فصول في الفكر السياسي العربي
|
تأليف: الطيب تيزيني
بيروت: دار الفارابي 2004
هذا الكتاب هو مجموعة مقالات وكتابات ظهرت في مراحل زمنية مختلفة وعبر مطبوعات مختلفة، اختار كاتبها جمعها في هذا الإصدار، وهي في إجمالها كتابات تتحرك في حقل عام من الفكر النظري السياسي.
جاء في مقدمة الكتاب: (أتت السنون منذ عقد من الزمن إلى الآن لتقدم صورة ربما لم يكن استشرافها ممكناً من قبل على صعيد الفكر السياسي والواقع السياسي العالمي والعربي، فمع لحظة الإقلاع من عملية التفكك الكبرى التي لحقت بالاتحاد السوفييتي، كانت لحظة أخرى قد أخذت تفصح عن نفسها، وهي تلك التي راحت تتجلى في استقطاب العالم حول الولايات المتحدة وفق ما أخذأيديولوجيوها العولميون الجدد يسوقونه تحت أسماء (نهاية التاريخ) و(القرية الكونية الواحدة) و(صراع الحضارات بدلاً من الصراع الاجتماعي التاريخي) وغيره.. وفي هذا وذاك جاءت محاولات إنتاج (خطاب سياسي) جديد في الحقل العولمي الجديد).
ويرى المؤلف أن هناك عدة عناصر تشاركت في صياغة مكونات هذا الخطاب: الكيانية، والقطب الواحد، والهيمنة، والإدانة السياسية أو العسكرية أو الأيديولوجية (المسبقة) بدلاً من (سياسة العصا والجزرة).
يتم ذلك في ضوء إخضاع الجميع ل(المجتمع السوقي) بآلياته الاقتصادية والسياسية والعسكرية ذات الطابع التدميري المتوحش.
وقد أتت أحداث يوغسلافيا وأفغانستان والعراق لتدلل على جدية تلك المكونات وهذه الآليات.
يقول المؤلف: (لقد جاء ذلك إلى العالم العربي مخترقا تخومه اختراقا هز كياناته الضعيفة، وبدا الأمر وكأن العالم العربي فوجئ وبوغت من قِبل من أعلن نفسه سيدا للعالم لا يُنازَع، فقد راح هذا العالم يتشظى تحت عبء حدثين هائلين، تفكك الاتحاد السوفييتي والاتجاهات الباكرة لتعملق الولايات المتحدة بصيغة العولمة الجامحة: مشهد يمثل سقوط عالم قائم على التوازن الإستراتيجي، وصعود عالم أحادي القطب يعمل على الاستفراد بالعالم سلطة وثروة وقرارا.
في ظل هذه المعطيات، وجد النظام السياسي العربي نفسه في مأزق تاريخي. وتكون وضع جديد أمام المفكرين والمثقفين والكتاب السياسيين العرب يطلب منهم أن يعيدوا النظر في خطابهم السياسي بمفرداته).
وهنا يتناول المؤلف عددا من الإشكاليات المعقدة التي تقف أمام إنتاج هذا الخطاب في ظل المستجدات والتحولات العالمية العميقة، (وهذا ما يجعل المهمات المطروحة أمام الفكر العربي السياسي في أزمته الراهنة، أكثر تعقيداً وتركيبا وانطواء على الاحتمالات المتعددة، إحدى تلك المهمات تكمن في إنجاز نقد معرفي وأيديولوجي للأسس الكبرى التي يقوم عليها ذلك..).
ويرى المؤلف أن إنجاز مهمة إنتاج الخطاب السياسي العربي الجديد موكول إلى المثقفين والمفكرين والكتاب السياسيين العرب الذين يجسدون، على نحو ما، شرطي الاستنارة الفكرية والديمقراطية الثقافية والسياسية. وذلك عبر إقامة جسور متينة وعريضة من الحوار العلمي المستنير والديمقراطي بينهم للإجابة عن المسائل والمشكلات والإشكاليات التي يطرحها الواقع العربي الراهن في أقنيته واحتمالاته اللاحقة. قسم المؤلف كتابه إلى عدة فصول حمل بعضها العناوين التالية: المجتمع العربي إلى أين؟ عالم ثالث وفكر ثالث. حول منهج البحث في الوحدة العربية.
إشكالية مبدئية في الوضعية العربية المعاصرة. ملاحظات حول مسألة الجذور التاريخية. حول إشكالية الحرية في التاريخ العربي.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|