Culture Magazine Monday  28/01/2008 G Issue 231
تشكيل
الأثنين 20 ,محرم 1429   العدد  231
 

وميض
عبد الرحمن السليمان
فيصل السمرة

 

 

انطلق الفنان من الدمام إلى العالم وكان ولد في بلد والدته (البحرين) التي تردد إليها كثيراً واختار الإقامة فيها بجانب مدينته التي تلقى فيها دراسته أو تعليمه حتى أنهى المرحلة الثانوية ليغادرها إلى باريس حيث تلقى تعليمه الفني. درس في مدرسة الفنون الجميلة وبعد تخرجه كان يتردد على المملكة وبين أكثر من وظيفة كانت ارتحالاته لكنه قرر فيما بعد الاستقرار مؤقتا عندما عمل في معهد العالم العربي بباريس لأعوام يعود بعدها إلى المملكة ثم ليستقر أخيرا في البحرين وكأننا أمام قرار نهائي فالعمر يتقدم وعجلة الفن مستمرة والنشاط الفني متقد، فهو في المحاضرة التي ألقاها في الدمام قبل أشهر كان يشير إلى تجربة جديدة يخوضها منذ العام 2005م ويعنونها ب(واقع محرّف) يعتبره مشروعا دقيقا وخطيرا سيستحوذ على عمله الفني القادم.

عرفت بدايات أو بعض أعماله المبكرة منذ كان على مقاعد الدراسة في المرحلة الثانوية وكانت للمدارس أنشطتها المشتركة عن طريق الإدارة التعليمية بالمنطقة وكنا نحضر أحيانا افتتاحات معارضنا الطلابية وربما نقف لنتحدث قدر إمكاننا عن شيء رسمناه أو تعلمناه في المراحل الدراسية المتوسطة أو الثانوية، كان يرسم بواقعية اعتيادية ولكن خطوطه وتلويناته تعبر عن موهبته الفنية.

لا شك أن لمشاهداته المبكرة أثرها في بعض ما يمكن أن يمارسه، وبالتالي فأعمال بعض فناني البحرين خاصة عبدالله المحرقي (خاله) كان لها صداها في نتاجه المبكر. إلا أن السمرة الذي عرفته جادا وباحثا وساعيا إلى تأكيد شخصيته الفنية عاد من باريس وقد حمل إلينا فكرا جديدا وصياغة لم نعرفها في أعمال سعوديين آخرين.

كنا في الثمانينيات نلتقي بشكل غير منتظم في مكتب أسسه في الدمام لأعمال خاصة، وقبل ذلك كان قد أشرف على أكثر من معرض أقامها مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالمنطقة الشرقية أوائل الثمانينيات أضاف إلى المشاركين السعوديين فيها أجانب وعربا ممن يمارسون الفن، بل وكان حينها صارما في انتقاء أعمال المعرض.

في المعرض الأول كانت المشاركة الأولى للفنان عبدالله الشيخ في المعارض السعودية بعد استقراره في الدمام.

وكانت أعمال الفنان فيصل السمرة قد تأثرت بالأجواء والصيغ الفرنسية التي ربما كانت الأكثر حضوراً حينها، كان يستحضر الإنسان في أعماله وبطريقة تتناول حركته أو إيقاعه الحياتي اليومي.

تتواصل حركته بين أكثر من وظيفة ومدينة لكنه هكذا لا يستقر على حال مثل تنوع فنه فهو يبحث عما يحقق وجوده وهو القائل (العمل الفني بالنسبة لي هو سبب من أسباب الحياة وامتداد لها في الزمن المطلق).

لا يتوانى في توظيف خامات ومواد وتلوينات مختلفة ليحقق أو يصل إلى نتيجة جديدة، إنه التجريب الذي يبنيه على العلم وهو القائل أيضاً (الفن والعلم هما أحد الركائز الأساسية لتواصل الإرث الحضاري، وإن أي أمة تمسك بالفن والعلم فإنها تمسك بحاضرها ومستقبلها).

تجريب الفنان على مجموعة خامات أوصله إلى مناطقه الأحدث التي لم تزل تشغله فهو وإن واكب منذ إنهائه دراسته المتغيرات الفنية في فرنسا على الأخص فهو أيضاً يسعى إلى مغامرة جديدة يتلمس فيها أو من خلالها تحقيق مواكبة فنية متجاوزة وقد انفتحت البيناليات العربية على أعمال وتجارب جديدة يخوضها عدد من الفنانين العرب.

تنقل السمرة بين عدد من العواصم أو المدن العربية أهمها بيروت وعمّان وجدة التي عاد إليها بعد غيبة بمعرض كبير عام 2000م سمّاه (جسد آخر) وتمثلت في تجربة أخرى تسمية (رؤوس) كانت الخامة الجديدة في كلا التجربتين، لكنه في الأولى أقرب إلى الرسم بينما في الثانية إلى العمل الإنشائي الثلاثي الأبعاد.تتقاطع التجربتان في فهم عميق للعمل الفني، هو فهم يجعله أو يحفزه على المزيد من البحث في منطقة جديدة ووفق خامة جديدة أيضاً.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7177»ثم أرسلها إلى الكود 82244

aalsoliman@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة