Culture Magazine Monday  25/02/2008 G Issue 235
كتب
الأثنين 18 ,صفر 1429   العدد  235
 

مارتن هايدغر: نقد العقل الميتافيزيقي
قراءة أنطولوجية للتراث الغربي

 

 

تأليف: علي الحبيب الفريوي

بيروت: دار الفارابي 2008

يأتي هذا العمل الأكاديمي - كما يقدم المؤلف - إمكاناً عربياً في النقد ونداءً حائراً إلى التفكير في اللا مفكر فيه، إذ يمثل (نقد العقل الميتافيزيقي) دعوة إلى الاجتهاد لمجاوزة ميتافيزيقي تحيط به القداسة وتحرسه سلطة ميكروفيزيائية أحاطت بالعقل العربي واحتجزته في التقليد والمحافظة على مرجعياته.

ويضيف: (إن من دواعي الكتابة في المتن الهايدغري واستدعائه مقروءا في الفكر العربي، هو حاجتنا اليوم إلى مفكر نكون معه وضده في الآن ذاته، فيلسوف يعلمنا دون تلقين القدرة على تفكيك (مركزية الذات) وتقويض أسئلتها المعرفية المثالية وهتك أختمها وتهفيت بداهاتها والسعي الشجاع إلى مجاوزة تراثها الميتافيزيقي تأصيلا للكيان وانفتاحاً على ما به، نكون به أو لا نكون وجودا أصيلا في عالم الإمكان والممكن.

نحتاج - نحن العرب - إلى هايدغر لكي نتعلم منه متعة القراءة ولذة التفكير وعظمة الأسئلة المخلصة لمبدأ التقويض والمتبنية لاختلاف رؤية ورسالة، وهي سمات لم يألفها العقل العربي في تعامله مع تراثه).

(يستدعي هايدغر الميتافيزيقا أو تاريخ نسيان الوجود، لأنه عين الاستشكال وموطن النظر لتقويض الجرم الأفلاطوني الذي مهد لقيام كل الميتافيزيقا الغربية. شكلت المحاورة الهايدغرية مع البدء الأول الميتافيزيقي تحوّلاً مهماً، رسم استراتيجية التعامل النقدي مع التراث أو تأهيله خارج التشريع الميتافيزيقي. لم يغفل هايدغر أن مجاوزة الميتافيزيقا تحتاج إلى رسومات البدء الأول والانفتاح على بدء آخر يعود فيه الوجود سؤالاً مركزياً لكل فلسفة. كان الانشغال بالتقويض والانهماك بترويض السؤال الفلسفي أبرز مهمات المرسم الفينومينولوجي. لم يتوقف هايدغر عند أفلاطون، بل جاب كل دروب الفلسفة الغربية وأقام عند فلاسفتها دون استثناء. وقف عند الفلسفة الوسيطة في منزعها التيولوجي واشتغل على تفكيك رهانات الحداثة، فوقف عند عقلها العلمي التقني الميتافيزيقي).

يقع الكتاب في (437) صفحة من القطع العادي.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة