Culture Magazine Monday  14/01/2008 G Issue 229
فضاءات
الأثنين 6 ,محرم 1429   العدد  229
 

كلمات
من لا يحترم قلمه لا يحترمه أحد!!
محمد بن أحمد الشدي

 

 

يكاد كل شيء في مجتمعنا يتقدم إلا النقد الأدبي الذي يقوم النتاج الفكري، بل إن هذه المسألة تراوح مكانها إن لم تكن تتأخر! وهناك آفات تعوقها وتطيح بها مثل الشللية والمحسوبية والتردد بل وعدم احترام النتاج والأثر الفكري من قبل منتجه وكاتبه.. خذ أحدهم عندما سُئل عن إنتاجه وما كتبه قلمه قال: إنني لا أحترم أي حرف كتبته! ثم ذلك الآخر الذي يدبج سيلاً من السطور والكلمات على شكل هلوسات مراهقة ثم يطوح بها كالثوب المهترئ في وجه أعدائه بلا أسف على جهده وإنما بدافع من روحه الشريرة التي تدفع به إلى هذا النوع من الإنتاج الغريب!

والآخر: يحفر في ظهر مجتمعه من منطلق إصلاح الفرد والقبيلة وهو جهد مهدور ظاهره الإصلاح وداخله السخرية من أهله، وهو بذلك يبحث له عن مكانه في المجتمع بعد أن أدرك أنه يكتب على الماء ويحصد قبض الريح، هل يستقيم النقد أو الاهتمام بأي منتج فكري وطني.. في هذا الجو الذي ذكرت.

لقد وجدت بعض النفوس الباب مشرعاً أمام النقد المقاول عليه سلفاً والذي لا ينبع من نوايا حقيقية واندفعت تطبل لبعض الأسماء اللامعة أصلاً تقريباً لعل وعسى - وهكذا برزت فئة مرتزقة ترفع بعض النتاج إلى السماء وتدفن الآخر تحت سابع أرض، ويوجهون حذاء (الطنبوري) إلى حيث يريدون ويتبنون! من يحبون ولو من خارج الحدود!!

ومن جراء الإضاءة والتعتيم طفح الخل على سطح الماء وأصبح النتاج التافه في مكان الصدارة لأن الكلام ممنوع والأجر مدفوع للذين يمارسون النقد الأدبي مقاولة وبحساب القطعة وإلا لما كان هناك شعراء وكتاب قصة في مقدمة الراكضين على الساحة الأدبية في وقت من الأوقات، فإذا بهم في ذيل القائمة في وقت آخر مع أن النتاج هو هو لم يتغير.. إنما الذي تغير فقط هو الناقد.

الغريب الذي لم يدرك تلك الحكمة التي تقول: (يا غريب كن أديب!!) هذه المفارقة الغريبة، وقفت عليها في صحفتي أدب في جريدتين تناولتا ديوان كتاب واحد وصدرتا في اليوم نفسه.. فإذا بناقد يصف الديوان بأنه قمة الإبداع الشعري، وإذا بناقد آخر في صفحة الأدب في الجريدة الأخرى يصف الديوان نفسه بأنه لا يستحق القراءة.

وهذه المفارقة تعني أن أحد الناقدين على حق والآخر على باطل لأن الأذواق الثقافية والأدبية والمناهج النقدية مهما اختلفت فلابد أن تلتقي، ولو في نقاط قليلة محددة، لكن عدم الالتقاء بتاتاً بين ناقدين في أي نقطة إطلاقاً يدل على وجود الناقد الحقيقي.. والناقد المقاول.. وهذا الأخير يفضل أن يظل مجهولاً بلا اسم وبلا وجه حتى يحوز رضا من يستعملونه مثل الجسر في الدرب الموحل.

إنهم يحرصون على الاحتفاظ به للإشادة بنتاجهم المقدم أصلاً للشيطان تحت بند تشجيع ناشئة الفكر والثقافة مما أوصلنا إلى هذا المستوى الفكري الذي نحن فيه والذي لا شك لا نحسد عليه!!

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5064» ثم أرسلها إلى الكود 82244

- الرياض


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة