Culture Magazine Monday  10/11/2008 G Issue 260
تشكيل
الأثنين 12 ,ذو القعدة 1429   العدد  260
 

وميض
صيف وتشكيل
عبدالرحمن السليمان

 

 

الصيف الماضي أو تحديداً الإجازة الصيفية شهدت انحساراً للأنشطة التشكيلية على مستوى عدد من المناطق والمدن الرئيسية. جدة مثلاً لم تشهد إلا القليل في حين كانت أكثر نشاطاً في مواسم سابقة.

الرياض والمنطقة الشرقية والقصيم وغيرها كانت بالمثل في ظل الركود الطبيعي خلال موسم الهجرات والأسفار الداخلية أو الخارجية ثم رمضان المبارك.

كانت جدة شهدت معرضاً شبابياً فمعظم المشاركين من الأجيال الشابة التي نتطلع إليها بكثير من التفاؤل والمعرض كان كبيراً بالأعمال التي شاهدت بعضها عن طريق المنتديات الفنية، وكان المعرض أقيم في رمضان وكان اتيليه جدة يقيم نشاطاً رمضانياً كل موسم لم يقمه هذا العام. في المنطقة الشرقية لم يكن الأمر بأفضل وإن شهدنا بعض العروض المتفرقة، معرض أقيم في القطيف وآخر في الخبر وجماعي أكثر شمولاً في الأحساء وكلها خلال شهر رمضان.

معرض القطيف وأقيم في قاعة إبداع قدم بعض الأسماء الواعدة، أما معرض الخبر وإقامته سميرة إسماعيل في قاعة العربية للفنون الجميلة بمجمع الراشد فهو يحمل تجارب عديدة فيها المائيات والمجردات وبعض الواقع، وسميرة من أعضاء مجموعة من التشكيليات اللاتي ظهرن بمعارض مشتركة أقيمت في الخبر وانفردت بهذا المعرض لتقدم نفسها ومحاولاتها على نحو من تأكيد الشخصية الفنية ومع الجهد الكبير الذي تعكسه الاعمال والمحاولات فإنها تبدي ملامح شخصية ومشاهدات بصرية تنعكس بتلويناتها الدافئة التي غلب فيها الأصفر والبرتقالي المصفر والبنيات. من المعارض الجماعية في المنطقة ما نظمته جمعية الثقافة والفنون بالأحساء لفنانيها وهواة الفن فيها ولعل من أهم ما فاجأنا في المعرض هو المشاركة الجديدة للفنان الأشهر أحسائياً -على الأقل- عبدالحميد البقشي.

أحدث البقشي مفاجأته من خلال العمل الفني الجديد الذي قلب التوقعات أمام اتجاهه الفني المعروف، فاللوحة لم تكن كتلك الأعمال التي يشترك عادة بها والصيغة الفنية لم تكن معروفة عنده ولكنا مع ذلك أمام عمل فني تكتمل مقوماته وعناصره وأسسه الفنية كما ويؤكد فيه الفنان على أهمية التفصيل أو الجزئية من اللوحة، ومع أنه رسم في لوحته الدينار العربي بكلمة التوحيد إن الاشتغال على مقاطع وجزيئات اللوحة أحالنا إلى أسلوب البقشي وحرصه على أدق التفاصيل، معالجة فيها حرفية الفنان وخبراته فبدت اللوحة في أوج اكتمالها مقابل ارتداء البقشي حلة جديدة لم تكن للتأثيرات السابقة أو الخبرات الأسلوبية أي حضور أو أثر، ولقد وجدنا في حرص الفنان على شرح تفاصيل التقنية ما يؤكد سعيه الدائم للجانب الفني الذي يوازي الموضوعي أو الفكرة الأدبية التي تشغل الفنانين غالباً، الصورة التي خالف فيها البقشي التوقعات عن مشاركته قابلتها مشاركة البقية فهناك الأسماء الأحسائية جميعها تقريباً وبكل الأعمار وكان الجديد محدوداً إلا من محاولات نجده سعياً للتغيير في التجربة الشخصية عند توفيق الحميدي الذي اشتغل على موضوع الإنسان والعصر والآلة وبمعالجات غير مألوفة في تجاربه والاكتفاء بالأزرق ودرجاته الفاتحة، بالمثل فإن عدداً من المشاركين لم يزل في فلك البحث عن اكتشاف ما، بين من يسعى وفق محاولة تجريبية تقبل الوجهتين أو لنقل النتيجتين، مثال (علي الدقاش وسامي الحسين وسعيد الوايل وتغريد البقشي وأحمد السبت ومحمد الحمد)، وأعمال هذه المجموعة وبعض المشاركين الآخرين تقع غالباً في إشكالات التجريب فهناك من استسهل عملية الاكتشاف والتوصل إلى حل ما لم يستكمله إما لعدم القدرة على الإمساك بخيوطه أو عدم القدرة على الحكم بالاستمرار أو التوقف وهذا إشكال عانى منه عدد من الفنانين الذين يسمعون آراء غير صائبة حول أعمالهم الفنية، فالتشجيع أحياناً إما بالقول المادح أو من خلال آراء الأقربين من الأصدقاء والأهل أو من خلال تجارب معارض أو الحصول على الجوائز التشجيعية التي قد تُمنح للبعض في معارض مركزية، كل ذلك يوقع في هذا الشرك وبالتالي فإني ألمس مشاكل فنية في العديد من الأعمال الفنية المقدمة، وهي إشكالات قد لا تعني الفنان أو الفنانة إذا ما ذّكر اسمه بخير، وبالتالي يستمر في تقديم أعمال أقل بكثير مما يجب.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب «7177» ثم أرسلها إلى الكود 82244

 aalsoliman@hotmail.com

الدمام


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة