Culture Magazine Monday  12/05/2008 G Issue 247
أقواس
الأثنين 7 ,جمادى الاولى 1429   العدد  247
 
بين قصيدتي وشعاري
عبدالله بن عبدالرحمن الزَّيد

 

 

ما جئتُ.. أُظْهِرُ حكمتي.. وأُباري..

وأُقيمْ في ساحِ البيانِ جداري

ما جئت أسبغُ منتهى شعريتي..

حتماً.. وأستشفي لظى أشعاري

أبقيتُ خلفَ متاعبي تعويذتي

وكتبتُ ورداً في نَدَى أَسْحاري

هل قلتُ إني لا أُقَارع مَنْ أتى

يبغي مقاماً في شذَى أوتاري؟

هذا هو المفهومُ فيما لم أقلْ

إذْ أدلجَ المنطوقُ في إضماري..

لكنْ رأيتُكَ مورقاً متهلِّلاً

يختاركَ المضمونُ في الأخبارِ

ورأيتُ تاريخَ العروبة يحتفي

بمباءةِ الأزمانِ والأسفارِ..

من تمتماتِ الجاهلي بنبلهِ

حتى احتفالِ النت بالأسرارِ

فإذا بك المثلُ الذي نادمته

في لجة الأحلام والأقمارِ..

فَعَلَى جبينك تستفيقُ تحية

نامتْ بحُلمِ اليائسينَ الساري

ويشعُّ من عينيك ومضُ أصالةٍ

يحكى حديثَ النارِ للأمطارِ..

كفاكَ في فيض الندى ما صافحت

أنموذجاً للجود والإكثارِ..

لكنها صاغتْ لجودكَ مغنماً

ما طافَ في تغريبةِ الإعسارِ..

نبضُ العروبةِ في عروقك قصة

لا تنتهي بقصيدة وشعارِ..

لم تنسك المدنُ التي عاشرتها

ما أَهْدَتِ الصحراءُ للسُّمّارِ..

لم تستطع كلُّ المرافئ.. كلها

أنْ تستهينَ بمكمن الإيثارِ

فتناثرت من حول رفضك رهبةً

وتجمعت في مشهد الإكبارِ..

أنت الذي قدَّمت كلَّ وثيقةٍ

ألا سواكَ يتوقُ للأخطارِ

أنا ما سمعتُ بمن تماثل للرَّخا

قد عادَ للأشجار والأحجار

أو أنَّه.. بعد التحضُّرِ حقبةً

قد هام في ترتيلةِ الآثارِ..

أو أنه في كلِّ بدء زيارةٍ

قد طار للصمّان والأغوارِ

حقاً.. وصدقاً.. لا فضاءَ لمريةٍ

في أنَّكَ السَّبّاقُ في المضمارِ..

ولأنت في هذا الزمان ثناؤه

في محفلِ التبجيل والإشهارِ..

ولأنت في روح المكان موثق

في فقرة التكوين والإعمارِ..

هل قلتُ إني لا أنادمُ ما مضى؟

حسبي بأني أستظلُّ بناري..

حتماً.. وأتلو منتهى شعريتي..

وسياقُ شعري مغرم بمداري

أشعلتني ببدايتي ونهايتي..

وأقمتَ بين قصيدتي وشعاري.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة