Culture Magazine Monday  17/03/2008 G Issue 239
الثالثة
الأثنين 9 ,ربيع الاول 1429   العدد  239
 

بين (الإرهاق المحبب) و(الاستنفار الثقافي)
فعاليات النخبة تشتت الرياض

 

 
* قراءة سعيد الدحية الزهراني:

عاشت الرياض (المكان والإنسان) و(الوعي).. في الأسبوعين المنصرمين حالة استنفار (ثقافي) إن جاز لي هذا التعبير أو على حد وصف وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد مدني (إرهاق محبب).. هذا الاستنفار الثقافي أو هذه الحالة من الإرهاق المحبب كما وصفها الأستاذ مدني جاءت نتيجة التزامن المرتب له أو غير المقصود ما بين مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة (23) ومعرض الرياض الدولي للكتاب وجائزة الملك فيصل العالمية، ومهرجان الابتكار، وإعلان جائزة الملك عبدالله للترجمة.. بفعالياتهما وأنشطتهما التي باتت أساساً في منهجها لا هامشاً كما كان يقال سابقاً ليليهما مباشرة ولا أعلم بالترتيب أم لا مهرجان المسرح السعودي الرابع.

وبحجم هذا التراكم لا التعاقب.. يبرز السؤال والتعجب.. ألسنا بحاجة ملحة إلى التكامل المرتب لا التشتت والتشظي..؟؟ فحين يغفو المجتمع بأسره لعام كامل.. دون أن يجد ما يستحق العناء.. إلا من شذرات متفرقة هنا أو هناك.. يستيقظ أمام هالة تفرق الوقت والطاقة.. بعد حالة من الصيام الجبري عن مثل هذه التظاهرات..!!

الجنادرية

ندرك جميعاً القيمة التراثية والفكرية.. التي نهضت وتتجه منها وإليها هذه التظاهرة العملاقة.. لكننا نجزم أيضاً بأنها باتت أداء يحتاج إلى تجديد لا استجداء.. وأن كونها (الرمز والمعنى) فإن التطوير والتدوير وربما التأخير.. ضرورة حفاظ على بريق وترقب واشتياق. ولعل النشاط المنبري المتعلق بالندوات الفكرية.. أبرز المحاور التي ننتظر من إدارة المهرجان تفعيلها بصورة تتواءم وواقع المشهد الفكري السائد.. فليس من مصلحة أحد جهة أو اتجاهاً أن تمر هذه التظاهرة المهمة.. دون التعرض لمفاصل الحراك الثقافي والمعرفي لدينا.. ولربما كان من الأصلح للجميع أن تفتح (الجنادرية) صدرها وصدارتها لتلك المفاصل.. كي تحتويها وتقدمها للنقاش الخلاق والمتأدب في الهواء الطلق وعلى مرأى الجميع.

ويبقى التقدير الكبير للقائمين على تظاهرة الوطن الأولى (الجنادرية) على جهودهم وعملهم المضني.

معرض الكتاب

والقصة تبدأ من عامين تقريباً.. حين وُلد عهد جديد للكتاب.. من داخل أروقة وزارة التعليم العالي.. القصة بوضوح تام عبارة عن مولود وُلد مكتملاً.. ونرجو أن ينمو متكاملا بعد انتقاله إلى وزارة الثقافة والإعلام.. وهو في دورته الثانية لديها.

أشرت في مقدمة هذه القراءة.. إلى أن الأنشطة الفكرية والمنبرية باتت صلبة وأساساً لا هامشاً في معرض الكتاب والجنادرية.. وعلق معالي وزير الثقافة والإعلام في أكثر من مكان قائلاً: إن معرض الكتاب.. هو تظاهرة للكتاب بالمقام الأول.. وهنا تبدأ لعبة الأساس والهامش.. ولو سلمنا جدلاً بأن التظاهرة كتابية بحتة.. فهذا لا يعني أن تكون الأنشطة المنبرية أساساً رئيساً كونها من الكتاب والكتابة وإليهما.. وعليه تتجلى أهمية القراءة والاستماع لكل التشكيلات التي كونها الكتاب.. هذا الذي تقام هذه التظاهرة له ومن أجله..!!

ولكم استعراض برنامجي هاتين التظاهرتين (معرض الكتاب والجنادرية) المتزامنتين.. لتستشفوا منهما فعالية واحدة وحيدة.. محاولت مجرد الاقتراب من إحدى قضايانا التي نقرأها في الصفحات والمدونات الإلكترونية بمجرد خروجنا من قاعات الروتين في هاتين التظاهرتين.. دون أن نلتف ولو في فعالية واحدة.. لنناقشها بشفافية وعلى الملا الذي سأم التعامي عن همومه وقضاياه..!!

العيسى الأبرز

والحديث لا يزال عن معرض الكتاب وبمعايير الأسماء والحضور والموضوعات.. حظي المعرض بنوع من المتابعة لا كلها.. فبالإضافة إلى فعاليات الجنادرية صادف أن أقيم ندوات وفعاليات أخرى ساهمت في تشتيت المشتت أصلاً. وعلى أي حال استقطب معرض الكتاب لهذا العام أسماء محلية وعربية مهمة.. ربما خذل البعض منها.. جمهوره ومحبيه.. مما عزز المقولة السائدة عن المثقف (اقرأ لمثقف دون الاقتراب منه).. في حين بقي الكبار كباراً كأسمائهم ومنجزهم ومساحة جمهورهم ومحبيهم.. أمثال الشاعر سليمان العيسى الذي أطل في إحدى أمسيات معرض الكتاب بإدارة الزميل الدكتور إبراهيم التركي.. حيث قدم الأمسية ب(أمسية) كما وصفها الحضور الذي غنّاه سليمان العيسى لحن طفولة وأمل.. فردد الجميع رجالاً ونساء معه (عمي منصور نجار). أيضاً كانت تجربة الإصدار الأول مع القامة أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري.. أمسية صدق وبوح وشجاعة ومساحة من الذكرى.

فعاليات معرض الكتاب.. تنوعت وتعددت.. لكنها بقيت في الحيز غير الجماهيري. وتبقى كلمة الشكر للدكتور عبدالعزيز السبيل والعاملين معه.. استحقاق دأب وجهد لا ينكرهما إلا جاحد.. مع أمنية.. ودمتم بمساحة من الحب للتعبير حتى عن الاختلاف..!!


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة