Culture Magazine Thursday  04/06/2009 G Issue 286
الملف
الخميس 11 ,جمادى الآخر 1430   العدد  286
المتصافي المتسامح
د . محمد بن عبدالله المشوح

 

الدكتور محمد الهدلق شخصية علمية جادة، وتراثي أصيل وعاشق عربي صادق ارتوى من معين الأصالة وتربى في أحضان التراث. وما ذكرت الأصالة والتراث إلا واقترن اسم ( الهدلق معهما يبهرك بهدوئه وسمته ويحتويك بأدبه وخلقه).

قد لا أذيع سراً بأنه كان أحد صمامات الأمان لمجلس إدارة نادي الرياض الأدبي وكان في نظري عند تعيينه أحد الرهانات الهامة للمعنيين في وزارة الثقافة والإعلام.. وكان كلما هبت عواصف الغضب عن ملامح الأسماء في نادي الرياض الأدبي يأتي اسم د. الهدلق ليضع الثقل اللازم في احتواء عواصف الخلل العاتية تجاه النادي.

ربما في نظري أدرك الراسمون لسياسة الأندية الأدبية أن تشكيلة الأندية بحاجة إلى ما يعرف ب (عيارات ثقيلة) تملأ الفراغات الكبرى وتقطع الجدليات ويلتف حولها المختلفون. وإذا كان المعنيون قد افلحوا في ذلك عبر بوابة الهدلق في نادي الرياض الأدبي فقد حجبت هذه النافذة عن الأندية الأخرى. ربما يكون عذرهم افتقار تلك المناطق إلى أسماء علمية رصينة أمثال: د - محمد الهدلق.

ربما سوف أذيع سراً آخر قد علمته من مصدر موثوق واطلعت على أطرافه أن د - محمد الهدلق مولع بالنكتة إلى درجة أنه مهووس ( بالطرائف). يتمتع بروح هادئة تقرأ في وجهه تقاطيع الأمل والفأل إلى المستقبل بلا ضجيج ولا قلق.

ما أستطيع أن أقوله إنه أبعد الناس عن الخصومة وصنفه هؤلاء قد لا يروقون لي كثيراً (بصفتي محامي) فالخصماء هم عملاؤنا (كثرهم الله). أما صنف الدكتور الهدلق المتصافي المتسامح حتى مع من أساء إليه فهم قلة. وقصة سرقة بحثه الشهير (النقد الأدبي في مقامات الحريري) الذي نشر عام 1402هـ وتمت سرقته من قبل أستاذ جامعي آخر متقدماً لنيل درجة الترقية من إحدى الجامعات المصرية فما علا طيشه أو ارتفع صوته ولكن تعامل مع هذه الكارثة العلمية بتؤده وعقلانية وقد ذكر القصة تفصيلاً الأخ - محمد عبيد في مقالة ( السطو على البحوث العلمية والصعود إلى أسفل). عوداً على العاشق الأصيل د - محمد الهدلق وهو صنو للجناح الأخر د - عبدالعزيز المانع حيث يجمعهما المكان والزمان والعنوان..

تحية صادقة لأدبنا العربي القديم الذي يقف على حراسته الأمين د - محمد بن عبدالرحمن الهدلق.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة