الأسس الفلسفية للفكر النسوي الغربي
|
تأليف: خديجة العزيزي
بيروت: بيسان 2005م
(تزايد الاهتمام بقضية المرأة في المجتمعات العربية في الآونة الأخيرة من منطلق المفهوم الواسع لحقوق الإنسان، وتعددت المقاربات العلمية لدراسة أوضاع المرأة في تلك المجتمعات، إلا أن الاهتمام بالأسس الفلسفية التي لا بد منها لتسويغ المطالبة العملية بحقوق المرأة والاعتراف بكيانها الإنساني مع احترام الاختلاف الفطري بين المرأة والرجل، ما زال ضعيفاً).
وما يصدره تجمع الباحثات اللبنانيات عبر سلسلة كتبه الدورية التي دأب على إصدارها من العام 1994م تحت عنوان (النساء في الخطاب العربي المعاصر)، سواء كان صادراً من الرجال أو النساء، لا يحظى بأي اهتمام حقيقي.
فقد تنوعت الخطابات التي توجه هذا الكتاب الجماعي الواسع الغني بالمعلومات والموضوعات والآراء النقدية، إلى دراستها وتحليلها وتقييمها، انطلاقاً من انعكاس الأحداث والظواهر المعقدة التي شهدناها في المرحلة الأخيرة على النساء العربيات، التي حملت إليهن الكثير من المتغيرات التي تجلت في شبكة من الميول المتضاربة: المزيد من الفرص والمزيد من القيود، وانطلاقا أيضاً من كيفية تفاعلهن مع هذه الظواهر.
إلا أن هذا التنوع لا يحتوي على أي خطاب يمكن أن يوصف بأنه خطاب فلسفي عن المرأة أو بأنه قاعدة فلسفية على درجة معينة من البناء المتماسك ضمن خطاب سياسي أو تربوي أو مهني أو عائلي عن المرأة...).
بهذا التقديم، طرحت المؤلفة موضوعها والهدف منه، وعززته بالسؤال المحوري التالي:
هل يخلو الخطاب العربي المعاصر عن المرأة من أي مضمون فلسفي؟
وأجابت بأن هذا الخطاب ما زال قاصراً جداً في مضمونه الفلسفي، لذلك جاء هذا الكتاب، ليحاول البحث فيما أنتجته الحركة النسوية، بتياراتها المختلفة، في البلدان الغربية بوجه عام، وفي المجتمع الأمريكي بوجه خاص، من مؤلفات فلسفية، وضعتها في معظمها باحثات.
ومحاولة تحليل تلك المؤلفات والتعليق والمقارنة بينها.
ورغم اعتراف الكاتبة بأن الفكر النسوي الغربي حقق تقدماً ملحوظاً، إلا أنها تعترف كذلك بأن هذا التقدم لم يخلو من تطرف في بعض الأحيان وشطط في أحيان أخرى.
وفي خاتمة الكتاب تقول المؤلفة: (.. أسفر المذهب النسوي عن فكر متنوع لمفكرات ينتمين لحركات نسوية متعددة، وكانت آراء تلك المفكرات تتشابه أو تتقاطع أحياناً، وأحياناً أخرى كانت تختلف أو تتعارض، حتى ضمن نطاق الحركة النسوية الواحدة.
ونظراً لأننا لا نبتغي التبعية للفكر النسوي الغربي أو الاندماج مع حركة نسوية معينة، فقد حددنا موقفنا من تلك الحركات في سياق تعليقاتنا على آراء المفكرات انطلاقاًَ من قناعتنا بأن النظرية النسوية ينبغي أن تتضمن فكراً معقولاً يخدم النساء عامة، كما يخدم جميع الفئات الهامشية والمقموعة في العالم قاطبة، لذلك أيدنا الآراء التي رأينا أنها معقولة ومتماسكة منطقياً ولا تتعارض مع نتائج الدراسات العلمية، وعارضنا تلك التي رأينا أنها غير معقولة وتتعارض مع خصوصيات مجتمعات كثيرة وخصوصاً المجتمع العربي.
وبما أن الفكر النسوي فكر معياري يتطلب إعادة الاعتبار للعقل المعياري ويتطلب أيضاً المحافظة على مبادئ المنطق والمفاهيم العامة والمعايير والقيم والحقوق الإنسانية في الفلسفة التقليدية، فقد عارضنا منذ البدء آراء بعض المفكرات اللواتي قللن من قيمة التراث الفلسفي التقليدي، وتبعن فلاسفة معاصرين في زعزعتهم مركزية العقل، وكشفنا عن المآزق الفلسفية التي وقعن بها حين طالبن بإزاحة الابستمولوجيا التقليدية وإعادة تشكيل الهرمية المعرفية، وجعل المنظور المعرفي النسوي متميزاً على سائر المنظورات المعرفية الأخرى بحجة المساواة مع الرجال على الصعيد السياسي، وحرصاً منّا على عدم ضياع الحقيقة، في حال تعدد المنظورات المعرفية، أيدنا وجهة نظر الفلاسفة الذين رفضوا أن يكون لمنظور معرفي امتياز على المنظورات المتعرضة، واقترحوا صدور المعرفة عن المتحد الابستمولوجي، الذي يمثل إجماع المتحدات الابستمولوجية على القضايا المعرفية بعد التحاور بشأنها ومناقشتها ونقدها...).
(يكشف تحليلنا لأعمال فلاسفة الحركات النسوية خلال العقود الأخيرة من القرن العشرين، عن ثلاثة محاور تمركز حولها الفكر النسوي على مراحل متتابعة يصعب وضع حدود فاصلة بينها، ففي المرحلة الأولى تمركز حول النقد الراديكالي للفلسفة السياسية الغربية وللنظام البطريركي، وفي المرحلة الثانية تمركز حول مقولة الجنوسة في فهم طبيعة المرأة والقمع الموجه ضدها، وفي المرحلة الثالثة تمركز حول مقولات فلاسفة ما بعد الحداثة وإمكانية توظيفها بطريقة تخدم الفكر النسوي..).
كما تضيف: (... إن النظرية النسوية الفلسفية تحتاج إلى مراجعة افتراضاتها القائلة بأن جميع نساء العالم مقموعات ومقهورات ينبغي أن يوضع موضع تساؤل، وأن يتم التأكد من صحته عن طريق التعاون مع متخصصين في المجالات التربوية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية والسياسية.
ومن أجل التعرف إلى أوضاع النساء عند مختلف الشعوب، وعلى ضوء نتائج تلك الدراسات يتعين على فلاسفة الحركات النسوية أن يراجعن اقتراحاتهن ومطالبهن السياسية المتعلقة بأساليب إزالة القمع الواقع على النساء، مثل تغيير بنية العائلة، وزعزعة نظام العلاقات القائمة على أساس التغاير الجنسي وتشجيع العلاقات الشاذة..).
يقع الكتاب في (360) صفحة من القطع العادي.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|