Culture Magazine Monday  10/11/2008 G Issue 260
مداخلات
الأثنين 12 ,ذو القعدة 1429   العدد  260
 
الباحة.. للمكان سحر.. وللرواية حكاية

 

 

تحولت الأندية الأدبية في المملكة العربية السعودية إلى ورش عمل ثقافية أدبية تعدت النطاق المحلي إلى الثقافة العربية من خلال استضافتها لأدباء ومفكرين عرب ومن خلال ملتقياتها التي ناقشت من خلالها قضايا مختلفة إضافة إلى دورها في إقامة أمسيات شعرية وقصصية وإصدارها العديد من الكتب والمطبوعات.

لعل نادي الباحة نجح مؤخرا أن يكون ملتقى ثقافيا كبيرا من خلال هذا العدد الكبير من الباحثين والروائيين الذين استضافهم في ملتقاه السنوي الثالث عن الرواية السعودية.

فوسط هذا الجنون الروائي الكبير الذي تشهده الساحة الأدبية العربية والسعودية بالذات وهذا الزخم من الإنتاج الروائي كان لابد من حضور مقابل للنقد وجلسات للبحث والنقاش والدراسة لهذا الجنس الأدبي الذي كان سببا في اهتمام الأدباء به والانصراف إليه دون الأجناس الأدبية الأخرى، حتى لكادت تصدق نبوءة حنا مينة بأن الرواية ديوان العرب.

يومان من الجلسات المكثفة.. وزخم لا بأس به من الأوراق المقدمة.. وتفاعل من الحضور كبير تجلى في مداخلاتهم وأسئلتهم.. كذلك استضافة الملتقى لأسماء بارزة عربيا ومحليا، صحب كل ذلك الحضور الإعلامي المكثف الذي فاق العام الماضي بكثير، فقد نجح في تغطية يومية عبر الصحف وبرامج إخبارية وثقافية عبر القناة الأولى في التلفزيون السعودي.

كانت الفعاليات ونشاطات الملتقى تنقل يوميا عبر برنامج متابعات وصورت تقارير لبرنامج الحصاد إضافة لتسجيلي حلقة خاصة من برنامج ستين دقيقة عن الرواية السعودية مع ضيوف الملتقى.

تكاتفت كل تلك الجهود لإنجاح هذا الملتقى الذي عمل القائمون عليه بكل طاقاتهم وإمكاناتهم لإظهاره بالمستوى المطلوب سواء رئيس نادي الباحة أو الأعضاء واللجنة الإعلامية المتميزة التي أدت دورها على الوجه الأكمل.

فتحت الباحة أحضانها لزوارها كما لنسائم الشتاء، ليكون للمكان سحره وللرواية حكايتها وللكلمة رسالتها وللمناسبة تجلياتها في مدينة أثبتت أنها تعشق الأدب النثري كما تعشق الشعر الذي يشتهر به أهلها.

نهلنا قدر ما استطعنا، ونقشنا على الذاكرة ذكريات أيام أمضيناها في صحبة الفكر وأهله، سنعود محملين بها كما ستدون على كتب يصدرها النادي بعد ذلك كي لا تقتصر الفائدة على من حضر بل تكون مرجعا للجميع.

في الباحة مثل ملتقى الرواية حضورا فاعلا لناد أدبي مهم من نوادي المملكة العربية السعودية التي تحاول جاهدة أن تكون مسرحا ثقافيا ومنصة تناقش الكثير من القضايا محليا وعربيا.

تسعون باحثاً وباحثة.. مشاركة نسائية ملحوظة.. وطروحات ساخنة.. في منعطف الرواية السعودية، وفاء وتكريم لأدباء سعوديين ومواكبة إعلامية فاعلة.. كل هذه نجحت وتكون الباحة ملتقى سنوياً يؤكد سحر المكان وحكاية الرواية..

ميسون أبو بكر maysoonbaubaker@yahoo.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة