Culture Magazine Monday  23/06/2008 G Issue 253
فضاءات
الأثنين 19 ,جمادى الثانية 1429   العدد  253
 

مفارقة حقًّا أن تصبح الأديان، التي تدعو إلى الخير والسلام، سبباً في التنابذ والفصام بين الشعوب.

ولا شكّ أن ذلك ناجم عن سلوكيّات البشر، المبنيّة على تأويلاتهم القاصرة للأديان، التي جاءت أصلاً لاحترام الإنسان، أيًّا كان، ومن حيث هو إنسان. ولقد جاء القرآن الكريم صريحًا في هذا: {لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ، فَلا يُنَازِعُنَّكَ فِي الأمْرِ، وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ ...>>>...

ونفسَكَ أكرِمْها فإنكَ إن تَهُنْ

عليكَ فما شَخْصٌ لها قَطُّ يُكْرِم

أَسدَى هذه (النصيحة) مُعلّمُنا الراحل صدقي إسماعيل في مُعَلَّقة العام 1951 التي نُشرت بعدئذ في صحيفة (الكلب). وعلى قلّة اطلاع (مبدعي) هذه الأيام على تلك المعلّقة، إلا أنهم أخذوا بتلابيبها وراحوا يتسابقون إلى احتفالات (التكريم) في مشارق أرض العروبة ومغاربها. لا ضير في هذا السعي مبدئياً لولا بعض الشوائب العالقة به بنيوياً، بمعنى ...>>>...

أنا الإرهابُ في عَظْمِي يُعَمِّرُ مَوْطِنِيْ الآمِِنْ

ومهما قِيْلَ عَنْ قَلْبي،

أَحَنُّ عليكَ مِنْ أُمِّ سَلُوْ في الحُبِّ (مَنْهاتِنْ)!

ومهما نِِيْلَ مِِنْ لُبِّي،

فَحِِبْرُ النَّاسِ مِنْ يَمِّي يُسَطِّرُ بَحْرَها الثَّامِنْ

ويَسْقِي شَرْقَهُ الغَرْبِي

يُعَلْمِنُ جَهْلهُ عِلْمِي ويَكْتُبُ وَجْهَهُ الرَّاهِنْ

أنا ، الإرهابُ- يا ربِّي- ...>>>...

اقترب منه بطريقة وجلة وكرجل مسكون بالأرق متوجس من الاحتمالات المتشابكة لا بد له من وقت بهيج، ففي هذا الزمن أصبح للقط أوقات عذبة وأعراس أسطورية، هذا الرجل أحبه حتى الخوف همس دهنوش لنفسه ثم انحنى يلتقط الدبابيس والأفكار الهاربة.

دهنوش سائق منذ مدة تستعصي على التذكار، يعرف مواقع الرثاثة والقرف في اللوحة الداخلية.. غرور.. إهمال.. طفح أمجاد بائدة وسيده إنسان شاعري في جميع الاتجاهات حتى في ...>>>...

محمد بن عبد الرزاق القشعمي (أبو يَعْرُب) بروزه في محيطنا وعصرنا الثقافي، ليس استثناء وحسب؛ وإنما ضرورة تمليها طبيعة الأحقاب الثقافية، فكأنما وجوده ظاهرة يستجيب بها العصر لضرورات تناسقية، حتى يستقيم إطار العصر الثقافي، وفي عصور خلت، كان وجود (ابن النديم) حالة تلبي احتياج عصره، وتقيم نسقاً تاريخياً، كأنما هو حاجة الأرض إلى المطر، ونبات العشب والزرع، وقيام تناسق الحياة بعد ذلك. وثيقة (ابن ...>>>...

عولمة الثقافة هي الحد الفاصل بين ثقافتين بشقيها الأدبي والفني، ثقافة هي أمتداد لتأريخ وإرث حضاري وإنساني وثقافة جديدة فرضتها ظروف معاصرة وتقنية معاصرة. ولهذه الثقافة وسائل تبشيرية وتثقيفية هي ثقافة العولمة تمثلها وسائل إتصال حديثة ومتطورة. وفي المحصلة فإنها تعني فرض سياسة الأمر الواقع عبر وسائل إعلامية قوية ومؤثرة. تمكنت من أن تلعب دورها في حياة ثقافية جديدة مختلفة تماما عما ألفناه في ...>>>...

هذا مثال على إحدى صيغتي التعجب المشهورتين (ما أفعله وأفعل به). وحين سأل سيبويه أستاذه الخليل عن (ما) قال إنها بمعنى (شيء) والمعنى: شيء جعل زيدًا حسنًا.

وعلى هذا القول تعرب (ما) مبتدأ خبره الجملة الفعلية المؤلفة من فعل فاعله ضمير مستتر يعود إلى (ما) والاسم مفعول به منصوب.

ومن الغريب أن النحويين تلقفوا هذا القول بالقبول واستمروا يرددونه تغليبًا لمذهب البصريين، والملاحظ أن تفسير الخليل ينقل ...>>>...

سأتجاوز هنا المثاليات -وهذا قد يغضب البعض- وأتحدث وفق معطيات الواقع، الذي يقول أننا العرب اليوم أمة ضعيفة ومهزومة ومتخلفة حضاريا وجزء منّا يصنفه النظام العالمي ضمن فئة (الشر)، فهل هذه الصورة الموجزة لخارطة الواقع العربي تؤهله لحوار متكافئ ومتوازن مع الآخر؟

لا أريد أن أصعب الموضوع ولا أعقده، بل كل قصدي تأطير الصورة لكي نحدد الرؤية ونمنطق الاستقراء، ففي هكذا أمور يُحمّد السقف والإطار والقاعدة، ...>>>...

يقول المعلم البرازيلي العريق الدكتور باولو فريري Paulo Freire (1921- 1997): لا يَحصلُ المستبَدُّ بهم على تعاطف المستبدِّين إلا عندما يواجهونهم بالعنف، فالتعاطف لا يستجدى، ولكنه يُنتزَع انتزاعا، إن كان ثمّةَ حاجةٌ له. أما الاستبداد فسلوكٌ مع الآخرين يحولُ دونَ ممارستِهم إنسانيتَهم بشكل كامل.

اشتُهرَ فريري بشعار (التعليم كممارسة للحرية) الذي جهرَ به من خلالِ كتابِه Education as the practice ...>>>...

وقف النقاد الإنجليز موقف المدافع عن سلطة الراوي في الرواية الحديثة أمام فوضى النقد الأمريكي، بعد الحرب العالمية الأولى وما سببت من تداعيات في أسلوب الرواية، حيث اعتبروها نوعاً من الحكي يقال كيفما اتفق، متجاهلين البناء الروائي القائم على أركان الرواية الحديثة المطورة عن الرواية التقليدية، للمحافظة على المنظور الروائي، الذي يقع بين الراوي والمتلقي، أي بين الصياغة الفنية Formulation، والصوت ...>>>...

ثمّة حالات يكون من الصعب فيها على الإنسان أن يبت بطبيعة السلوك الذي يمارسه هو نفسه. وخاصة حين لا توصله المفاضلة بين السلوكات، التي قد يلجأ إليها إلى قرار يبدد مخاوفه ويحسم وساوسه وتركن إليه نفسه. كحال الشاهد على عمل، للأخلاق فيه كلمة قد تكون على تضاد مع الكلمة التي للقانون. هكذا هي، مثلا، حالة المفاضلة بين أفعال السرقة والكذب والوشاية التي يمكن أن تحضر معاً، عند ضبطنا لأحد ما يأخذ نسخة غير مرخّص ...>>>...

إنّنا نكتب بوصفنا امرأة واحدة !

أي نحن النساء نكتب تاريخيّاً، وفي أيّ مكان كنّا، لنكمل حلم المرأة الأولى ونطوره، ونعملُ متآزرات ولو بطريقة غير واعية.

أمّا عنك أيّها المتلقّي رجلاً كنت أم امرأة، فأعرف أنك حينما تقرأ اسمي على غلاف رواية، فإنّ فخاخ الجسد تبثّ إشارات البدء، ومعجم اللغة الشعريّة سينفتح، والتجربة الذاتية للكاتبة ستكون حاضرة بقوّة، وسيشرع أفق توقّعاتك إلى علاقة الرجل بالمرأة، ...>>>...

هل هناك بداية مطلقة للمعرفة لا بداية قبلها؟ وما العلاقة بين ماضي المعرفة وحاضرها، وهل هناك معرفة ممكنة من دون تقصي التاريخ الذي أفضى إليها؟ الإجابة، نظرياً، معروفة، فلا أحد يماري في شيء محدد عنوانه (تاريخ المعرفة)، ولا إنسان يدعي إمكانية الخلق من عدم. مع ذلك، فإن بعض الأدباء العرب، في الرواية أو في النقد، لا يقبل بالبديهيات أو ما يشبهها، معتقداً أن الإبداع فعل غير مسبوق، لا يحتاج إلى ما ...>>>...

دار حديث بيني وبين صديق محب للشعر قراءة وحفظاً وإنصاتاً. وقادني الحديث إلى الشعراء العرب وإلقائهم لقصائدهم انطلاقاً من رأي له أن معظم الشعراء العرب يفشلون في إلقاء قصائدهم أمام الجمهور حيث يتمنى من حضر لو أنه لم يحضر.

وقد أيّدته في هذا ورحت أسترجع الأسماء التي سنحت في الظروف بالإنصات لها وما هو الانطباع الذي تركته لديّ.

أتذكر في البداية الشاعر والدبلوماسي السوري عمر أبو ريشة الذي كان ...>>>...

لا يمكن اعتبار السيرة الذاتية الروائية للكاتب المغربي محمد شكري مقتصرة على جزءيها الأول (الخبز الحافي) والجزء الثاني (الشطار)، دون إضافة جزء ثالث يكمل سيرته الشيقة - الشائقة وقد عنون ذلك الجزء باسم (وجوه) ليعبر عن اكتمال الثنائية - الثلاثية.

يفاجئ محمد شكري القارئ بذلك الكم الهائل من السرد المباشر والتفاصيل المتتالية التي تربط القارئ بمحرك بحثٍ لا يتركه لحظة دون انتظار الحدث التالي، وما ...>>>...

يقال إن التجديد شرط من شروط الحياة وتحول طبيعي في سيكلوجية الوظيفة المبدعة؛ وإن لم تحدد هذه الوظيفة في شكل ايدلوجي متعارف عليه إنما هي عبارة عن مجموعة أفكار كل يتصور طريقته وموقفه مع الحياة تجاهها.. ومن ثم يداخل ويظن بالتدريج وفق توجهه وميوله النفسية؛ هذا التوجه الظان وهذا الميل النفسي هما اللذان يخلقان التوتر أو الحاجة إلى الإتصال بالخبرة؛ والإنسان في مطلع حياته قليلاً ما يقتنع بما حوله ...>>>...

كلما قرأت كتاباً عن الأمثال، أتبين أهمية السرد الروائي، فالأمثال تفتقر للتفاصيل المندغمة بالحيوات، لذلك فإنني بعد أن أطوي الكتاب، لا أعود أذكر شيئاً منه، بينما في الرواية تخلد تلك التفاصيل في الذاكرة كصور وأشياء حسية ذات دلالة ومعنى، بينما الأمثال مجرد تراكيب لغوية تنزلق منذ البداية خارج الذاكرة رغم كل فخامة معناها، إضافة إلى أن الأمثال شبيهة بالشعر من حيث الأحادية في التأثير، فهما يعززان ...>>>...

 
 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

صفحات PDF

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة