Culture Magazine Monday  25/02/2008 G Issue 235
مسرح
الأثنين 18 ,صفر 1429   العدد  235
 
المسرح .. قرار يتعلّق بالمجتمع

 

 
* الثقافية- سالم الغامدي :

لم يُسم «أبو الفنون» إلا لأهميته القصوى والقصوى جداً لدى العامة والمثقفين، هذا الفن الذي يضم كل الفنون فهو دائماً بالمقدمة، إن المسرح يوفر المتعة البصرية والسمعية في نفس الوقت التي تتعالي فيه أنفاسك لمتابعة عرض مسرحي ما.

المسرح له دور كبير جدا في ثقافة المجتمع، لذلك نجد اتجاه بعض المؤسسات في تفعيل التثقيف بسلوك ما لفئة معينه من خلال عرض مسرحي يستهدف هذه الفئة.

إن المسرح هو إيمان بتواجده الثقافي أولاً من قبل أهل الثقافة أنفسهم، ثم يعقبه الإيمان به من رجل الأعمال. فعندما آمن رجل الأعمال بالرياضة وجدنا التطور الهائل في العقل الرياضي للفرد، ولا يمكن أن ننتظر أن يُفعل بقرار حكومي، لأنه لا يوجد قرار يمنع ذلك.

وفي حقيقة الأمر المسرح يختلف عن بقية الفنون الأدبية الأخرى من وجهة نظري فهو جديد على المجتمع ولم تعرفه جزيرة العرب إلا السنوات الأخيرة فهو ليس كالشعر والقصة ضارب في أعماق ووجدان الثقافة المحلية منذ زمن ما قبل الجاهلية إن جاز التعبير أنه زمن جاهلية.

أما من جهة الإرادة المجتمعية لظهور الفن المسرحي ورغبتها في التماهي معه كوجه من وجوه الثقافة والفنون في البلاد.. فإن الإرادة السياسة بالفعل لن تخالف تطلعات رغبة المجتمع.

ولكن السؤال.. إلى أي مدى يمكن الجزم بتقبل المجتمع للفن المسرحي والاعتراف بقدر الفنان المسرحي.. ألا ترى معي أن الفنان لا يزال ينظر إليه في المجتمع بنظرة أقل من الاحترام والتقدير في بعض الأحيان بل يشار إليه أحياناً أخرى كرمز للفساد وصورة للشخص غير السوي القابل لإفساد الغير.. على الأقل في نظر فئة معينة للأسف تملك منبراً تأثيرياً في الناس بما يرددونه من رؤاهم وأفكاره المجتزئة من سياقات تفسيرية لنصوص لها قدسية عند مجتمعنا.

فهل المسرح السعودي بحاجة لقرار سياسي سيادي لانطلاقته أم هو فعل ثقافي ذو منطلقات اجتماعية؟ فيحتاج إلى اعتراف اجتماعي وتضافر للجهود بين أهله من المسرحيين والمهتمين به لينطلق ويكون أكثر فاعلية؟

الممثل والمخرج المسرحي سلطان النوة:

إن أي قرار متى ما كان نابعاً من ذات المجتمع ستكون بالتالي مسألة قبوله وموافقته من الجانب السياسي أمر في غاية السهولة.. فالمطلب وإثبات الأحقية في ذلك تقرره ثقافة المجتمع نفسه ومدى ما وصل إليه من تحضر.

إن ثقافة المسرح هي ثقافة فكر وفعل بالدرجة الأولى تختلف عن بعض الفنون الفكرية الأخرى كالقصة والشعر والمقالة.. المسرح على ارتباط بالجمهور وهو من النوع المباشر والمواجه دائماً وهنا يتضح لدينا جانب من (الحساسية) عند طرح القضايا خصوصاً ما يتعلق بها من انتقاد لوضع أو سلوك ما والمطالبة بتقويمه وتعديله وهذا مما لا شك فيه من أهم الأسباب التي عطلت مسألة الاعتراف به.. ولا شك أن بلادنا تعيش حالياً مرحلة من الانفتاح الثقافي والمعرفي وديموقراطية القرار بإبراز أهمية الرأي والرأي الآخر ولا شك أن ذلك يشعر به الجميع.

الأستاذ جميل عبدالغني:

المسرح السعودي يحتاج إلى قرار سياسي وتتبناه الدولة ويعترف به وأن يكون له دعم وميزانية ومقر وأن يكون مستقلاً أي يصبح ابناً شرعياً معترفاً به وإذا اعترف هانت الأمور الأخرى.

المخرج والمؤلف باسل الهلالي:

المسألة مثل الميزان لو رغب المجتمع بأكمله في إنشاء مسرح بما تحتويه الكلمة من معنى (معاهد- صالات- وغيره) كان لزاماً على السلطة السياسية التدخل لتلبية رغبة مجتمعها.

ولكن ما نحن فيه الآن هو الشقاق بعينه فتقسم المجتمع إلى 3 أقسام:

الأول مؤيد لوجود المسرح

والثاني ضد وجوده.

والثالث واقف بين البينين وإن علق يقول المقولة المشهورة (هو في مسرح عندنا) ولا ينظر لرجال ناضلوا فيه وأثبتوا وجوده على مستوى الخليج والعالم العربي بل على مستوى العالم.

السؤال هنا ماذا تتوقع من السلطة السياسية التصرف في ظل هذا الشقاق؟

بالنسبة لي لا أدري!!!


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة