Culture Magazine Thursday  14/05/2009 G Issue 283
مداخلات
الخميس 19 ,جمادى الاولى 1430   العدد  283
لا استهانة بفكر القارئ

 

مع الأسف الشديد تطالعنا بعض الصحف بين آونة وأخرى في زاوية معروفة سواءً كانت يومية أو أسبوعية بتكرار المادة، والتي قد يكون مضى على طرحها فترة بسيطة، قد تكون بين ثلاثة شهور وقد تزيد وقد تقل أحياناً، مما يصور للمحرر المسؤول عن تحرير هذه الزاوية أن القارئ قد نسي هذا المقال بفعل مرور الأيام والأحداث وما يطرح من مقالات وحوارات ودراسات وغيرها، فيضطر تحت فقر المادة إلى تكرار مادته السابقة اعتقاداً منه أن القارئ قد نسي هذا المقال.. المهم أنه يملأ فراغ زاويته بمقال بات مكررا ليس فيه جديد، على الرغم من أن فقر المواد بالنسبة للكاتب المطلع والمتابع والجاد لا توجد في قاموسه لأن الأحداث وما يدور على الساحة وفي حياتنا اليومية ملأى بأحداث جديدة التي تؤلم النفس، إن هذا المحرر بعمله ذلك يستهين بفكركل قارئ مهما كان وزنه، ومهما كان نوع ثقافته لظنه أنه هو فقط الأذكى والأفضل ثقافة وعلما ودراية، ونسي أنه قد يكون من بين القراء من هو أفضل منه ثقافة وعلماً ودراية في كل أمور الإبداع، وأنه بذلك لا يخدع القارئ والمتابع والمثقف فقط!، بل إنه يخدع نفسه ويعرض زاويته للإهمال من قبل المتابع ولا أعلم هناك سببا يؤدي لفقر المحرر، وتكرار مادته المطروحة بين فترة وأخرى إلا لسببين أولهما كثرة مشاغله وارتباطاته العملية التي يصعب التنازل عن شيء منها حباً في المادة، والثانية لعدم الوقت والمتابعة والقراءة لما يطرح على الساحة مما يدفعه لتحرير مقال بمادة جديدة،كما أن هناك أيضاً بعض الكتاب الذين أصبحوا بقدرة قادر وفي فترة قليلة من الزمن يقومون ببعث ما يكتبونه من مواد لعدد من الصحف، والمتعارف أن المقال إذا بعث إلى صحيفة أو مجلة لا يبعث لمجلة أخرى، وحتى لو حدث هذا يكون بعد فترة من الزمن وبعد معرفة رئيس تحرير الصحيفة أو المجلة وأخذ إذنه، وهذه أمانة تعلمناها أثناء ممارسة الصحافة والكتابة، وهي إحدى القواعد التي يتبعها الكاتب حينما يكتب أو يتعاون مع جريدة أو مجلة، حتى لو لم يكن كاتب رسمي وله الحق في الكتابة في أية جريدة أو مجلة يحب لكن أن يبعث لكل صحيفة بمقال يختلف عما بعثه للجريدة أو المجلة الأخرى.. لكن أن يطالع القارئ نفس المادة وفي نفس الأسبوع أو بعده بأسبوع في صحيفتين مختلفتين، ودون علم رئيس التحرير الذي نشر المقال أولا في صحيفته، فهذا لا يسر القارئ، ولا يعجب رئيس التحرير، ولا يصح في حق الكاتب أنا هنا لا أريد أن أظلم أحدا ولا أجزم بتعمده ذلك، فقد يكون بعضهم من هؤلاء أصحاب الأقلام الجديدة لا يعرف بهذه القوانين فيدخل في بحرها جاهلاً بما يترتب عليها من مسائ، لكن يبقى المحرر الذي يقلل من قدر وقيمة وفكر القارئ عندما يقوم بنشر متكرر لمادة بائتة لا طعم لها ولا فائدة منها.

بهية عبدالرحمن بوسبيت Amel-m@gawab.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة