Culture Magazine Monday  23/06/2008 G Issue 253
الثالثة
الأثنين 19 ,جمادى الثانية 1429   العدد  253
 
ثقافة التدوين (2)
دار نشر (افتراضية) تجذب دور النشر الورقي!

 

 
* الثقافية-خلود العيدان:

الحكاية والمصطلح والأبطال كان الجزء الأول في حديث التدوين بالعدد السابق، ألف باؤها، سلطتها وتاريخها الذي ظهر في تسعينات القرن الماضي، الحكاية كما هي مابين ال (ميدل إيست جورنال) إلى حرب الخليج الثالثة. كل ذلك وأكثر جعل البحث عن (حاضر) التدوين فرض (عقل)، لنستعرض هنا الجزء الثاني من الحكاية..

النشر الثوري (البلوجي)!

لم يكتفِ المدونون بمساحات مفتوحة لكتاباتهم على أرض التدوين الإلكتروني، بل امتد بهم الإيمان بحقهم في الكتابة والنشر (بطريقتهم)، متجاوزين مصاعب النشر الورقي، تكاليفه، إجراءاته والرقابة عليه لتظهر (دار سوسن للنشر البلوجي والإلكتروني) والتي كان شهر ديسمبر 2006م بداية انطلاقها بفكرة جديدة تماماً تدعو لنشر كتب إلكترونية للمدونين (على الإنترنت)!، وقد وصلت إصدارات الدار لـ 29 كتاباً.

www.darsawsan.blogspot.com

ميريت تتنبه..!

محمود عزت العشريني والذي يدرس الطب بالقصر العيني، صاحب فكرة الدار ومؤلف الكتاب الإلكتروني الأول فيها، لفت نظر (دار ميريت) ليتحول ديوان (شغل كايرو) لكتاب مطبوع يسكن أرفف مكتبات القاهرة، كما نشرت داري (ملامح واكتب للنشر والتوزيع) عدداً من الكتب المدرجة في دار سوسن، ولم يقتصر تواصل الدار مع من هم خارج المجتمع التدويني بالدور فحسب بل إن الشاعر محمد حلمي الريشة أقدم على نشر ديوانه (معجم بك) في دار سوسن للنشر الحر!

إعلان للمبدعين والفاشلين!

صاحب غرابة الفكرة سخرية لاذعة في الإعلان عن الدار كان نصها: (إعلان لكل المبدعين و العباقرة و الفشلة و العاديين، الذين يتساوون جميعاً في الكتابة للحائط، حين صار النشر أكثر مشقة من الكتابة نفسها، متطلباًً مهارات خاصة لا يشترط توافرها في الأديب العظيم، دار سوسن للنشر البلوجيّ و الإلكتروني و اللا محدود، تعلن في تحد ٍ سافر ومقيت عن قبولها للنشر للجميع ودون وجود لجان قراءة أو تصاريح مرور، ننشر مجاناً جميع الأعمال الأدبية وغير الأدبية وقليلة الأدب، يتضمن ذلك أحياناً تصميم الغلاف والدعاية و التوزيع).

(المرصد)..

اعتقال، إفراج، غياب، حجب، ميثاق، أمانة عامة، عضوية وأخلاقيات.

ستقع عيناك على هذه الكلمات بمجرد زيارة موقع مرصد المدونين www.bloggers-observatory.org/ ar، ستظن لوهلة أنك تقرأ تاريخاً (حاضراً) وربما تقرأ سيرة لم تنشر! ستتبع الأخبار التي يرصدها ويحررها المدونون أنفسهم مابين سوريا، مصر، السعودية، الإمارات وغيرها من الدول العربية، ستلمس عن قرب (واقع) العالم (الافتراضي)! مجتمع التدوين حقيقة تثبت أن العمل الجماعي ليس (أسطورة) يهذي بها العرب.

كاتب مدون أم مدون كاتب!

لم يعد التدوين حصراً على الشباب الذين فتح لهم التدوين أبواب الكتابة المستقلة، بل امتد ليشمل كتاباً وصحفيين وشعراء طرقوا الباب وأسمعوا أهل الدار السلام.

أمثال الكاتبة مرام مكاوي والتي أنشأت مدونة باسمها، والشاعر عيد الخميسي ب (رصيف يتسع لنصف الصفحة)، والصحفي أمجد شلتوني ب (مساحة من التفكير الحر) وغيرهم كثر.

مدونة عربية ل (ياباني) (سايتو) ستيني اهتم بالتدوين العربي وعشق أم كلثوم، فيروز، نجاة الصغيرة، فايزة أحمد والإنكا اليابانية، كتب عنه إسماعيل الفخراني في صحيفة الدعوة الإسلامية مشيداً بكتاباته عن القضية الفلسطينية بروح يابانية، بمدونة سايتو ستجد الشعر الياباني ومقالات عديدة تروي مشاهد مابين العالمين، ستتطلع لمشروع تأليفه لمعجم عربي ياباني وتتأمل كثيراً كيف أضحى التدوين لغة عالمية! www.japan-saito.blogspot.com

ثالثها..

في الجزء الثالث والأخير بإذن (الوهاب) سنستعرض مشاهد من العمل الجماعي لمجتمع المدونين، نقرأ ما حدث في (قلب) اجتماعاتهم وتجمعاتهم، نستعرض نماذج لمدونات ثقافية ونبحث عن إجابة للسؤال الدائم هل هي موضة أم....؟

kimmortality@gmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة