واحات الضوء ..
موقع الإنسان في ديوان قناديل الروح للشاعر عبد الله باشراحيل
|
* تأليف: إبراهيم المزدلي، بيروت - المؤسسة العربية للدراسات، 2005 :
هذا الكتاب دراسة ناقدة لديوان (قناديل الروح) لعبد الله باشراحيل، استهلها الناقد المغربي إبراهيم المزدلي بتحليل لغوي وفلسفي و(رياضي دلالي) لمفردتي الريح والقنديل، وعلاقة كل ذلك بتوظيفها في المتن الشعري للديوان.
والآليات التي يستخدمها المؤلف في تحليل المتن الشعري آليات تنظر كل واحدة منها إلى موقع من مواقع الوحدات التي تصنع ملمحاً من ملامح الموضوع الذي يعالجه المؤلف وهو موضوع الإنسان. كما تختلف الجوانب التي تضيئها كل آلية في السياقات التي ترد فيها وحدات الإنسان.
القناديل والريح في المتن: يقول المؤلف أن الشاعر قد استعمل وحدة القنديل أربع مرات ظهرت مرتين بصيغة الجمع، الأولى في عنوان الديوان، والثانية أضيفت إلى ياء المتكلم وعرفت بها، والياء ضمير يعود في النص على الشاعر.
ووردت مرتين مفرداً، مرة عنوانا لقصيدة (قنديل)، وجاءت في القصيدة نفسها في البيت السابع مضافة إلى ياء المتكلم وتعود على الشاعر.
أما الريح فقد اعتمد عليها الشاعر في ديوانه ثلاث عشرة مرة، وكانت معظم هذه الاستعمالات بدلالة الريح والرياح الشريرة، التي تهب من تفاصيل هذا الديوان تاركة للريح الطيبة، ظهوراً هزيلاً.
تهب الريح الشريرة في الديوان بقوة ضاربة، حيث تصارع نصوص المتن الشرور، وهي تهب من كل اتجاه، فكيف تقاوم ريح طيبة واحدة وكيف تصمد لفوهات فضاءات مذهلة الامتداد، تزمجر فيها رياح الأذى والعدوان.
فوهات تشحنها فوهات بجيوش رياح لا يتوقف هبوبها المدمر في لحظة من لحظات زمن الألم الذي يعيشه المبدع، زمن القهر، زمن يدوس الأنا العربية بحذاء كراهية هرمة عمرها قرون، ولدت في أوروبا وترعرعت في أمريكا وفرخت في أعشاشها القذرة لتلد ملايين الجراثيم والفيروسات وتبسطها رداء ملوثا على الأرض العربية كلها. وتظل قناديل باشراحيل صامدة بضوئها تقاوم بطش الريح وأشباح الظلام، تخمد جذوة قنديل، لتوقد جذوات جديدة.
(هذه قناديل تشتعل في فم الريح، وكيف لشعل أن تلتهب في عيون الزوبعة وتظل ألسنة ضياء تبتهج بتشكلها حرقة يانعة تصارع لتبدد ظلا من ظلال الظلام يتمدد في حجر القهر العاصر للأنفاس...) يقع الكتاب في (250) صفحة من القطع المتوسط.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
