Culture Magazine Monday  20/10/2008 G Issue 257
فضاءات
الأثنين 21 ,شوال 1429   العدد  257
 

(السينوغرافيا والفضاء المسرحي)
فهد ردة الحارثي

 

 

يُعد مصطلح السينوغرافيا من المصطلحات المسرحية الحديثة على مستوى التداول في الخطاب المسرحي العربي.. وقد تم التداول والتعامل مع هذا الفن حديثاً في المسرح العربي، حيث لا يزيد عمره عن عشرين عاماً.. وربما كان المسرحيون العرب المغاربة هم أول من عرف هذا الفن وتعامل معه مسرحياً ونقدياً.. وذلك بحكم الوثيق مع الثقافة المسرحية الفرنسية.

وعلى المستوى المحلي لم يعرف المسرحيون السعوديون هذا الفن ولم يتعاملوا معه إلا منذ سنوات بسيطة وعلى مستوى محدود جداً، حيث لا يزال التعامل مع فن السينوغرافيا مجهولاً حتى كتعريف لمعظم العاملين في المجال المسرحي الذين حتى وإن تعاملوا معه لم يتعاملوا معه بمفرادته وفلسفته التي يقوم عليها.

إن السينوغرافيا في تعريفه على المستوى البسيط جداً هو فن هندسة الفضاء المسرحي والبعض يرى أنها تأثيث المنظر المسرحي، وآخرون قالوا إن معناها الحرفي يعني فن الزخرفة وفي أكثر من موقع عثرت على الكثير من التعريفات حول تفاصيل معنى هذا المصطلح فهي مثلاً (فن تنسيق الفضاء المسرحي والتحكم في شكله بهدف تحقيق أهداف العرض المسرحي الذي يُشكل إطاره الذي تجري فيه الأحداث).. وهي: (فن تصميم مكان العرض المسرحي وصياغة وتنفيذه ويعتمد التعامل معه على استثمار الصورة والأشكال والأحجام والمواد والألوان والضوء). وهي: (فن تشكيل المكان المسرحي أو الحيز الذي يضم الكتلة والضوء واللون والفراغ والحركة وهي العناصر التي تؤثر وتتأثر بالفعل الدرامي الذي يسهم في صياغة الدلالات المكانية في التشكيل البصري العام).

وقد امتد فن السينوغرافيا حتى خارج المسرح وفي ذلك يقول الأستاذ عواد علي: (لا يقتصر هذا الفن على المسرح فلقد ظهر في فرنسا في العقد الأخير ما يمكن أن نطلق على انفتاح السينوغرافيا وهذا يعني تطبيق ما يتصل بخشبة المسرح في مجالات أخرى غير العرض المسرحي.. فهناك سينوغرافيا المعارض والأحداث المهمة والمناسبات والاحتفالات، وفي جميع هذه الحالات تهدف السينوغرافيا إلى عمارة الفضاء وخلق إطار معين وتحديد فراغ ما وأضفنا طابع على مكان ما من أجل شخوص معينة وحكاية ما وصياغة وجهة نظر أو أكثر).

حسناً دعونا ندخل في جانب عملي قليلاً، ها أنت أيها السينوغرافي المبتدئ تريد تأسيس بداية لعملك..

نريد تأثيث أو هندسة أو زخرفة هذا الفضاء المسرحي فكيف يمكن أن تعمل وفق الحد الأدنى من مفهوم استخدامات السينوغرافيا..

أولاً: لديك خشبة مسرح فارغة، لديك نص مسرحي لديك خطة إخراج أو تفاهم مستمر مع مخرج العرض..

أبدأ في خطوتك الثانية في جمع عناصرك ديكور.. ألوان.. ملابس.. إضاءة.. موسيقى.. جسد ممثل.. ثم حاول وضع خطتك في هندسة وزخرفة وتأثيث هذا الفضاء الفارغ بهذه الموجودات..

في خطوتك الثالثة حاول إيجاد نسق بين الدلالات للعمل وقد يكون من المفيد أن تتبع خطوات (بيرس) في ربط العلامات والتي أجملها في تصنيفه الثلاثي:

1- علامات أيقونية: وهي العلامات التي ترتبط بموضوعها بعلاقة تشابه مثل استخدام الشجرة والرصيف والخيمة ويكون استخدام هذه العلامة في فضاء مسرحي حقيقي.

2- علامات إرشادية: وهي التي ترتبط بالشيء المشار إليه مثل ارتباط جهاز الدخان بالحريق.

3- العلامات الرمزية: والعلاقة هنا تكون غير معللة ولكنها تعطي الإيحاء بما تريد قوله مثل استخدام الهلال أو الجمجمة أو الحمامة البيضاء وغصن الزيتون.. إلخ.

وبالعموم ستجد لديك الكثير من العلامات الزمانية والمكانية والشخصية والاجتماعية وكل ما عليك هو توظيف كل الاستخدامات لديك من خلال الحرص على فكرة أنك تهندس وتزخرف هذا الفراغ وبالصورة المتكاملة التي تخلق شكلاً مميزاً يخلق صورة مشهدية بصرية تكون هي ركيزة العمل المسرحي على اعتبار أن المشهدية البصرية هي الركيزة الأساسية في العمل المسرحي.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هل انتهى دور المخرج حتى يتولى السينوغراف توظيف هذه العلائق التي تجعله مسيطراً على العمل, وما يحدث فعلاً أن السينوغراف لا يعمل وحيداً بل هو جزء من العمل الذي يسيطر عليه المخرج فعلاً ويقوم كل عنصر من عناصر العمل بإكمال خطة العمل الذي يتولى فيه السينوغراف دوراً هاماً يُتيح للمخرج فرصة التفرغ لأشياء أكثر أهمية.

الطائف


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة