Culture Magazine Monday  07/07/2008 G Issue 254
عدد خاص
الأثنين 4 ,رجب 1429   العدد  254
 

من يسبر لنا أغواره في حياته؟
أحمد سالم بادويلان*

 

 

لم يكن هناك شخص يثير دهشتي ويحظى بإعجابي الشديد ويجبرني على متابعته مثل مصطفى محمود في فترة الصبا عندما كنت في الخامسة عشرة من عمري وذلك من خلال برنامجه الذي يتابعه الكثير من محبيه في العالم العربي (العلم والإيمان).

ثم تحول ذلك الإعجاب إلى قراءة والتهام جميع ما يقع تحت يدي من كتبه سواء الفكرية أو الأدبية والتي كنت أبحث عنها في مكتبات الرياض وعلى أرصفة البطحاء التي يباع فيها الكتاب المستعمل في ذلك الزمن...

كنت أقرأ وألتهم كتاباته الممتعة بعيداً عن الجدل المثار حوله وحول فكره لأن ذلك لم يكن يعنيني في شيء في تلك الفترة فهو بحق من أولئك الذين حببوا لي القراءة الجادة ومتابعة البرامج العلمية بعيداً عن البرامج الترفيهية التي كان يبحث عنها من كان في سني حينها وبعد تجاوز مرحلة قراءة المتعة والانتقال إلى مرحلة القراءة الانتقائية العميقة بدأت تظهر علامات استفهام كثيرة ..

فتبيّن لي رؤية من هم أعمق مني فكراً وتحليلاً لأفكاره وآرائه بأن الرجل رغم أن علمه قاده من الإلحاد إلى الإيمان إلا أن هناك لبساً في مسيرته..

وقد أثار رأيه في شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم الكثير من الجدل حول رأيه.. وهناك أشياء لا يمكن لي أن أحصرها هنا..

فماذا لو كان مصطفى محمود قد جمع بين رأي العلم ورأي الشرع، اعتقد أنه سيكون أبرز علماء العصر في مجال الإعجاز الإلهي والقرآني ومعجزات الرسول صلى الله عليه وسلم، وبما أن الرجل في السنوات الأخيرة من حياته قد اعتزل الناس وتفرغ للعبادة والعمل الخيري من خلال مسجده ومشفاه فربما الرجل راجع الكثير من أفكاره وآرائه بين العقل والنقل..

إلا أنني أرى أن صحة الرجل في الأيام الأخيرة ربما تكون منعته من ذلك فلم يستطع أحد حتى الآن من سبر أغواره في أيامه الأخيرة ولا أحد يعرف ماذا يدور في فكره وقلبه ولعل ما يقال عنه في الفترة الأخيرة كان مجموعة من الشائعات منها أنه تحوّل من الإسلام إلى النصرانية وما إلى ذلك مما أثير عنه في الإعلام المصري والذي نفاه ابنه الوحيد، مؤكّداً أن والده لا يقابل أحداً منذ فترة طويلة سواه وأخته وهذا يعني أن كل ما يُنقل على لسانه ليس صحيحاً.

أرجو أن يكتب الله له خاتمة إيمانية فكراً وعملاً.

ولعلي أقترح أن يقوم محبوه بمحاولة سبر أغواره ومعرفة موقفه عما أثير حوله وإعلان ذلك موثقاً.. ليكون في علمه الخير الكثير الذي ينفع الأمة.

سائلاً الله لي وله حسن الختام.

* ناشر سعودي


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة