الافتتاح والختام.

لفترة طويلة استطاع المسرح أن يتنفس عبر رئات عدة وينطلق على منصات مختلفة منها الجامعات وجمعيات الثقافة والفنون ومهرجان الجنادرية ومؤخراً غدا مشاركاً قوياً في الفعاليات والأسابيع الثقافية التي تقيمها وزارة الثقافة والإعلام خارج المملكة، وكانت المفاجأة كبيرة بحصاد عدد من الجوائز في مسابقات مسرحية وردود فعل جيدة من نقاد مسرحيين.

استطاع المسرح في المملكة تأكيد حضوره سواء بالمهتمين به إعلامياً أو المتعطشين له من الجمهور الذي تمتلئ بهم المقاعد وقت إقامة عرض مسرحي ، أو من قبل المجتهدين من الشباب المندفعين لخوض غماره سواء في التمثيل أو الإخراج أو كتابة النص والسيناريو.

واتجهت الأنظار والاهتمامات أخيراً لمسرح الطفل الذي خصص له جدول عروض انفردت بها مهرجانات أو مناسبات خاصة، كذلك اتجه المهتمون بالمسرح للمناداة بالعناية بمسرح المدرسة الذي يعتبر الانطلاقة الأولى لأصحاب المواهب من الشباب لممارسة هذا النشاط على خشبة المدرسة قبل خشبة الحياة الكبيرة.

مدارس مختلفة ينتمي إليها مسرحنا السعودي.. ومسرحيات كثيرة انطلق من خلالها أصحابها للتعبير عن نوازعهم واتجاهاتهم وأفكارهم وآمالهم والتعبير عن آلامهم وقضاياهم أيضاً.. والنقاد بالمرصاد لنقد الحركة المسرحية في المملكة.. نقد هادف أحياناً وواعٍ؟ نعم.. ونقد مجحف لا إنصاف فيه في أحيان قليلة! لكن بين هذا وذاك سيصمد العمل المسرحي الهادف لأن الناقد الحقيقي والحكم هو جمهوره الذي يقف أمامه وجهاً لوجه أمام المنصة.. يتشاركان اللحظة وما أن ينتهي العرض وقبل أن تقفل الستارة ستكون يد المتفرج هي الصوت الذي يقر بنجاح أو فشل العرض.. فإما أن تصفق وإما أن يغادر صاحبها قبل نهاية العرض.

لا عين كاميراتية.. لا منتجة ولا دبلجة.. لا عين إلا عينك أنت تشاهد وتحكم.. لن تخذلك اللحظة أمام أبو الفنون هذا الفن الذي أوجده الإنسان ليبث من خلاله قضاياه ويعبر عن مكنوناته أمامك في موقف المواجهة ومن خلال اللغة أحياناً أو الجسد أحياناً أكثر.

maysoonabubaker@yahoo.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة