Culture Magazine Monday  09/02/2009 G Issue 270
أنهار
الأثنين 14 ,صفر 1430   العدد  270
مشروع قامات للترجمة

 

قال في رسالة مشهورة لوليم كارلوس وليامز [ر] * William Carlos Williams (الفن السيئ يقدم تقارير مزورة... علينا أن نحاول إقناع الإنسان العادي أن الفن السيئ غير أخلاقي، وأن الفن الجيد مهما بدا غير أخلاقي فهو ينبع من الفضيلة).

وعندما التقى به الناقد كينرkenner قال (فجاة عرفت بأنني كنت في حضرة قلب الحداثة).

هو شاعر مهاجر وناقد ومفكر ومترجم يعد احد رموز الحداثة في النصف الأول من القرن العشرين انه الشاعر إزرا لوميس باوند Ezra Loomis Pound ولد الشاعر ازرا باوند في مدينة هيلي Hailey في ولاية أيداهو Idaho في الغرب الأمريكي، لكنه لم يبق هناك مدة طويلة، إذ رحل والداه به إلى ولاية بنسلفانية Pennsylvania حيث بدأ دراسته، ولما بلغ الخامسة عشرة من عمره انتسب إلى جامعتها، وفي العام التالي بدأ دراسة الأدب المقارن، تنقل باوند بين اوروبا وأمريكا.

قصائد باوند الأولى كانت انعكاس لقراءاته في الآداب الأخرى بعد انتقاله إلى لندن بدا يشكل ذاته كشاعر له توجه جديد في الكتابة الشعرية من خلال اللغة التي منحت القصيدة احساسا شعريا جديدا, في عام 1914 تزوج باوند من دورثي شكسبير.

* Yeats وأعجب بآرائه وشعره وتكونت علاقة صداقة وثيقة بينهما، وخلال الحرب العالمية الاولى سكن باوند مع ييتس في وكانا يدرسان المسرحيات اليابانية لينضم الى جماعته الادبية، لكن بمرور الوقت تجمعت حوله نخبة من الأدباء، وصارت له جماعته الخاصة. صدر ديوانه الثاني (شخصيات) Personae في لندن عام 1909، ولقي ترحيباً من النقاد وازدادت شهرته بين أدباء الطليعة. وفي عام 1914 نشر ديواناً شعرياً سماه (الصوْريون) Des Imagistes يحتوي مجموعة من القصائد التي أعلنت بدء الحركة الصوْرية*ر* Imagism في إنكلترة وأمريكاة. في قصيدة باوند (لسترا) (1916) Lustra بدا أسلوبه أكثر نضجاً. وبدأ باستخدام مصطلح (الدوَّامية) Vorticism ليصف به تأثيراً شعرياً يعتمد على شكل من التركيز مع جعل القصيدة تحوي حركة كالدوار يمور بالحيوية التي تفتقر إليها الصورية.

* T.S.Eliot في قصيدته (الأرض اليباب) The Waste Land. انتقل باوند إلى باريس عام 1921 ومكث فيها حتى عام 1924 وصاحب هناك زمرة الكتاب المغتربين الذين جعلوا من باريس مهجرهم أمثال إرنست همنغواي*ر* وجيمس جويس*ر*، وعمل على مساعدة كثير من هؤلاء الكتاب بنشر أعمالهم أو لفت النظر إليها.

رحل باوند عن باريس إلى رابالو على الريفيرا الإيطالية، وبقي هناك عقدين من الزمن. وفي إيطالية نشر عام 1925 أول مجموعة من (الأغاني) Cantos. ثم نشر عام 1935 كتاب (جيفرسون و/ أو موسوليني) Jefferson and/or Mussolini وتوفي باوند في مدينة البندقية. ويتضح تأثير باوند في حركة الحداثة في الشعر، وقد قال إليوت عنه إنه أكثر شعراء اللغة الإنكليزية أهمية في القرن العشرين. أما آلان تيت فقد قال عن (الأغاني) إنها واحدة من أفضل ثلاثة أعمال شعرية في العصر الحديث. ويتفق النقاد على أن شعره دليل واضح على اتساع معرفته التي يلمسها القارئ بعد قراءة القليل منه، كما أنهم يتفقون على أصالته وقدرته الفكرية البارزة ورسوخ معرفته التقنية الشعرية.

يستخدم باوند في شعره معرفته للتاريخ الأدبي والشعر الأنغلوسكسوني والفرنسي والإيطالي واللاتيني والصيني وأهم اللغات المعاصرة.

لتبقى الحركتين الدوامة والصورية من الاتجاهات الرئيسية التي ساهمت في ميلاد حداثة ادب اللغة الانجليزية

***

تحليق

قصيدة رسالة من زوجة تاجر النهر

حظيت قصيدة رسالة من تاجر النهر القادمة من التراث الصيني القديم بحضور في الأدب العالمي من خلال نقلها إلى الانجليزية وترجمتها من قبل ازرا باوند الذي سماه الشاعر ت س اليوت (مكتشف الشعر الصيني في القرن العشرين )،وقد نشرت قصيدة رسالة زوجة تاجر النهر في كتابه كاثي ،وكان اختيارات باوند تمثل روحه عبر الملامح والثقافات التي اطلع عليها من خلال قراءاته لتعد ترجمة ازرا باوند للشعر الصيني القديم بلا شك تأكيد لعالمية التجارب الإنسانية عبر الزمان والحضارات.

وقد كتبت رسالة من زوجة تاجر النهر في القرن الثامن الميلادي، هي حوار ذاتي درامي كتب في شكل رسالة من زوجة إلى زوجها الذي يمارس الإبحار لتدوم رحلته وقت طويل فالقصيدة تمجد الإخلاص والوفاء وتصف حياة الزوجة السعيدة مع زوجها وحبها العميق له و عبرت أيضا القصيدة عن مشاعر الانتظار.

في السطر الاستهلالي الأول من القصيدة نرى احد أهم أفكار القصيدة وهي علاقة الحب بين الرجل والمرأة وتطورها حيث تتذكر الزوجة طفولتها ولهوها مع حبيبها عندما كانوا اطفالا ليصبح الحبيب زوجها فيما بعد وهنا نرى ان استهلال القصيدة يعطي صورة مشرقة عن ملامح الزوجة وسماتها عندما كانت طفلة،

لتتنهي القصيدة بلهفة الزوجة لعودة الحبيب المنتظر لتبقى القصيدة تحمل دلالات شعرية وانسانية تحلق بنا في سماوات الوجد كلما قرأناها.

رسالة من زوجة تاجر النهر

للشاعر الأمريكي / ازرا باوند

ترجمة الشاعر / حسن الصلهبي

في الأوان الذي كان شعري على جبهتي

قُصَّ منسدلا مستقيم،

كنتُ ألهو واقطف زهرا بجانب باب أمامي للبيت ،

وأنتَ بقرب ركائز زان،

لاهيا والحصان.

وخطوت إلى مقعدي ،

تتقلب في زرقة الأرجوان،

وانطلقنا نقيم الحياة إلى قرية (تشوكان)

يافعين بغير كراهية أو شكوك.

وتزوجتك يا سيدي في ربيعي الرابع عشر

خجلا لم أكن أبدا أضحكُ ،

كنتُ أنظرُ عابسة في الجدار

وإذا ما سمعت نداء ك ألف نداء

فلم ألتفت أبدا للوراء.

عن عبوسي

توقفت في خمس عشري

وتمنيت أنّ ثراي يضمُّ ثراك

إلى ما وراء الأبد.

لئلا أبيت على المرقبِ

حين أزهر عمري ستا وعشرا

رحلتَ بعيدا إلى (كو تو ين)

راكبا ظهر نهر يدوّم أمواهه ،

ولخمسة أشهر غبتَ.

القرود تغمغم نوحا حزينا تجاه السماء.

إذ خرجتَ. .

خرجتَ تجرجرُ رجليك.

هاهنا الآن. .

عند ذات المكان

زمر من طحالب تنمو ،

طحالب مختلف شكلها،

من تجذرها لا تُزال،

الورق باكرا يتساقط هذا الخريف أمام الرياح

وزوج الفراشات في أغسطس يصفر

فوق عشب الحديقة الغربية -

كلها. .

تشعل الحزن فيّ

ها أنا تتسارع بي خطوات الزمن

فإذا أنت آتٍ من النهر

قل ليَ يا سيدي سلفا..

أنت قل لي فقط،

وأنا سوف أخرجُ ألقاكَ

لو كنتَ أبعدَ من (تشو فو سا)

***

The River-Merchant,s Wife: a Letter

Ezra Loomis Pound

While my hair was still cut straight across my forehead

I played about the front gate, pulling flowers

You came by on bamboo stilts, playing horse,

You walked about my seat, playing with blue plums

And we went on living in the village of Chokan:

Two small people, without dislike or suspicion.

At fourteen I married My Lord you

I never laughed, being bashful.

Lowering my head, I looked at the wall.

Called to, a thousand times, I never looked back.

At fifteen I stopped scowling,

I desired my dust to be mingled with yours

Forever and forever, and forever.

Why should I climb the look out?

At sixteen you departed,

You went into far Ku-to-Yen, by the river of swirling eddies,

And you have been gone five months.

The monkeys make sorrowful noise overhead.

You dragged your feet when you went out.

By the gate now, the moss is grown, the different mosses,

Too deep to clear them away!

The leaves fall early this autumn, in wind.

The paired butterflies are already yellow with August

Over the grass in the West garden,

They hurt me.

I grow older,

If you are coming down through the narrows of the river Kiang,

Please let me know beforehand,

And I will come out to meet you,

As far as Cho-fu-Sa

آخر النهر

الشعر ليس إلا صدى لصوت يطلب من الظل أن يرقص


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة