Culture Magazine Monday  20/10/2008 G Issue 257
فضاءات
الأثنين 21 ,شوال 1429   العدد  257
 

كلمات
العقير: ميناء الأحساء التاريخي!
محمد بن أحمد الشدي

 

 

الحقيقة أنه سبق أن كتبت عن هذا المؤلف اللافت والمهم لأهمية ما يتحدث عنه من موقع كان له شأن في يوم من الأيام إلى درجة أن اتفاقات ومعاهدات سياسية قد عقدت على أرضه وداخل مبانيه التاريخية، وأقصد ميناء العقير.. لقد اطلعت على كتاب (العقير وأدواره التاريخية والتجارية والسياحية) تأليف الصديق الدكتور سعد بن عبد الرحمن الناجم والأستاذ خالد بن أحمد الفريدة، وهو بلا شك كتاب قيم يتحدث بإسهاب عن ميناء العقير في الماضي وفي الحاضر.

وتشير مقدمة الكتاب إلى أن ميناء العقير كان له دور كبير في حياة الأقوام الذين استقروا على شواطئه وفي مقدمتهم الكنعانيون الذين نزحوا إلى منطقة الخليج العربي في الألف الثالث قبل الميلاد.

ويذكر فيلبي أن بعض القبائل من نجد ومن الخرج والأفلاج استوطنت ساحل الخليج العربي وكانت أول من نقل الحضارة إلى المقيمين على ضفاف دجلة والفرات.. والحقيقة أن الكاتبين الكريمين قدما بحثاً تاريخياً ممتازاً عن العقير يشكران عليه، وقد لاحظت كغيري بعد قراءة هذا الكتاب أنه أهمل سنوات من تاريخ المنطقة المحيطة بالعقير.

فيا ليت بعض الكاتبين يحذون حذوهما ونرى مؤلفات جديدة عن مناطق مختلفة في المملكة مثل: مكة المكرمة والمدينة المنورة وأبها ورابغ والجبيل وعن شمالها وجنوبها.

وعموماً فأنا لا أستطيع بهذه العجالة أن أذكر كل ما يستحقه (العقير) من إشادة به والأقوام العربية التي سكنت على شواطئه وأقامت فيه تجارة وحضارة وحياة مزدهرة منذ زمن بعيد لأن المجال لا يتسع لذلك، ولا بد من قراءة الكتاب قراءة متأنية واستيعاب ما جاء فيه من معلومات غزيرة.

أما في العهد السعودي، فيذكر الكاتبان أن العقير استمر كميناء له أهميته العسكرية والتاريخية للأحساء وجنوب نجد عبر التاريخ ولكن أهميته ازدادت بعد أن دخل الملك عبدالعزيز الأحساء وأصبح ميناء العقير هو المنفذ الوحيد الملائم للدولة السعودية الحديثة بعد إنهاء الوجود العثماني وترحيل القوات التركية عن طريق العقير.

والواقع أن حكومة المملكة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله تعمل الآن وبشكل جاد على النهوض بميناء العقير ليكون ميناءً تجارياً مهماً وليكون منتجعاً سياحياً في المنطقة الشرقية.

وأتمنى من القراء والمثقفين والمهتمين بالتاريخ بشكل خاص قراءة هذا الكتاب عن العقير وعن الأحساء، ففيه كل ما يدهش وما يدل على أن هذه الجزيرة العربية غنية بالأمكنة الثرية بالحضارة قديماً وحديثاً، وفي مقدمة هذه الأماكن ميناء العقير التاريخي العريق! والذي نأمل أن تمتد له يد الإصلاح التي شملت الكثير من جوانب بلادنا الناهضة والغالية.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5064» ثم أرسلها إلى الكود 82244

الرياض


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة