أُقَصِّرُ فيكَ مُلتمساً مُحالا |
وَأَرحَبُ أَنتَ مِن شِعري خَيَالا |
وَتَحنِيني المَهابَةُ في مقامٍ |
يُعَدُّ الإنحِناءُ بِهِ اعتِدالا |
نَبَوتُ كَمَا نَبَا الشُّعَرَاءُ قَبلِي |
وَمَن حَاطَ السّماواتِ الثِّقالا ؟ |
كَسَرتُ يَرَاعَةً لا رُوحَ فيها |
فَخُذْ رُوحاً على القِرطاسِ سَالا |
فَفضتُ أَقُولُ لا حَذَقاً ولكنْ |
لَوِ استَنطَقتَ أنتَ الصَّخرَ قَالا |
أَيَا فُلكَ النَّجاةِ هُنا غَريقٌ |
يُجَدِّلُ مِن مَدَائِحِهِ حِبالا |
فَمَن سَأَلَ الإلهَ بِما لَدَيهِ |
جَعلتُكَ في السّؤالِ لَهُ سُؤالا |
بَزَغتَ على وُجودِ اللهِ فَجراً |
وَقَد صَالَ الظلامُ بِهِ وَجَالا |
وكَانَ الوَقتُ مِن قَلَقٍ خُيُولاً |
تَرَقَّبُ مِن حَوَادِثِهِ نِزالا |
بأخلاقٍ لَوِ ابتُعِثَت لأمَّتْ |
وَراءَكَ وَحدَها الرُّسُلَ الرِّجالا |
مَشَيتَ بِهِنَّ قُرآناً منيراً |
فَلَم تُسقِطْ عَلَى أَرضٍ ظِلالا |
وَطُلتَ بِطينِكَ الأرضِيِّ |
ما لَم يُطَل بالنّورِ قَبلُ وَلَن يُطالا |
وَشَرَّفتَ الحَياةَ وَأنتَ حَيٌّ |
وَلَمّا متَّ شَرَّفتَ الرِّمالا |
تَمَنّت كُلُّ شَمسٍ فِي سَمَاها |
لَوَ انَّ لَها إلى الأَرضِ انتِقالا |
تُسَايِرُ فيكَ فِطرَتَها البَرَايا |
وَأولَى أنتَ مِن ذِي الآلِ آلا |
لَقَد ألقَى عَلَيكَ اللهُ منهُ المَحَبَّةَ والمَهَابَةَ والجَلالا |
فحبُّكَ مُودَعٌ في كُلِّ شَيءٍ |
قدِ اشتَمَلَ الوُجُودُ بكَ اشتِمالا |
فَمِن جِذعٍ يَحِنُّ إليكَ شَوقاً |
إلى قَمَرٍ لَكَ انشَقَّ امتثالا |
وَتَشغَفُ قَلبَ حتّى الخَصْمِ |
لكِنْ يُكابِرُ فيكَ فِطرَتَهُ انْتِحَالا |
فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي مِن رَؤُوفٍ رَحيمٍ |
ما أَتَى الغَدرَ اختِتالا |
وَقَالُوا: الحُبُّ أَعمَى..يا لأَعمى |
يُقَوِّمُ أَعيُناً زَاغَتْ خَبَالا |
ألا يا لَيتَني اكتَحَلَت عُيُوني بِموطيءِ |
رِجلِكَ الطُّهرى اكتِحالا |
مَدَحتُكَ واثِقاً أَنِّي مُصِيبٌ |
لأضعاف الذي أَبغِي نَوَالا |
وَفَرقٌ بينَ مَن يُثنِي مُحِبَّا |
وَمَن يُثنِي وَقَد فَتَحَ السِّلالا |
أُحَاوِلُ رَدَّ دَينِكَ.. لَستُ وَحدِي |
أُحاوِلُ في الدُّنَا شَيئاً مُحالا |
إذا التَّنُّورُ فارَ وَقَفتَ طَوداً |
بِكَ الأبطالُ تَعتَصِمُ اتِّكالا |
وَبِالرُّعبِ انتَصَرتَ مَسيرَ شَهرٍ |
يُرَجِّي بَدرَهُ يَبقَى هِلالا |
صَبَرتَ على قَضاءِ اللهِ صَبراً |
تَرَكتَ الحادثاتِ بِهِ خَجَالى |
تَعَشَّقَكَ الطَّوى فَحَزَمت بَطناً |
عَلى حجر فَقَرَّ بها وِصالا |
بِيُمنَى أشبَعَت جَيشاً خَمِيساً |
وَرَوَّتْ مِثلَهُ ماءً زُلالا |
وَمَا حَارَبتَ إلا دَفعَ شَرٍّ |
وَقَد ضَاقَ السَّلامُ بِهِ مَجَالا |
وَلَم تُزهِقْ بِكَفِّكَ أًيَّ نَفسٍ |
وَلَو شانٍ بَغى وَطَغَى وَصَالا |
وَيَكفِي أن تَهُزَّ لَهُ قَنَاةً |
لِيلقِي النَّفسَ ذُعراً لا اغتِيالا |
حَلِمتَ لِحَدِّ أنَّ الحِلمَ مِمّا أَصَابَكَ |
كَادَ يَرتَعِدُ انفِعَالا |
بِلادٌ لَمْ تُصَلِّ عَلَيكَ قَفرٌ |
وَلَو نَطَحَتْ سَحَائِبُها الجِبالا |
بَلَغتَ المُنتَهَى مِن كُلِّ فَضلٍ |
وَحينَ وَطأتَ ذروَتَه تَعالى |
يُشَرَّفُ كُلُّ ما تأتي استِناناً |
وَيَخسَأُ كُلُّ ما تَذَرُ استِفالا |
فِعالُكَ في الفعالِ الغُرِّ لَولا |
وَقارُ السُّنَّةِ اختَلنَ اختِيالا |
وكانت تُضرَبُ الأمثالُ حتى أَتَيتَ |
فَكُنتَ مَضربَها مِثالا |
بُعِثتَ بِرَحمَةٍ أَيّامَ دَالَتْ |
سَرَت في الذِّئبِ فاحتَضَنَ الغَزَالا |
عَلَى وَسَطِيَّةٍ كَمُلَت حُسِدنا |
وَكَمْ مِنْ ناقِصٍ حَسَدَ الكَمَالا |
فَمَا انحازَتْ لِشرقٍ أو لِغَربٍ |
وَلا جَنَحَت يَميناً أو شِمالا |
فَيَا لِشَرِيعَةٍ رَوّيتَ فيها |
سُفُوحاً ما ظَلَمتَ بِها القِلالا |
تُساوِي الخلقَ لا بَلْ كَمْ |
مَلِيكٍ لَيَغبِطُ فِي مَكانَتِهِ بِلالا |
أَسَاؤُوا فَهمَها فَتَجَاذَبُوها |
وَشَجّوا وَجهَها الدّامي قِتالا |
تُساءُ إذا أسيءَ وَلو مسيحٌ بعفَّةِ دِينهِ انحَرَفُوا انحلالا |
أَبالإرهابِ نُرمَى اليومَ؟ |
شُلَّتْ يَدُ المِيزانِ جَارَ بِنا وَمَالا |
إذا لَمْ يَقشَعِرَّ الناسُ مِمّا |
تُساءُ فَأُمّهاتُهُمُ ثَكالَى |
وإنْ لَم نَنتَصِرْ لَكَ مِن سَفيهٍ |
فَأَسفَهُ نَحنُ مِنهُ حَيثُ قَالا |
حَبِيبِي يا (مُحَمَّدُ) لَيسَ تَكفِي |
(حبيبي) ضِقتُ باللغَةِ احتِيالا |
جمالُك غيرُ محتاجٍ لِشعري |
مَدحتُكَ كي أزيدَ أنا جَمالا |