Culture Magazine Monday  02/06/2008 G Issue 250
تشكيل
الأثنين 28 ,جمادى الاولى 1429   العدد  250
 

سارة شمة
فلسفة الملامح في مدينة التفاصيل

 

 

يتحفنا الزميل عبد الكريم العفنان بالعديد من الأسماء البارزة في الفن التشكيلي من سوريا الشقيقة منها هذا الحوار الذي أجراه الناقد عامر مطر مع الفنانة التشكيلية سارة شمة التي يحق لها أن تتلقى هذه الاستضافة من كاتب وناقد بقامة الأستاذ مطر ويحق لزميلنا أن يفخر باختياره لها ولغيرها ممن يمتلكون الخصوصية والإبداع المختلف والمؤثر في ساحتنا التشكيلية العربية، لقد استطاع الزميل عامر مطر في حواره أن يكشف الكثير حول تجربة ضيفتنا التي تفردت بإبداعاتها لتنال بها أبرز الجوائز في مجال البورتريه ، مع أن أعمالها ليست منغلقة في هذا الحيز بقدر ما تلامس المشاعر الإنسانية بشكل عام من خلال الإنسان الوجه أو الجسد، التي نراه من خلال سيطرتها على إيقاف المتحرك وتحريك الساكن و إحالة الجسد أو الشكل إلى عنصر شفاف تخترقه العين نحو فضاء لا نهايات له مع إبقاء إحساسنا به ككتلة.

دعونا نبحر مع اللقاء لنكتشف الكثير عن هذه المبدعة التي بدأت موهبتها تنافس الكبار وهي في سن الرابعة عشرة.

بشاعة الواقع وجماله

يقول الزميل عامر مطر في مقدمة الحوار: فرضت ملامحها على ساحة التشكيل العالمية، لتمضي بألوانها إلى ملامح الآخرين.

رسمت سارة شمة مجتمع يحمل بشاعة الواقع وجماله، من وجوه مشوهة وناقصة إلى دراويش يرقصون، ورجال بوضعيات مختلفة، لكنها الأنثى الأكثر تكراراً في مجتمعها المرسوم بألوان الزيت.

ولدت عام 1975 م في دمشق، ومرات عديدة من رحم الرقعة البيضاء، تخرجت من قسم التصوير الزيتي في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق كخريجة أولى على دفعتها عام 1998م، وحازت على الجائزة الرابعة في مسابقة البورتريه العالمية bp portrait award لعام 2004م، أقامت عدة معارض فردية في سورية ومعرض في الكويت، ومعارض جماعية في بريطانيا وإسبانيا وكندا وهولندا والنمسا ولبنان والأردن وتونس والإمارات العربية المتحدة.

* لست راضية عن الواقع التشكيلي العربي، وهو ما بدا واضحاً في الكثير من تصريحاتك.. لماذا؟

- نعم هناك نقص في الفن العربي، وفي سورية تمثل كلية الفنون المشكلة بمناهجها وجهازها التدريسي الذي يعلم التسلية و(الشخبطة) فقط. لا يوجد فنانين عرب يتقنون التكنيك، فالثقافة التشكيلية غير موجودة عند العرب بسبب المؤسسات التعليمية الفاشلة، أما أنا تعلمت من مركز أدهم إسماعيل أكثر من الكلية.

* يقول البعض أن المسار التشكيلي العربي يُنسج ضمن قالب غربي؟

- الفنان ابن بيئته، لكن الفن التشكيلي جديد على الساحة العربية، فمن الطبيعي أن تكون تجربتنا بسيطة بحكم صغر السن، فنتعلم ونتأثر بالتجربة الغربية مع تسمية التجارب العربية بالعربية.

* رسمت خمسين لوحة للمغني الأميركي بوب ديلان، ولم ترسمي شخصية عربية واحدة؟

- لم يؤثر بي أحد، رسمت بوب ديلان كإنسان بعيداً عن كونه أميركي فهو إنسان مبدع.

* بعض لوحاتك تحمل ملامح مشوهة، هل أردت إسقاطها على الواقع العربي؟

- حسب رؤية الشخص، أنا أرى الملامح جميلة ليست مشوهة، تختلف النظرة من متلقي إلى آخر. اللوحة تختلف ملامحها في عيني كل يوم،أكتشف فيها تفاصيل جديدة، إذ أطرح همومي فيها كفرد من المجتمع بكل مشاكله في إطار الألوان التي تعكس حياتي وفكري حتى وإن كان بشكل غير مباشر.

* تأثرت بسلفادور دالي ونسخت لوحات رامبرانت، هل في رسمك لنفسك تقليد لهم

- تأثرت برامبرانت عندما كنت في مركز أدهم إسماعيل، من حيث طريقة تعامله مع الألوان والضوء، لكن أغلب الفنانين يرسمون أنفسهم، ذلك يحتاج لخبرة وتكنيك عالي، بعكس الفنانين العرب الذين تنقصهم الخبرة لرسم وجوههم بشكل صحيح، ففي أي معرض في باريس أو لندن يبدأ الفنان من ملامحه لينتقل إلى الأشياء الأخرى.

* هدف الفن إثارة تساؤلات ورؤى جدلية كما قلت سابقا، ما التساؤلات التي تحاولين بثها في ذهن المتلقي؟

- لا أسعى إلى توجيه عقل المتلقي، فالعمل الصادق يدفع للتأمل والتفكير، ما يدفع الجمهور للتفاعل مع ألواني، ففي بعض المعارض بكى كثر، فاستغربت بكاءهم.

* حالياً الرسم بأحجام كبيرة صار موضة، ما رأيك؟

- الموضة حاضرة دوماً في الفن، في أوروبا يوجد الآن موضة (الزبالة) وغيرها، أما في سورية فتحوا معارض بأحجام كبيرة لا تظهر على جدرانها اللوحات الصغيرة، ما جعل الحجم الكبير موضة، وهو أمر طبيعي لكني ضدها في الفن.

* لماذا استخدمت الألوان الحارة في لوحات الدراويش؟

- اختيار الألوان يأتي صدفة، موضوع اللوحة لا يمت للألوان بصلة، عندي الاختيار غريزي.

* كيف تصفين علاقة لوحاتك بالنقاد؟

- يقول البعض أني أعطيت أكثر من حقي، أما الحركة النقدية في سورية جيدة لكن المشكلة في حرية النقد، المجاملة والمديح الفاحش سببا أزمة مضحكة، أشتهي قراءة مقال يحمل شتيمة لفنان أو الإشارة لجانب سيئ في معرضه، فالناقد الذي يمدح فنان جيد لا ينبغي أن يمدح آخر سيئ في نفس الوقت.

* لمن تفضلين بيع لوحاتك، هل رفضت البيع من قبل؟

- من يشتري لوحة يحبها حتما، الكثير من الناس يتمنون شراء لوحات تعجبهم، لكن ليس بمقدورهم ذلك، موضوع البيع يدخل ضمن التجارة أو السوق. رفضت بيع بعض اللوحات واحتفظت ببعضها لنفسي.

* دمشق عاصمة للثقافة العربية، ما رأيك؟

خطوة جيدة تحمل الكثير من السلبيات والإيجابيات، قدمت للمواطن السوري بعض العروض التي أتاحت له فرصة التواصل مع ثقافات أخرى، لكني لم أتابع إلا عرض موسيقي واحد.

* معارضك القادمة؟

- سأقيم معرضاً في دمشق خلال تشرين الأول من هذا العام، ومعرضاً آخر في قطر وآخر مشتركاً في باريس، وفي العام القادم في دبي ولندن.

monif@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة