Culture Magazine Monday  20/10/2008 G Issue 257
فضاءات
الأثنين 21 ,شوال 1429   العدد  257
 

وجوه وزوايا
القيمة الكبيرة!
أحمد الدويحي

 

 

سنفرح لكون صديقي ورفيق دربي الروائي الرائد إبراهيم الناصر الحميدان الوحيد المكرم الآخر إلى الآن من خارج أبناء المنطقة! لا أريد أن أقلب متناقضات النوايا الشاذة ولست معنياً بها، ولا أريد أن أغادر سطوري هذه من غير الإشارة إلى ما خرج من داخل غرفة الوصاية، أحتفظ به لنفسي وهم جميعاً أصدقاء، وتظل مجرد وجهة نظر .. تقر بضرورة أن يكون المكرمان واحد زهراني والآخر غامدي (!)، والغريب أنه هو ذات النسيج في تشكيل إدارة النادي، فالذي تجاوز خيار الأستاذ الدميني، لم يكن اسم الأستاذ الناصر خياراً أولياً له في القائمة، وحل بدلاً عنه أسماء من داخل إدارة النادي، وأخرى روائية شابة؟، لا تستغربوا فهذا ما جعلني أصرخ مستفسراً:

- يمكن تكون الروائية المبدعة الكبيرة الأستاذة رجاء عالم؟

ليرد ساخراً: زي هذه يأتي التكريم لها من خارج حدود الوطن!

وقبل أن أدعه يكمل قلت: الأستاذ الناصر كرم خارج الوطن أكثر مما في داخله، مؤسسة ثقافية محلية ترفض نشر أعماله، وأخرى تكرمه بقطعة حديد، تصبح مكان تسلية لي وله في الليالي الباردة حينما يعلوها الصدأ، وخارج الوطن يطلقون اسمه على قاعات أدبية!

أسف يا صديقي الذي بحت بحواري معه، حينما قال بعجلة (أراك في الباحة) ولم يمهلني، لأقول له إن حضور علي الدميني تكريم لهم، وليس هم من يكرمه!!

فجر حوار أدبي جاء في استطلاع، حول دور الأندية ما لم يكن في الحسبان، فالأندية الأدبية التي حضر غالبية المنتمين لها الآن، كمؤسسات ثقافية تعني كل الشرائح الأدبية والفكرية بالتعيين، وليته كان تعييناً مبيناً على خيارات من داخل الأندية الأدبية ذاتها، أو على أقل تقدير من وزارة الثقافة والإعلام كواجهة، ليكون مقبولاً كونه اتجاه جاء من تخلق في داخل المشهد الثقافي ذاته، بدلاً حالات من الرفض والتململ، أما أن توافق الوزارة على خيارات غير أدبية وغير ثقافية، بالذات فعاليات أمارات المناطق المتسلطة، فقد سلبت المشهد صدقه وفاعليته الأدبية المتنوعة، وفرضت أسماء لا في العير ولا في النفير، وحملت عدداً من الأسماء الهشة والنفعية والوصولية بجدارة، فلا أحد يتندم الآن على خطوة كتلك، إلا الذين توسموا أن مصالحهم لا تستقيم إلا في عالم البيروقراطية والتكلس، وخذلنا وهماً زائفاً بأن بعض تلك الأسماء، ستعمد نقلنا إلى الخطوة التالية. وتأخذنا إلى أبواب وصناديق الانتخابات، وكلها أمنيات ستذهب مع الريح في المجال الأدبي، ونحن نشهد كل أصحاب المهن الحرة الأخرى، صارت لهم هيئات كهيئة المهندسين والمحاسبين والمحامين والقضاء وهيئة الأمر بالمعروف، وأخرى بمسميات متنوعة ومنها الفنية كالزملاء التشكيليين، إلا العالم الأدبي ما زال يرضخ لوصاية عجيبة، لأن من جاءوا للأندية الأدبية للأسف، جاءوا في المكان والزمان الخطأ، أعضاء جاءوا أصلاً وهم محسوبين على فلان وفلان، ويحققون الوجاهة والربح المادي إلى حد كسب الأراضي، ولا داعي لننتظر من يقول لنا كيف؟، وحينها سنضطر لكشف كل الحالات ليس في نادي الباحة وحدها، بل في كل مناطق المملكة كلها، ولكي أبعد فلا داعي للحساسيات، بربكم كيف تستقيم أوضاع نادٍ مهم، ولا نشاهد طيلة أيام السنة غير نائب الرئيس؟، بربكم كيف يستقيم الحال وشاعر ضعيف، ينتقل بجدارة من صفحة القراء، لنسمع ونقرأ دراسات عن معلقاته المبجلة كل شهر، لمجرد أنه في واجهة نادٍ أدبي؟ بربكم كيف يسير رئيس نادٍ نشاطاته وهو الذي لا يعرف له نشاط ثقافي في حياته؟، فلا تنفع العمليات التجميلية والترقيع، وقد حدثت في أكثر من نادٍ أدبي، فما زال الغياب الثقافي الحقيقي، وما زال ارتكاب الأخطاء الفضيحة جارياً واللعب على المكشوف!

والحديث عن نادي الباحة الأدبي، كونه البادئ سجال أدبي مع بعض المنتمين له، وبعض المنتمين للمنطقة التي يمثلها ثقافياً، كان بودي أن بتورُّع ويتنازل قليلاً في رده، وبالذات رئيسه الأستاذ أحمد حامد المساعد عن تلك اللغة العدائية، لغة الحسد والحسّاد وهو الذي يستعد حالياً، ليستضيف ملتقى الرواية الثاني، وليصغي لصوت المشهد الأدبي، ويعرف أنه هو ومن جاءوا معه بالتعيين والتوصية، ونعرف نحن أن وراء الأكمة ما وراءها، وهيئة التوصية ما زالت موجودة، أقصد هيئة الوصاية التي تعد، وتنسق وترشح أسماء المشاركين، وهم أسماء نجلّها ونقدر مواقعها الأكاديمية، لكنها ليست مبرراً مهما كانت حظوتها، لتلغي دور النادي وحقه في التواصل، والتنوع مع شرائح المجتمع الثقافي في هذا اللقاء الرائع، وكان كذلك في دورته الأولى مع أن هناك رفضاً، وهناك مقاطعة وهناك مصادرة لأبناء المنطقة المقيمين والنادي، وأتشرف بأن كان لي وبعض الأصدقاء ممن حضروا الملتقي دور، ومد جسور الود بين الرافضين، بسبب تهميش النادي لهم إلى حد المحاربة، والأستاذ أحمد المساعد ذاته انطلاقاً من مبدأ ثقافي ولكونها التجربة الأولى، لندفن الخطوة التي يسبق نادي الباحة بها كل الأندية الأخرى، لكون له هيئة وصاية من خارجه!

وجد تكريم رمزين من رموز منطقة الباحة الثقافية والوطن المبدع الراحل عبد العزيز مشري - رحمه الله -، والمؤرِّخ الأستاذ علي صالح السلوك الزهراني عافاه الله، وغفر لنا وله في هذا الشهر الكريم، صدى طيباً لكون الرجلين حفيين بتقدير المجتمع الثقافي في الملتقى الأول، وذيوع نتاجهما التاريخي والروائي..

ولكون النادي قد حدد أسماء المكرمين المعلنة في دورته الثانية، فأرجو أن لا يساء فهمي، ويتم الغلط في الجغرافيا والحساب، لست ضد تكريم الشاعر عبد الرحمن العشماوي ولا غيره، فالتكريم الذي تجاوز الرائد والشاعر الكبير علي الدميني، يخرج بالثقافة عن دوائرها الحقيقية، فالذي ظن أن تكريم أبو عادل يغيظ آخرين، ليس جديراً ولا يؤتمن بأن يكون وصياً على الإبداع والثقافة، قيمة أدبية وشعرية وابن للقرية والوطن ويتجاوز إبداعه الحدود، لا يجوز أن يتم تجاهله وأين..؟ خصوصاً أنه كتب الرواية والنقد كما كتب الشعر، كان ممكناً لو كانت معايير الخيارات أدبية ونزيهة، نستحسن تكريم الشاعر الكبير محمد العلي، ولا بأس أن يكون أحمد الصالح (مسافر)، أو سعد الحميدين أو علي النعمي كرواد بدون تصنيف، يأتون قريباً من مرحلة الأستاذ الدميني الأدبية، وسنعتبر المسألة طبيعية وخارج حدود الأقلمة، والتصنيف النفعي التي جاءت بغيره.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5212» ثم أرسلها إلى الكود 82244

الرياض http://aldwaihy.com/


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة