Culture Magazine Monday  09/06/2008 G Issue 251
تشكيل
الأثنين 5 ,جمادى الثانية 1429   العدد  251
 

وميض
التشكيليون في القصيم
عبد الرحمن السليمان

 

 

في الثمانينيات افتتح فرع جمعية الثقافة والفنون بالقصيم، وكان الفنان علي السعيد أول رئيس للقسم التشكيلي وأتذكر بعد ذلك بفترة حضوري أحد الأنشطة التشكيلية التي تزامنت مع نشاطات أخرى في المنطقة بينها معرض كتاب واستضافة الزميل الناقد ماجد يوسف بإلقاء محاضرة، وعروض أخرى وكان السعيد اشتغل ديكور مسرحية (تغريبة القوافل) وكان المعرض وقتها يمثل التجارب الموجودة والحاضرة لدى الفنانين وكان بعضه بسيطاً.

ارتبط الفنانون في القصيم أو معظمهم بالمكان ودار حوله غالبيتهم رسموا تفاصيله واجتهدوا وبذلوا محاولات لتوثيق كثير من المظاهر المحلية التي تعني المنطقة عامة ومدنهم ومظاهر حياتها خاصة، وهي لاشك مظاهر متشابهة إلى حد كبير.

انتشرت لوحات بعض فناني القصيم من خلال أعمال الطباعة التي وجدوا فيها جانبين: ربحي وإعلامي، أما الربحي فكان يوجه الكثير منهم للرسم فيما يريده الجمهور أو المشاهد العادي الذي يضع صورة اللوحة في مجلسه أو منزله وتمثل الصورة في العادة مشهداً لبيت طيني أو مزرعة أو منزل من الداخل تظهر أبوابه القديمة وشرفاته وأروقته والأدوات التي يستخدمها أهل القصيم قديماً، كما وأنه يمكن أن تنقل صورة لمزرعة ومنتجاتها المحلية وقنوات الماء فيها والمجلس الشعبي المكون من سعف النخيل أو البناء الطيني وغير ذلك مما يستحسنه المشاهد وتعيد إليه الصورة الشعبية البلدية التي افتقدها في ظل المتغيرات التي طرأت على المجتمع السعودي عامة، فالصور الشعبية لم تزل في ذاكرة العديد ممن عاشوها وعاشوا زمنها، وأراه زمناً قريباً لحق الكثير من الفنانين على تصويره، كما أن الكاميرا قامت بالدور نفسه لكنها لم تغن عن اللوحة المرسومة بحس الفنان وألوانه ورؤيته للمكان، والفنانون في القصيم وهم يتجهون إلى مثل تلك الصور لا أعتقد أنهم استغنوا عن الكاميرا فهي لا شك معين حقيقي ومهم لتمثيل الصورة ومحاكاة اللقطة الضوئية وأن بالأسود والأبيض، وأرى أن ذلك مقبول إذا هدف الفنان إلى التعرف على الجوانب التي تعيد إليه أو تذكره ببعض التفصيلات التي تغيب أثناء الرسم، والفنان هنا يستعيد ذلك موثقاً وحريصاً على اكتمال الجوانب المتعلقة بالصورة المرسومة، لكنه في أغلب الأحيان يخضع لمعطيات الصورة الضوئية نفسها وهذا في نظري إشكال لم يتخلص منه كثير من ممارسي هذا التوجه من الرسم فالرسام نجده أسير معطيات الكاميرا فينتفي من اللوحة روح الفنان ولمسته الخاصة وحسه، ومع أن مثل هذا الاتجاه قد يظهر في بعض النتاجات الأجنبية التي يعول عليها بعض الفنانين التشكيليين إلا أن ذلك لا يخرج كثيراً عن إطار تحقيق المهارة الفنية وهي قدرات قد تتوافر لدى كثير من الرسامين الذين يستصعب عليهم الخروج إلى جوانب إبداعية أكثر جرأة وتحقيق شخصية أو أسلوب الرسام.

عدد قليل من الرسامين في القصيم يسعون الخروج من هذا الإطار وبالتالي نجد بعضهم يسعى أن يرسم خيالياً أو يرسم تعبيرياً فالبعض يتأرجح بين الجانبين والسبب إرضاء الجمهور ومسايرة الركب الفني فالخروج عن إطار البيئة هو جانب غير مستحب على الأغلب ولمست ذلك مع بعض الفنانين في أكثر من مدينة.

أحمد المغلوث وهو رسام أحسائي أحب المشهد المحلي فرسمه وعرفه جمهوره به كان يسعى لمسايرة الاتجاهات الأخرى، وهذا أجده محدوداً عند بعض فناني القصيم فإبراهيم الزاكان وهو أحد أشهرهم، لوحته المزرعة انتشرت وعرفت وتجاوزت القصيم رسم في بعض الفترات أعمالاً أبعد من هذا التوجه إلى التعبير عن حالات أو اتجاهات تصور أشخاص أو كائنات خرافية لا تنتفي عنها الإثارة الفنية وقدمها في بعض المعارض المحلية المركزية وربما نالت جوائز متقدمة.

آخرون مثل صالح النقيدان كان يقارب بين البينين، بين رغبته التعبيرية عن مواضيع محلية أو دينية أو اجتماعية وبين توجهه أو رغباته التخييلية، وهو من أشهر الفنانين الذين اجتهدوا مبكراً للتعبير عن المكان من جهة وعن مواضيع أخرى مغايرة من جهة أخرى.

إشارة تشكيلية

وجود عدد من الصفحات التشكيلية في صحفنا المحلية يدل على ما لهذا الفن من أهمية ومن نشاط كبير استحق أن يغطى ويتابع مع ما يمكن القيام به من جانب الارتقاء بالذائقة من خلال التحليل وقراءة الأعمال واللقاءات التشكيلية وتشجيع المواهب، هذا التعدد في الصفحات يضفي جواً من المنافسة والبحث عن الجديد من قبل القراء في كل من هذه الصفحات، ولهذا سعدنا بعودة الصفحة التشكيلية بجريدة الاقتصادية من جديد وبوهجها المعتاد الذي يأتي بتوجيه ومتابعة من المسئولين بالصحيفة وعلى رأسهم سعادة رئيس التحرير الأستاذ عبد الوهاب الفائز بعد توقف أحزن الساحة التشكيلية وأفقدنا هنا في صفحات الجزيرة جو المنافسة الذي نطمع به ونترقب وجوده من كل تلك الصفحات.. تحية للفائز ننقلها من التشكيليين.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMSتبدأ برقم الكاتب«7177» ثم أرسلها إلى الكود 82244

- الدمام aalsoliman@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة