الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 20th March,2006 العدد : 145

الأثنين 20 ,صفر 1427

أُقَصِّرُ فِيكَ
* محمود محمد سليمان الدليمي:
أُقَصِّرُ فيكَ مُلتمساً مُحالا
وَأَرحَبُ أَنتَ مِن شِعري خَيَالا
وَتَحنِيني المَهابَةُ في مقامٍ
يُعَدُّ الإنحِناءُ بِهِ اعتِدالا
نَبَوتُ كَمَا نَبَا الشُّعَرَاءُ قَبلِي
وَمَن حَاطَ السّماواتِ الثِّقالا ؟
كَسَرتُ يَرَاعَةً لا رُوحَ فيها
فَخُذْ رُوحاً على القِرطاسِ سَالا
فَفضتُ أَقُولُ لا حَذَقاً ولكنْ
لَوِ استَنطَقتَ أنتَ الصَّخرَ قَالا
أَيَا فُلكَ النَّجاةِ هُنا غَريقٌ
يُجَدِّلُ مِن مَدَائِحِهِ حِبالا
فَمَن سَأَلَ الإلهَ بِما لَدَيهِ
جَعلتُكَ في السّؤالِ لَهُ سُؤالا
بَزَغتَ على وُجودِ اللهِ فَجراً
وَقَد صَالَ الظلامُ بِهِ وَجَالا
وكَانَ الوَقتُ مِن قَلَقٍ خُيُولاً
تَرَقَّبُ مِن حَوَادِثِهِ نِزالا
بأخلاقٍ لَوِ ابتُعِثَت لأمَّتْ
وَراءَكَ وَحدَها الرُّسُلَ الرِّجالا
مَشَيتَ بِهِنَّ قُرآناً منيراً
فَلَم تُسقِطْ عَلَى أَرضٍ ظِلالا
وَطُلتَ بِطينِكَ الأرضِيِّ
ما لَم يُطَل بالنّورِ قَبلُ وَلَن يُطالا
وَشَرَّفتَ الحَياةَ وَأنتَ حَيٌّ
وَلَمّا متَّ شَرَّفتَ الرِّمالا
تَمَنّت كُلُّ شَمسٍ فِي سَمَاها
لَوَ انَّ لَها إلى الأَرضِ انتِقالا
تُسَايِرُ فيكَ فِطرَتَها البَرَايا
وَأولَى أنتَ مِن ذِي الآلِ آلا
لَقَد ألقَى عَلَيكَ اللهُ منهُ المَحَبَّةَ والمَهَابَةَ والجَلالا
فحبُّكَ مُودَعٌ في كُلِّ شَيءٍ
قدِ اشتَمَلَ الوُجُودُ بكَ اشتِمالا
فَمِن جِذعٍ يَحِنُّ إليكَ شَوقاً
إلى قَمَرٍ لَكَ انشَقَّ امتثالا
وَتَشغَفُ قَلبَ حتّى الخَصْمِ
لكِنْ يُكابِرُ فيكَ فِطرَتَهُ انْتِحَالا
فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي مِن رَؤُوفٍ رَحيمٍ
ما أَتَى الغَدرَ اختِتالا
وَقَالُوا: الحُبُّ أَعمَى..يا لأَعمى
يُقَوِّمُ أَعيُناً زَاغَتْ خَبَالا
ألا يا لَيتَني اكتَحَلَت عُيُوني بِموطيءِ
رِجلِكَ الطُّهرى اكتِحالا
مَدَحتُكَ واثِقاً أَنِّي مُصِيبٌ
لأضعاف الذي أَبغِي نَوَالا
وَفَرقٌ بينَ مَن يُثنِي مُحِبَّا
وَمَن يُثنِي وَقَد فَتَحَ السِّلالا
أُحَاوِلُ رَدَّ دَينِكَ.. لَستُ وَحدِي
أُحاوِلُ في الدُّنَا شَيئاً مُحالا
إذا التَّنُّورُ فارَ وَقَفتَ طَوداً
بِكَ الأبطالُ تَعتَصِمُ اتِّكالا
وَبِالرُّعبِ انتَصَرتَ مَسيرَ شَهرٍ
يُرَجِّي بَدرَهُ يَبقَى هِلالا
صَبَرتَ على قَضاءِ اللهِ صَبراً
تَرَكتَ الحادثاتِ بِهِ خَجَالى
تَعَشَّقَكَ الطَّوى فَحَزَمت بَطناً
عَلى حجر فَقَرَّ بها وِصالا
بِيُمنَى أشبَعَت جَيشاً خَمِيساً
وَرَوَّتْ مِثلَهُ ماءً زُلالا
وَمَا حَارَبتَ إلا دَفعَ شَرٍّ
وَقَد ضَاقَ السَّلامُ بِهِ مَجَالا
وَلَم تُزهِقْ بِكَفِّكَ أًيَّ نَفسٍ
وَلَو شانٍ بَغى وَطَغَى وَصَالا
وَيَكفِي أن تَهُزَّ لَهُ قَنَاةً
لِيلقِي النَّفسَ ذُعراً لا اغتِيالا
حَلِمتَ لِحَدِّ أنَّ الحِلمَ مِمّا أَصَابَكَ
كَادَ يَرتَعِدُ انفِعَالا
بِلادٌ لَمْ تُصَلِّ عَلَيكَ قَفرٌ
وَلَو نَطَحَتْ سَحَائِبُها الجِبالا
بَلَغتَ المُنتَهَى مِن كُلِّ فَضلٍ
وَحينَ وَطأتَ ذروَتَه تَعالى
يُشَرَّفُ كُلُّ ما تأتي استِناناً
وَيَخسَأُ كُلُّ ما تَذَرُ استِفالا
فِعالُكَ في الفعالِ الغُرِّ لَولا
وَقارُ السُّنَّةِ اختَلنَ اختِيالا
وكانت تُضرَبُ الأمثالُ حتى أَتَيتَ
فَكُنتَ مَضربَها مِثالا
بُعِثتَ بِرَحمَةٍ أَيّامَ دَالَتْ
سَرَت في الذِّئبِ فاحتَضَنَ الغَزَالا
عَلَى وَسَطِيَّةٍ كَمُلَت حُسِدنا
وَكَمْ مِنْ ناقِصٍ حَسَدَ الكَمَالا
فَمَا انحازَتْ لِشرقٍ أو لِغَربٍ
وَلا جَنَحَت يَميناً أو شِمالا
فَيَا لِشَرِيعَةٍ رَوّيتَ فيها
سُفُوحاً ما ظَلَمتَ بِها القِلالا
تُساوِي الخلقَ لا بَلْ كَمْ
مَلِيكٍ لَيَغبِطُ فِي مَكانَتِهِ بِلالا
أَسَاؤُوا فَهمَها فَتَجَاذَبُوها
وَشَجّوا وَجهَها الدّامي قِتالا
تُساءُ إذا أسيءَ وَلو مسيحٌ بعفَّةِ دِينهِ انحَرَفُوا انحلالا
أَبالإرهابِ نُرمَى اليومَ؟
شُلَّتْ يَدُ المِيزانِ جَارَ بِنا وَمَالا
إذا لَمْ يَقشَعِرَّ الناسُ مِمّا
تُساءُ فَأُمّهاتُهُمُ ثَكالَى
وإنْ لَم نَنتَصِرْ لَكَ مِن سَفيهٍ
فَأَسفَهُ نَحنُ مِنهُ حَيثُ قَالا
حَبِيبِي يا (مُحَمَّدُ) لَيسَ تَكفِي
(حبيبي) ضِقتُ باللغَةِ احتِيالا
جمالُك غيرُ محتاجٍ لِشعري
مَدحتُكَ كي أزيدَ أنا جَمالا
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved