Culture Magazine Monday  26/05/2008 G Issue 249
فضاءات
الأثنين 21 ,جمادى الاولى 1429   العدد  249
 
أعمار
سعد البواردي

 

 

الأعمار.. كل الأعمار بيد الله.. تتساوى في المقام والقدر من حيث المشيئة والإرادة أعمار البني آدمين.. والحيوان.. والنبات..

جميعها أعمار مقننة.. لحياة محددة لها بداية.. ونهاية.. تتفاوت في طولها وقصرها.. الأسباب والمسببات بعض جوانب مسيرتها على خط الحياة..

وكما يحكي الشاعر في بيت شعره..

من له في الكون حظ

لم يمت حتى يناله

تتمثل مشاهد الأعمار على شاشة الواقع المعاش.. ما بين شمعة تنطفئ لحظة إشعالها على هبة ريح.. وأخرى تستنفذ نصف قدرتها على الاختراق.. وثالثة نجد لها من الأجل ما يأتي على عددها مكتملا.. بعد نهاية عمرها الافتراضي..

والحياة من حيث هي لكل الكائنات الحية مرحلة اختبار صعب تحكمه متغيرات الطبيعة.. وعوامل التعرية.. وصدمات التجربة.. تارة تصمد الحياة.. وتارة تنحني للعاصفة وتتحطم.. وثالثة تستند على عكازة جراحها وتخرج من بين الأنقاض، حيث بعد أن احتسبت في عداد الدعوات.. هكذا كل حياة تتحرك على وقع رياح السنين.. البشر.. الشجر.. وتلك المخلوقات الأخرى من حولنا أنها تعيش مقدرات عمرها.. تسارع.. وتصارع.. وتقارع.. أما النهاية فتلك التي تقدر لها.

سبق لحياة البعض منا أن غابت أو كادت.. ثم عادت من جديد.. هذه المرة جاءت نسبة لحياة كلبة سوداء صغيرة نجت من موتها المحقق.. المرة الأولى دهستها سيارة نقل ضخمة في أحد شوارع ولاية ميسوري الأمريكية.. والثانية عندما تم دفنها بعد الحادث واستطاعت بعد صراع استمر زهاء خمس ساعات إزالة التراب المتراكم بأظافرها حيث دفنت.. لتعود من جديد لشقة صاحبتها وعلى فمها صوت خافت يعبر عن وجعها وجوعها..

وجد آخر لحياة مخلوق آخر ما زال له في كونه من بقية حظ.. حتى ولو كان كلبة.

***

لإبداء الرأي حول هذه المراجعة، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب «5621»

ثم أرسلها إلى الكود 82244

- الرياض


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة