تعقيباً على الثقافية معرض الكتاب.. حدث وأحداث؟!
|
أفجعني وأحزنني ما حصل في معرض الرياض الدولي للكتاب وما حصل من تطاول على تلك الرموز الثقافية، وأفجعني كيف قامت مجموعة من الحضور بمصادرة الآراء وإقصاء (الآخر).
أفجعني ذلك الحضور الرهيب واقتحام المقاعد والصفوف الأمامية لا لإثراء النقاش وتبادل الحوار الجاد ومعرفة الرأي الآخر، بل كان ذلك الحضور يسبقه تنظيم ويغلفه تشدد وتزمت لا مبرر له.
كان الفكر المتشدد والمنزلق بانحدار شديد نحو الهاوية علامة مميزة لأصحاب الصفوف الأولى والذين أخذوا كل معاني الثقافة والحوار والأدب.
يراودني سؤال؟
لماذا حضرت تلك العقول المنغلقة والمتحجرة؟
مثل تلك العقول الفاسدة والتي تحضر منتديات أدبية وثقافية لمصادرة الفكر وإقصاء الآخر ومحاربته.. لا نعوّل عليها أبداً في شيء، والمحزن أن بعض هذه العقول تربي أبناءنا في المدارس فأي فكر ضال منحرف يحملون ويلقنون وينقلون؟
إذاً فالمشكلة خطيرة جداً بل أصبحت أزمة حاضرة في واقعنا اليومي تحاك خلف ستار الليل وترتدي عباءة الإسلام لتشوه أبناء الإسلام الأبرياء..
في مقال للمبدع الأستاذ عبدالله الجفري يوم الأربعاء 8 صفر 1427هـ طالب فيه برصد هذه العقول المنغلقة وكشف تنظيماتهم وتخطيطاتهم لعل الكثير منا لا يدرك خطورة ا لأمر ولا يتجلى له ما سنعانيه في المستقبل القريب مثل ما عانينا في الأيام والسنين الأخيرة فجلّ من قام بحمل السلاح وفخخ السيارات وفجّر الأحياء ونثر الأشلاء هم فئة من الشباب الذين غسلت أدمغتهم بأفكار (طالبانية) مبررها الجهاد، فأي جهاد ضد الأهل والأصدقاء أهذا هو الجهاد.
تحتاج هذه العقول المنغلقة إلى فتحها وتنظيفها ولو كلف ذلك عمليات جراحية لاستئصال تلك الأورام المخيفة من داخلها.
هل كان معرض الرياض الدولي للكتاب معرضاً للثقافة والأمسيات الثقافية والأدبية أم كان ساحة حرب أسرت فيها الآراء والأفكار وصُودرت وجهات النظر إلى غير رجعة.
الحوار لغة العصر ولغة الحضارات وأسلوب الرقي والتقدم وما عداه من أفكار مشوهة وتنظيمات ضبابية باسم الدين فهي غير مبررة وغير مرحب بها..
يجب إعادة النظر في مثل هذه الأحداث، وكيف مرت دون حسيب ولا رقيب، من هم هؤلاء الذين يريدون تلقين الآخرين دروساً...؟ كيف يجرأون على التطاول والشتم والأدهى والأمرّ كيف يجرأون على التكفير.. تكفيرهم سبب التفجير والتدمير وعاثت أفكارهم المنحرفة في الأرض والعقول فساداً.
إذاً يجب أن نتوقف كثيراً وملياً حتى لا نستغل معارض الكتب والندوات والحوارات إلى مرتع لأصحاب الفكر الرخيص وحتى لا يتم إقصاء الآخر فالدولة ترحب بأصحاب الفكر القيّم المستنير، وهؤلاء يكفرون ويتطاولون بأيديهم وألسنتهم فهل لهم من رادع؟ لعل مثقفينا وأدباءنا يمرون بمعاناة لا يشعر بها الآخرون، فأصحاب الفكر المتزمت مثلما يصدرون صكوك الغفران يهدرون دماء الآخرين ويستبيحونها دون وجه حق؟
يجب أن نلتفت إلى هذه الأفكار وإعادة تأهيل من فيه بصيص أمل حتى لا تتسع الهوة والفجوة بتناوبهم، ويكون المجتمع هو الخاسر الأول.
أحمد بن سعفه
saf112@hotmail.com
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|