Culture Magazine Monday  25/02/2008 G Issue 235
فضاءات
الأثنين 18 ,صفر 1429   العدد  235
 

كلمات
باريس أفعى جميلة!
محمد بن أحمد الشدي

 

 

هذا كان في الماضي القديم:

عاد مطيع من باريس جملاً يخبط خبط عشواء! وفي مدينة تتدثر بالحب والشذا والمواعيد لا يدخل في نفسه سوى الحجر! ولكن مطيع قصيدة عذرية تشيأت من دم الشمس وصهيل الجياد وخديجة تقف بثقة كرمح مدججة بالأسئلة الحادة عن ولدها الذي سرقته الأيام إلى مدن الثلج! وعما قليل تطمئن وتتفرغ تمسك باريس من شعرها الأشقر وقميصها الداخلي وتحوس بها الأرض وأخيراً تسأل:

- كيف باريس؟!

- باريس أفعى جميلة؟!

في اليوم الأول رأى الحياة والحسان والحرية المنفلتة وأعراس الفراش والطيور في الهواء الطلق وانذهل ورأى الدمعة في عين بدوي متورط بالسفر مع حقيبة! وتمنى لو يبيع العمر الباقي كله بسنة واحدة من الدهشة والجنون! ليته يستطيع إنقاذ صاحبه وابن جلدته.

وفي اليوم الثاني انتزعوه من مقعده في الحافلة وألقوه على لزوجة الرصيف. صادروا شهامته حين وقف لتجلس أنثى حامل ترتعش.

قالوا له إن المرأة هنا ربحت المعركة مؤقتاً، وتصر على أنها رجل! لماذا تحبل إذا كانت لا تستطيع الوقوف كالرجال.

وجاء اليوم الثالث.. فإذا بولده يغسل الصحون ويحدثه عن الفندق!! ويسأل مطيع: أهذه زوجة؟! أم صديقة؟!

- ويرد الولد: يا أبت.. لا توجع قلبك زوجة أم صديقة لا فرق عندهم. ليذهبوا إلى الجحيم هذه باريس ألم تسمع بأفعى جميلة اسمها باريس؟!

شعر بالدوار.. بينما كانت خديجة تتحفز للسؤال عن ولدها! بالأمس واليوم تسأل عن أبيه الذي دعوه فشعر المسكين بالدوار واختل توازنه وسقط!!

*****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5064» ثم أرسلها إلى الكود 82244

- الرياض


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة