Culture Magazine Monday  31/03/2008 G Issue 241
الملف
الأثنين 23 ,ربيع الاول 1429   العدد  241
 

الخطوة الثانية
د. عبدالله الحيدري

 

 

في منتصف عام 1426هـ بدأ التخطيط الأولي لملتقى النقد الأول إبّان رئاسة الدكتور محمد الربيّع للنادي الأدبي، وهو صاحب الفكرة وداعمها والمتحمس لها، وكنا نجتمع برئاسته وعضوية الدكتور سعد البازعي (ومع التشكيل الجديد لمجلس الإدارة أوائل عام 1427هـ أصبح البازعي رئيس اللجنة، والربيّع عضوا فيها)، والدكتور محمد القويفلي، ثم الدكتور عبدالله الوشمي يحدونا أمل في تحريك الراكد وتحفيز النقاد على دفع الحركة النقدية في المملكة إلى الأمام.

وليس بخاف أن تقويم النقد عملية من الصعوبة بمكان، وهو ما يمكن أن يطلق عليه (نقد النقد)، ولهذا فالبحوث المقدمة مجالها يكتنفه شيء من الصعوبة، وبخاصة أن الملتقى في دوراته الأولى.

ومن هنا نتطلع أن تتضمن البحوث المشاركة في الملتقى الثاني هذا العام 1429هـ مراجعة جادة لكل الدراسات السابقة التي حاولت أن تصنف الاتجاهات النقدية أو تقوّم الحركة النقدية في المملكة.

ولسنا نختلف مع الذين يؤكدون وجود خلل في ساحتنا الأدبية في المملكة بين الإبداع والنقد، فثمة فجوة كبيرة تزداد اتساعاً بينهما، ولا يشكل النقاد الجادون لدينا إلا رقماً صغيراً بالمقارنة مع المبدعين الذين يدفعون في كل يوم للمطابع والصحف والمجلات نتاجهم، بل إن مناطق كاملة في المملكة لا يكاد يوجد فيه ناقد واحد مع وجود العشرات من كتاب الشعر والقصة والمقالة.

وهذا الخلل يحتاج إلى شيء من التصحيح، وذلك بتكثيف الجوانب النقدية في مناهجنا، وبخاصة في الكليات المتخصصة، فهي إن تناولت هذا الجانب تناولته على عجل دون تطبيق وممارسة فعلية.

ثم إن اهتمام الساحة والصحافة يكاد يتجه للمبدعين وحدهم دون النقاد، سواء في التكريم، أو الاحتفاء، أو النشاطات المنبرية، أو في الإذاعة والتلفزيون.

وعلى أي حال يأتي هذا الملتقى الذي ينظمه نادي الرياض الأدبي للمرة الثانية بمشاركة ثلاثين باحثاً من الرجال والنساء ومن داخل المملكة وخارجها فأل خير على المشهد الثقافي في المملكة، وبخاصة أن النادي يقود دفته ناقد متميز واسم بارز، وهو الدكتور سعد البازعي يسانده عدد من الأسماء الفاعلة في المشهد الثقافي يأتي في مقدمتهم الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي نائب رئيس النادي وعضو هيئة التدريس في كلية اللغة العربية بالرياض.

ويكتسب هذا الملتقى أهمية خاصة لكونه أول ملتقى يلتفت إلى النقد في المملكة بهذا الشكل وبهذا الترتيب والاستعداد، ذلك أن اهتمام الندوات والملتقيات السابقة يتجه في المقام الأول إلى الإبداع، ويغفل النقد رغم ما يشكله الأخير من أهمية في كونه رافداً ومكملاً للعملية الإبداعية، ومن المهم الوقوف عند منجزنا النقدي، في محاولة للقراءة المتأنية والمقاربة الهادئة في تدرج تمثل في توقفه عند المراحل المبكرة في الملتقى الأول، وسعيه إلى تقويم المراحل المتأخرة في الدورة الثانية وفي الدورات القادمة للملتقى إن شاء الله.

ومع انعقاد ملتقى النقد للمرة الثانية في الرياض هذا العام 1429هـ نتساءل: هل للنقد الأدبي في المملكة هوية؟

سؤال يحمل على المراجعة المتأنية لخطابنا النقدي، ومحاولة تقويمه وليس من السهل الإجابة عن سؤال كهذا الذي ربما تتصدى له رسائل جامعية متخصصة، ولكن لو أردنا التوقف عند هوية النقد في المراحل المبكرة التي تصدى لها الملتقى في الدورة الأولى عام 1427هـ لأمكننا القول: إن الخطاب النقدي في تلك المراحل كان يتميز بالعفوية إلى حد كبير ويخضع للذوق والانطباع الشخصي، مع تأثر واضع بالتيارات النقدية السائدة في تلك المرحلة، وبالأخص في مصر كمدرسة الديوان وغيرها.

إن جهود الأساتذة المتخصصين في النقد -في الغالب- متوجهة إلى خارج أسوار الجامعة مشاركين في الندوات والمؤتمرات، على حين قد يغفل بعضهم أو معظمهم بناء جيل من الشباب المسلح بالثقافة النقدية مع التطبيق والكتابة والممارسة، وأحسب أن هناك قصوراً في هذا الجانب، والمناهج فقيرة في التطبيق العملي النقدي داخل الجامعات.

والدراسات النقدية لا تخلو من تنظير، وفي مقاربتها للنصوص قد تبتعد أحياناً عن أجواء النص بمصطلحات تثقل المقالة النقدية ويعسر من ثم فهمها على المتلقي، وربما يعود السبب إلى أن بعض النقاد يكثر القراءة في الكتب الأجنبية والمصطلحات ولا يهضمها جيدا فيظهر أثر ذلك في كتاباته!!

وبعد، فاللجنة التحضيرية بحاجة إلى إسهام الجميع في إنجاح الدورة الثانية للملتقى بحضور الجلسات وإثرائها بالنقاش الهادف والبناء، واقتراح عنوان فرعي للدورة الثالثة التي ستعقد بحول الله وقوته بعد سنتين من الآن، أي في عام 1431هـ.

* عضو اللجنة التحضيرية لملتقى النقد aaah1426@gmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة