Culture Magazine Monday  02/06/2008 G Issue 250
الثالثة
الأثنين 28 ,جمادى الاولى 1429   العدد  250
 
مخاض (السينما) هل ينطلق من الأندية الأدبية؟

 

 
* الثقافية - محمد عطيف:

قد لا يمكن اعتبار ما قيل خلال العامين الماضيين عن بدايات ظهور السينما هو البداية المأمولة لفن كبير كالفن السينمائي، وبعيداً عن إشكاليات ومحاورات الالتزام الديني والإلزام الديني ونظرة المجتمع فإن السينما بوجوه عديدة بدأت تطرق المشهد الفني والثقافي بشكل عام. فما بين العروض الطموحة للهواة، وبعض المحترفين لصنع الأفلام القصيرة والوثائقية بتقنيات بدائية ومتوسطة نجد أن الأندية الأدبية وبعض فروع جمعية الثقافة والفنون بدأت تتسابق لتسجيل أولوية حضور إن صح التعبير في هذا المجال.

ويمكن القول إن عرض تسعة أفلام قصيرة في ليلة واحدة في أدبي جازان إن لم يكن يسجل أولوية فهو حضور مختلف وطموح للمنتدى الثقافي بالنادي الذي يراه الكثيرون قد حجب الأنشطة الأخرى بتميزه وسعيه نحو التفرد والخروج عن التقليدية والنمطية المتكررة في الصور الشعرية والسردية على حد سواء.

قدم الدكتور محمد حبيبي ورفاقه مساحة جميلة لمجموعة من الهواة لعرض إنتاجهم من الأفلام القصيرة فبدا المساء سينمائيا استثنائيا لمدة 45 دقيقة تقريباً ولشبان مخرجين من أبناء المنطقة في دراما وصفت بأنها قدمت تناولا دراميا للهجة المنطقة بمستوى رفيع للاعتزاز، بهذه اللهجة التي لم يتحقق لها نفس الصفاء الذي سبق لمحاولات درامية أخرى من خارج المنطقة، وبخاصة في أعمال توفرت لها إمكانيات إنتاجية ضخمة، وتقنيات تصوير وتسجيل متقدمة، على العكس مما انطلق منه هؤلاء المخرجون الشبان.

الأفلام تمحورت ما بين الوثائقي لفيلم عن محافظة (العارضة) وآخر عن (وادي لجب) للمخرج خالد الجحفلي، والثاني أفلام الفيديو آرت (واشتمل على فيلم واحد هو: (هذا العالم) للمخرج الشاب مازن ركيني (17سنة)، والقسم الثالث (أفلام الدراما التي اشتملت على فيلمين هما الفزع 7 دقائق، للمخرج عبدالعزيز حسين، وفيلم السماية 10 دقائق للمخرج محمد هزاع) والقسم الثالث (أفلام سينمة الشعر) واشتمل على فيلم واحد قصير هو فيلم (القصار) قصيدة للشاعر إبراهيم مفتاح معالجة دراميا والفيلم أيضا للمخرج محمد هزاع. أيضا من المهم الإشارة إلى تفاوت الأفلام الدرامية في مضامينها، حيث اعتمد فيلم (الفزع) على خلفيات أفلام الرعب (التي تحظى بمتابعة الشريحة الشبابية) مع اختلاف واضح في التناول وإضافة بصمة خصوصية تحسب لمخرج فيلم الفزع (خالد حسين).

فيما ركز فيلم (السماية) الذي اتخذ خط الدراما الممزوجة ما بين التراجيديا والكوميديا الهادفة، على تناول البعد الاجتماعي المتمثل في العادة الاجتماعية السماية.

أما فيلم (هذا العالم) الذي صُنّفَ ضمن أفلام (الفيديو آرت) ركز على البعد الإنساني من خلال تناوله لبعد الطفولة المعذبة بهذا العالم عن طريق عدد كبير من اللقطات التي حكت معاناة الأطفال بكثير من بقاع العالم، تحت إيقاع مختارات موسيقية غاية في التأثير، كان هذا الفيلم مثار تعاطف وتشجيع كبير لمخرجه (ذي السبعة عشر ربيعاً والطالب بالصف الثاني الثانوي). أما فيلم القصار فقد كان معالجة درامية بتمثيل صامت لقصيدة شعرية، نفذها ببراعة المخرج محمد هزاع.

وفي كل الأحوال فإن التجربة لم تكن مخاضاً متعسراً بقدر ما كانت ولادة متعجلة بعض الشيء، إلا أن الحكمة التي تطالب بالصبر على جهود إبداعية شابة قادمة بقوة تحرض أيضاً على إنصاف جهود المنتدى الثقافي بأدبي جازان وسعيه نحو تفرد مستحق.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة