التعيينات غلطة لا تغتفر
الغذامي: سأقاطع الأندية حتى تعود إلى الانتخابات
|
* جدة - صالح الخزمري:
اعتبر د. عبدالله الغذامي أن تعيينات مجالس الإدارة بالأندية الأدبية التي أعلنت عنها وزارة الثقافة والإعلام في بعض الأندية غلطة لا يمكن أن نغفرها، وكان الأولى فتح باب الانتخاب لهذه المجالس، مشيداً بتجربة نادي جدة الأدبي عبر عهدين من عمره، وذلك عبر انتخاب رئيسه الأول الأستاذ محمد حسن عواد والرئيس الحالي عبدالفتاح أبو مدين حيث جعلت نادي جدة له هذا التألق، لأن الانتخاب كما يراه الغذامي له قوة سحرية في جعل الناس لا يعملون، والتعيين لا يجعل أحداً يعمل، معاتباً في نفس الوقت أصدقاءه الذين قبلوا بهذا التعيين.
واعتبر أن وزارة الثقافة والإعلام وهي صديقة المثقفين قد فاجأتهم بنشر هذه التعيينات في الأندية الأدبية بدءاً بنادي الرياض الأدبي.
وقال حينما صارت الوزارة بشكلها الأخير قلت كلاماً أثني فيه على الوزارة وقلت كلاماً مفاده أنني أخشى ما أخشاه أن تكون الوزارة مصدراً بيروقراطياً، وذلك ما حدث. وقال كنت أتمنى من أصدقائي عدم قبول هذه التعيينات، ولو قالوا لا لدربوا الوزارة وأنفسهم وأنفسنا والمجتمع على أن نعمل نقلة نوعية نحيي فيها شيئاً من القيم الثقافية. ووصف حديثه بأنه بعيد عن المصالح لأنه لا يريد من الوزارة شيئاً ولا يظنها تريد منه شيئاً، وبالتالي يكون الحديث حديثاً يقوم على القيم، موضحاً زهده في المناصب منذ عهد بعيد، واصفاً عمله الثقافي مع نفسه بأنه أعلى منصب يمكن أن يتشرف به.
وتساءل د. الغذامي عن قانون التعيين، فهنا الإشكال، ولو سألنا من يعين لقالوا إن الأمر يقوم على عنصرين: هما الكفاءة والتوازن.
وهذه هي المعضلة الحقيقية حينما ننخدع بالمصطلحات ونظن أنها صحيحة وهي ليست كذلك. وأضاف إننا عادة في حياتنا العامة من نحبهم نسميهم أكفاء والعكس، وهنا الإشكال.
إن كانت الإدارة الموجودة في الوزارة هي من أصدقائنا فنعرف أنهم ليسوا بمخلدين ويوماً سيتغيرون، إذن سيتغير معها حبهم لنا، وما نحتاجه أن ندرس قيما لا تتغير بتغير الأشخاص، إذن القانون هو مقياس ذاني وليس مقياساً موضوعياً، والوزارة حينما تعين أشخاصاً لا تعين أشخاصاً بعينهم بقدر ما تعين العقلية الثقافية، والعرب كانوا يقولون: إن اختيار المرء جزء من عقله، فالخيارات لو قرأناها سنقرأ عقل الوزارة ولن نقرأ عقل المجتمع.
وشعور الغذامي اليوم هو توديع إدارة منتخبة بنادي جدة الأدبي ممثلة بأبي مدين واستقبال إدارة معينة.
وتمنى من أصدقائه ممن لم تعلن أسماؤهم في مجالس إدارة الأندية أن يقولوا للوزارة (لا) فهي خطوة شجاعة، ويصرون على الانتخاب فإذا حدث هذا سيكون نقلة، أما ما نسمع عنه الآن من الانتقال من الانتخاب إلى التعيين فهو انتكاسة.
فيما قد يتمكن بعض الذين عُينوا أن يحولوها إلى مرحلة انتقالية لو أعلنوا أنهم سيستقيلون بعد سنة وقالوا إننا سنعمل كحراس للمبنى إلى أن يتم انتخاب أناس يحلون محلنا.
العمل في نادي جدة الأدبي بالنسبة للدكتور الغذامي كان شرفاً بانتخابات شهدت عليها قاعة المحاضرات بإدارة التعليم، ومنتزه كيلو 10 الذي شهد عام 1396هـ اجتماعاً لأدباء جدة تمخض عنه اختيار محمد حسن عواد في ذلك الوقت.
لا استطيع أن أتسامح مع نفسي أولاً ولا مع الوزارة ولا مع الذين قبلوا التعيينات.. هكذا يقول الغذامي مبيناً أنه سيلوم الصحافة أيضاً مورداً شاهداً على اتصال من أحد الصحفيين يسأله عمن يرشح لنادي جدة الأدبي، فكان الرد أنه لن يتآمر على قتل الثقافة ويجب أن نعود إلى الانتخاب.
وختم بتحديد مسار لنفسه حيث قال إنه لا يسعه أن يدخل إلى أي نادٍ أدبي في المملكة يكون مجلس إدارته معيناً وسيمتنع عن دخول أي نادٍ لا مشاركاً ولا متحدثاً ولا سامعاً، منتظراً اليوم الذي يكون فيه مجلس الإدارة منتخباً.
وكان الغذامي قد ترك ورقته التي أعدها عن حمزة شحاتة في افتتاح ملتقى قراءة النص بجدة ووعد بنشرها ثم كان الحديث عما جاش في نفسه.
د. عبدالعزيز السبيل وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية كان مستمعاً لهذا الرأي الجريء، مبيناً أنه لا يختلف معه ولو كان مكانه لقال مثل ذلك، وأضاف وقال: هذا ما نؤمن به ويؤمن به معالي الوزير ولكن قراءة الواقع جعلتنا نخرج بشكل مختلف والمسألة تحتاج إلى شيء من الترتيب.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
