Culture Magazine Monday  10/11/2008 G Issue 260
فضاءات
الأثنين 12 ,ذو القعدة 1429   العدد  260
 

منتدى الاثنينية منجز ثرّ والطموح المتحقق
محمد المنصور الشقحاء

 

 

الاثنينية منتدى أدبي ثقافي تأسس بجدة عام 1403هـ الموافق 1982م بمبادرة الشيخ عبدالمقصود محمد سعيد خوجة.

انطلق المنتدى * كمجلس أدبي فكري خاص (للاحتفاء والاحتفال برواد العلم والفكر والثقافة والأدب، وأن يكون مجلس أدب تتصل أجواؤه بذكريات تلك الجلسات الصباحية التي كان يلتقي فيها نخبة من كتاب وشعراء وأدباء الوطن في مكتب (الوالد) الراحل محمد سعيد عبدالمقصود خوجة - رحمه الله - بجريدة أم القرى).

وكان ضيف المساء الأول الأستاذ عبدالقدوس الأنصاري صاحب مجلة المنهل والأديب والباحث الرائد في مجالات عدة، أهمها في نظري رواية (التوأمان) التي بها نؤرخ للرواية السعودية، ورسخ المساء الأول للاثنينية في الذهن الثقافي (22-1-1403هـ -8-11-1982م) لتأتي الأمسيات القادمة مثار حوار ونقاش لمشروع ثقافي غير تقليدي تميز بحوار حر وشخصيات مؤثرة في الوجدان والعقل.

وهذا ينبع من نقاء هدف القائم عليها الأديب والمفكر عبدالمقصود خوجة، ويتضح ذلك في كلمة التقديم الغنية فكراً ومعرفةً بالمناسبة والشخصية المحتفى بها لمكانتها الأدبية والفكرية ودورها في الحياة العامة.

تكافل النجاح لمنتدى الاثنينية جاء من وعي القائم على المنتدى في عنايته بالأسماء وحشد الرواد لمنح المنتدى الزخم الثقافي الصادق؛ العبق بأريج المحبة وشذى الورد في فضاء عروس البحر جدة الغنية بتنوعها الفكرى وتجددها المعرفي وزخمها الإنساني المتطلع إلى وجود أفضل.

يقول الشيخ عبدالمقصود محمد سعيد خوجة: (إن كثيراً من الرواد في بلدنا الحبيب والعالم العربي والإسلامي لم يتمكنوا من نشر أعمالهم؛ لعدم معرفة الطريق إلى دور النشر أو لظروف أخرى، فبقي رحيق عملهم وأدبهم وما أعطوا من مشاعر وأحاسيس حبيس أوراق الكاتب. وكثيراً ما يجور الزمن على هذه الإبداعات فتندثر بمرور الأيام لسبب أو آخر؛ لذا حرصت ورأيت أنه من الواجب أن نتدارك البقية الباقية من هذه الأعمال ونسعى لاحتضان ما يمكن الوصول إليه من مؤلفات تستحق النشر)؛ فكان كتاب الاثنينية الذي جاء مثقلاً بالهم الفكري والنضج الأدبي وحفاوته بالرواد، ومسرد ما صدر من كتاب الاثنينية شاهد عصر.

احتفى من خلال قيام الأستاذ حسين عاتق الغريبي بجمع آثار (الأب الروحي) للاثنينية محمد سعيد عبدالمقصود خوجة في كتابي (الغربال) و(المجموعة الكاملة لآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبدالمقصود خوجة) وإعادة طبع كتاب (وحي الصحراء) الذي أعده محمد سعيد خوجة وعبدالله بالخير، وكتاب (أخبار مكة) لأزرقي.

منتدى الاثنينية الأدبي الثقافي لم يتوقف نشاطه على اللقاء المنبري الاحتفائي الاحتفالي فقط، وإنما ربط ما يدور في المنتدى بالمتلقي وحميمية التلقي التي تأتي من الشعور بمكانة صاحب الكتاب الذي بين يديه، خصوصاً وقد عنيت الاثنينية بنتاج المشاركين في كتاب وحي الصحراء؛ فكانت الأعمال الكاملة لعبدالوهاب آشي وعبدالله عبدالرحمن الجفري ومحمد عمر عرب وأحمد العربي.. إلخ.

إذاً نحن أمام منتدى منتج على الصعيد المعرفي يقول الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان: (الحديث يتشعب كثيراً وكثيراً، وإن كنت لست من ضمن من يحضر الاثنينية، ولكن صدقوني أني أعيشها دائماً؛ لأن الأستاذ الأديب عبدالمقصود خوجة يزودني بكل إصدارات الاثنينية وأحرص عليها حرصاً بل إني أجعلها من جملة مصادري التي أعود إليها في بحوثي).

ويقول الدكتور عبدالعزيز عثمان التويجري: (إن مثل هذا العمل لا يقوم به إلا مثل هذا الرجل؛ فجزاه الله خيراً عن أمته وعن وطنه وعن الثقافة بعامة؛ لأن مثل هذه الاثنينية قليل في عالمنا اليوم).

ومن خلال الرصد التاريخي والمعرفي نجد أن راعي الاثنينية الشيخ عبدالمقصود خوجة وهو يؤسس المنتدى درس عوامل النجاح المؤثر والعمل المنتج الذي معه يستفيد الباحث والمؤرخ وطالب العلم؛ فوفر للجميع المصادر والمراجع الحية التي تربطهم بأمتهم من خلال نوابغها، وبوطنهم كمركز حضارة وإلهام فضحى بالكثير؛ من أجل ربط الأجيال في المملكة العربية السعودية بالمكان والزمان بدلاً من التأثر بمنتج الآخر؛ إذ لنا المنتج المأزوم بما يتعامل في عقولنا كأدباء ومفكرين وأصحاب فلسفة إنسانية ترتبط بتاريخ إسلامي مشع وتراث أدبي وفكري نابع من جبال الحجاز وصحراء نجد ورياض الجزيرة العربية.

ومع هذه التضحية والدعم المعنوي والمادي جاء الاحتفاء برائي الأصدقاء والمتابعين وإثر سلسلة الاثنينية الراصدة إعلامياً ووثائقياً لما يتم تداوله عن المكرمين بالصورة والكلمة؛ فجاء موقع الاثنينية على الشبكة العنكبوتية (وصدرت إلكترونياً كعمل تكاملت صورته مع احتفالية فعاليات مكة المكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية).

تقول الدكتورة ليلى صالح زعزوع، وقد احتفت الاثنينية بالجنس اللطيف من خلال جدول برنامج التكريم السنوي: (إن لقاءنا اليوم وحضورنا هو حدث يسجل للاثنينية التي تعد - دون مجاملة لصاحبها ونحن بداره - تميزاً عن اللقاءات الأخرى في مدينة جدة خاصة).

إذاً نحن حيال سمة ثقافية نادرة المعالم بما تكتنز من معرفة أدبية وفكرية كمنتج إنساني يقوم بتكريم المبدع في حياته حتى يدرك أن من حوله يراقبون فعله كمنتج مؤثر قائم على التجديد والبناء الراشد بهم المجتمع المدرك لقضاياه وقيمه الكريمة (سعت الاثنينية للتواصل مع مختلف فئات المجتمع) من خلال خصوصيتها خلال ربع قرن من عمرها المديد - بإذن الله - في أفياء (كان الحب على امتدادها يتجذر.. وكان العشق على أمدائها يستطيل سنديانات وأشجار سرو..).. إنه عبدالمقصود خوجة وإنها الاثنينية وهما منتدى الاثنينية الأدبي الفكري بكل زخمه وتوهجه، والجميع هم جدة عروس البحر الأحمر بل المملكة العربية السعودية المركز الحضاري المتجدد من خلال الوعي بالمنجز الإنساني وأبعاده الروحية والجسدية الغنية بالبهاء السماوي في زمن الكلمة الحق.

* موقع الاثنينية على شبكة الإنترنت: www.alithnainya.com

الرياض


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة