| (الرِّيادة) الحديث ذو شجون!!
|
* محمد الخربوش :
كنا مجموعة من الزملاء ممن يجمعهم الهم التشكيلي، وكان بطبيعة الحال محور الحديث يدور في الغالب حول هذا العطاء الإبداعي الإنساني الجميل الذي لا يزال، بكل أسف، يلاقي التغييب من وسائل إعلامنا المختلفة التي لا تزال، بكل أسف، لا تدرك أيضا هذا النوع من الإبداع الذي يلامس المشاعر والوجدان التي أصبحت الحاجة لهما تتنامى في هذا العصر الذي تسارع (رتمه) ولا يكاد المرء يلتقط أنفاسه نظراً لهيمنة الآلة والتقنية ووجود هذا الزخم المعلوماتي والتقني في ظل هذا الانفتاح الفضائي والإعلامي الكبير أقول يظل المرء بحاجة إلى أن يتلمس الجمال ويدركه ويتفاعل معه ليتسامى ولو لوقت يسير يسرق من خلاله لحظات المتعة التي يوفرها هذا النوع من العطاء البشري الذي تمثل اللوحة الفنية أو القطعة النحتية أو خلاف ذلك من معطيات الفن التشكيلي أبرز معطياته التي تحفل عادة بلمحات وأبعاد جمالية عميقة تتمثل في براعة التصميم والتكوين وجمالية اللون وانسيابية الخطوط وعنفوانيتها أحياناً، إضافة إلى ما توفره هذه الأعمال من أجراس موسيقية حالمة متى ما وفق الفنان وتمكن من إيجاد توليفة فنية راقية من خلال أدواته وأفكاره ومشاعره وأحاسيسه التي بلا شك تساهم في إيجاد مناخ جمالي ومشاعري مفتوح للكل ليتفاعل معه ويعايشه ويدرك أبعاده، ومن هنا يأتي الفن التشكيلي ليقدم نفسه كرافد ثقافي وجمالي هام..
قد أكون خرجت عن النص وأبحرت مع عالم المنتج الجمالي وابتعدت قليلاً عما التقطته من خلال حديث المجموعة الذي تطرق إلى الريادة والرواد في الساحة التشكيلية التي أجمع الكل على أنها كغيرها من ساحات الإبداع تزخر بالعديد من الأسماء التي من خلالها عطائها وتاريخها الفني وحضورها استطاعت أن تقدم لنفسها ولوطنها الشيء الكثير بما يؤهلها لأن تكون من الأسماء الرائدة، نقطة الخلاف هو أيهما أحق بالريادة الفنان الكبير سناً الذي عاصر البدايات بحلوها ومرها أو الفنان الذي قدم أعمالاً قوية لاقت أصداءها داخلياً وخارجياً وقدمت نموذجاً مشرفاً على كافة الأصعدة، أو من تتوفر فيه كلتا الصفتين: التاريخ الفني الطويل والحضور القوي المشرف المتواصل مع العملية الإبداعية نفسها؟
عموماً موضوع الريادة موضوع طويل وشاق ويحتاج إلى توفر مقومات عديدة تشمل الجوانب الفنية والتقنية والتاريخية والثقافية والفنية وكافة المعطيات الإيجابية الأخرى التي لو أدرك البعض بعضاً منها لا غاب عنه البعض الآخر.
الحديث شيق وكما يقال ذو شجون، وسوف نعاود التطرق لهذا الجانب في قادم الأيام بإذن الله.
شكراً لكم أنتم..
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
