استراحة داخل صومعة الفكر سعد البواردي
|
الأفق الأخضر
طاهر زمخشري
110 صفحات من القطع الصغير
قبل تناول ديوان شاعرنا الراحل الزمخشري يحضرني هذا البيت من الشعر:
تكاثرت الظباء على خراش
فما يدري خراش ما يصيد
البيت مثل يضرب به لمن تواجدت أمامه خيارات كثيرة فما يدري أيهما يختار.. ولقد تكاثرت لدي مجموعات شعرية ثرة.. منها ما اشتريته.. ومنها ما تم إهداؤه.. وحتى لا يعتب.. وحتى لا يغضب عليّ الأحبة بتهمة التباطؤ أوالإغفال فإن وعداً صادقاً مني أن أمنحها فرصة التناول وفق جدول أحرص ان يكون عاقلاً وعادلاً في طرحه.. أعود إلى ديوان (أفقنا الأخضر) كما أسماه شاعرنا وكما اختار له لوناً ربيعياً كلنا نشتاق إليه في عصر بدت آفاقه رمادية.. وسوداء متجهمة.. ومع اشتياقنا لتلك الخضرة الأفقية إلا انه فاجأنا بالبداية.. (العقوق).. والعقوق لا اخضرار فيه.. وإنما مرار معه..
كنت أرجوه في الحياة سنادي
وأرى فيه ساعدي وزنادي
كنت اشدو به واسكب حبا
تي نشيداً يبل مرَّ الصوادي
ماذا بعد الرجاء؟
كنت ارجوه روضة للأماني
فرماني عقوقه بالعوادي..
ماذا فعل معه.. وأي لون من العقوق أصابه بسهم؟!
صوَّب السهم للشغاف مع الليل
وقد كنت موثقا بالسهاد
كان ينقل خطاه مثقلة بيأسه.. يجوب الظلام من حوله في وحدة ووحشة.. كان يرقب افقه الأسود لا الأخضر.. دنياه العارية المليئة بالشعب لا الجدب.. كان له حلم طيف جميل برق في أفقه المجهد.. وإذا به دون مواسات يتحول إلى مأساة..
واراني عقوقه غدرة الجاحد
جاءت مشحوذة بالوداد
وإذا بي من طعمة الألم الضاري
أردد الدروب وأمي الفؤاد..
فعلى جرحه سأطوي الحنايا
بعد ان حطم العقوق عمادي
جانب من شاعرية شاعرنا.. بل جانب من حياته المليئة بالألم رغم الأمل الذي يطوف به فضاءات أحلامه الشاعرية الشاردة..
من عقوق تجرع مذاقه المر.. إلى عقرب ساعته التي يتطلع إليها كمن ينتظر..
يا عقرب الساعة لا تلدغي
جفن محب مثقل بالسهاد
فالمدنف الملتاع في حيرة
تضرج الأفكار منه بالسواد
الشطر الأخير يعاني من كسر يحتاج إلى تجبير سهل لا عناء معه ولا مشقة فيه..
يضرج الافكار منه السواد
يبدو ان عقرب ساعة شاعرنا مؤذية كالعقرب التي يخاف حركتها.. انها تضايقه بدقاتها وتفزعه بنبضاتها المتلاحقة وهو يريد ان يستريح.. ان ينسى آلامه الجسدية التي تؤرقه وتطيل عليه أمد اليقظة..
يا عقرب الساعة لا تزعجي
من ضاق بالصمت وعاث الوساد
فالوحدة الرعناء مسعورة
تزحف بالآلام من واد لواد
لولا جميل الصبر ما طاقها
والصبر فيض ما له من نفاد
فخففي وطأكِ لا تسبقي
دقات من يهفو لصفو الوداد
إلى ان يقول عن عقرب ساعته التي ضاق بدقاتها:
يا عقرب الساعة لا تلدغي
صبا يداري النار في صدره..
هكذا جمع بالمحصلة البلاغية بين عقرب ساعته والعقرب التي تحمل السم كي تؤذي شاعرنا الزمخشري رغم معاناته إلا أنه يتطلع إلى أفق يسليه وينسيه بعض همومه.. انه يرقب الطير ويحلم لو كان هو نفسه طائراً يغدو ويروح.. يحلق ويهبط.. ولكن.!
مع الطير اغدو مُسعدا وأروح
وبين الحنايا في الشغاف جروح
اضمدها بالصبر وهو عُلالة
واغسلها بالدمع وهو شحيح
اعلل نفسي بالأماني.. وترتوي
جوانح فيها اليأس كاد يصيح
ويتصور الطير وقد ركن إلى عشه بعد ان سرح ومرح.. ونام ملء جفنيه.. الا هو!
مع الطير لي جوف الدياجبر مرقد
على الجمر للشادي الجريح مريح
ويمتد بصره بعيداً إلى حيث النجمة العذراء بعد ان سئم الأعداء والأصدقاء من حوله.. بعد ان ضاق بالأرض وما رحبت..
قد سئمت الاعداء والأصدقاء
بعد ان عفت في الحياة البقاء
احمل الهم في نطاق من الضيق
يلم الأسوار. والأرداء
ركام من الشكوى يطرحها شاعرنا لغة مناجاة لا اجابة عليها الا الترجيع الا الترجيع والوجع.. السواد يخيفه.. والصمت يفزعه.. والضجيج يقهره.. بارق واحده هو المنى الذي يتمنى قطافه حتى ولو كان نجمة عذراء تبرق في البعيد البعيد.. فضاءاتها هي الباقية..
لاقتطاف المنى من النجمة العذراء
جاءت ومدت الأفياء
بابتسام شعاعه نافس النسمة
بردا. ورقة. درداء
فعلى ظله سأقطع باقي العمر
شدواً وأرسل الأصداء
وقطع باقي عمره وهو يشدو كالطير الجريح.. وكالنجم الذي يبرق ولكنه لا يورق.. وفي أفق شاعرنا الأخضر رغم سواده محطات تحمل معنى الوجع.. والتحمل والحب.. وارادة الحي الذي لا يقوى تغيير شيء من واقعه إلا أنه يحلم.. (في دروب الحياة).. و(التقينا)، و(انتظار)، و(ساعتها)، و(على موعد) و(يارفيقي) و(هاتف الذكرى) محطات قزحية اللون.. مختلطة الانفعالات.. مختلطة المشاعر.. نتجاوزها مع شاعرنا الراحل لأننا معه في حاجة إلى (ابتسام)..
يا ابتسام المنى فداؤك نفسي
ليت لي غيرها فداء أجلا
عشق الناس في الرياض ورودا
وبما فيك من سنى أتملى
انتِ يا بلسم الجراح لروح
لقيت فيك بالبشاشة ظلا
كلما لاح من محياك ومض
خلت ان الصباح منه أطلا
مقطوعة رومانسية استغرقها قلبه وطرحتها ريشته كلوحة بانورامية جميلة داخل متحف يعج بلوحات متباينة الخطوط.. والألوان يغلب عليها الحزن.. وتطغى على صورها ملامح الشكوى والوجع.. انه متحق شاعرنا بكل ما يعنيه من تباين وتقاطع.. والابتسام في حياة شاعرنا اشبه بالأفق الضيق انه يتسع.. ويضيق.. ليسمح له احياناً ان يبصر الخيال الجميل الذي يتمنى لقاءه.. وقد يحدث..
والتقينا، ولم تزل لهفتي الظمأى
جحيما معربدا في ضلوعي
وببرد اللقاء ضاعفت تلويعي
واذكيت في الحنايا ولوعي
كنت في البعد فرحة تنعش الرو
ح. فأصبحت رعشة المفجوع
فالثواني تفذ نحو افتراق
من جديد. فواعدي بالرجوع
لقاء خاطف بالحلم سرعان ما انتهى مخلفاً حسرة.. وانتظاراً بعودة قد تأتي وقد لا تأتي والانتظار أشد من القتل.. من ثقب عالمه الجميل بدت الصور الخاطفة تتلاحق.. (عبير) يلاطفها بقوله:
وفاتنة كساها الدل ثوبا
واسلمها إلى الخضر المثير
فأسدلت الظلام على محيا
توشى الصبح فيه بالزهور
ونرجسة يحرف الطرف راحت
تعب (...) في كاسات نور
أبيات قصيرة صاغها تحمل جماليات الوصف.. وجمال اللحظة.. لم تكن (عبير) وحيدة في شعره.. (هيفاء) و(النائمة) و(منبع العطر) و(عيناك) و(شادية في البحر) قصائد وصفية قصيرة تغنى بها.. وسرعان ما ساقته خطاه إلى حقل الورود:
قبلَّت وردة بكفي فقالت
يا رفيق الهوى قسوت عليّ
هل تناسيت حين زرِتَ خميلي
فسكبت الشذا لروحك ريا؟
ثم حادثتني. وقمت بقطفي
فتضاحكتُ لم أقل لكَ شيا
فإذا ما نفثت كل عطوري
مدمعي لا يزال يهمي نديا..
لمَ الدموع؟ هكذا احساس الوردة بالضياع بعد استغراق أجمل ما فيه دون اعتراف بجمالها وجميلها.. انها تداس بالأقدام ويقذف بها في سلة النفايات القذرة.. لعل لها الحق حين تشكو جحود من شمها ثم ظلمها.. وهج العاطفة لدى شاعرنا طاهر زمخشري جياش متدفق.. فمن حديث مع وردته الباكية إلى محاورته الجميلة مع الموج:
وشوش الموج نِسمة في الأصيل
لمست بالندى محيا الجميل
قال: أفنيت بالشذا سر ورد
كان يغفو مرنحا في النخيل
فأجاب النسيم: يا موج انا
نتبارى في مد ظل ظليل
ويزاكي العبير من كل ورد
نترع الكأس بالسنا للعليل..
الموج ليس دائماً رخيما كالنسيم.. انه يغرق الأخضر واليابس حين يطغى ويغضب.. النسيم هو رفيق الورد وصديقه.. تكاثرت الأوصاف الوردية فمن (الرداء الوردي) إلى (وردتان) وردة بشرية.. وأخرى شجرية كلتاهما محببتان للنفس.. هذه المرة يقوى ساعد شاعرنا ويشتد.. انه في حبه لا ينتظر.. لا يتسول.. ولا يتوسل.. خطابه لغة اعتزاز بحبه..
كن كما شئت ليس يبلى هوانا
فلقد زاد في دمي عنفوانا
كن كما شئت انني في لظى القسوة
افني تأوها وحنانا
لم اكن احسب التباعد يضنيني
فلما ابتعدتِ زدتِ هوانا
والفراغ الذي تركتِ بنفسي
عضني لوعه فلبت افتتانا
نعم يحب.. ولكنه لا يستعجل الرجوع لأن حبه الأقوى من ان يركع امام لحظة انتظار لا تضيف شيئاً لمكنونات نفسه.. (على متن الأثير) مقطوعته التي استقى منها عنوان ديوانه (الأفق الأخضر) لنقرأها..
افقك الأخضر في ظل المنى
لم يزل يضحك رفاف العبير
وعلى خطو الليالي عبرت
ذكريات تغمر الدرب بنور
والهوى يعزف من الحانه
والمزامير تباشير السرور
يستغرب في وصفه عن مناه التي ترقب مسرى الطير. والومضة البارقة من مقلتيه. والبسمة العالقة بالأهداب.. وان كنت لا اتفق معه عليها لأن البسمة تطبع ملامحها على صفحة الوجه.. الكثير الكثير من الجمل الشعرية الوصفية الملامح أبحر على زورقها دون ملل.. دون أن ينتهي به المطاف إلى شط النهاية لأن اغراقه أو استغراقه اختلس منه الصورة.. وابقى إطارها ينتظر معالم الأفق الأخضر وفق بناء شعري متكامل الزوايا والأبعاد.. شاعرنا الراحل قضى جل حياته متتنقلا ما بين وطنه المغرب العربي.. لهذا فإن أخصب ذكرياته عاطفة مشبعة بروح الجماليات التونسية.. لقد اختصها بالوافر من قصائده.. (الصباح الجديد في تونس الخضراء) الذي يقول في مطلعها:
طفت بالشوق في خضم الوجود
والمجاديف فرحتي ونشيدي
في مغان طويت فيها ربيعا
شاعري الأيام نضر الورود
الرؤى فيه حالمات المراثي
ضاحكات الأطياف من رجع عود
ومقطوعته الثانية في الدار البيضاء.. انتزع منها هذه الأبيات:
وتخطرني المرابع أمنيات
وفي أفيائها طاب المساء
وقد جئنا وحادي الركب شوق
فعدنا والسرور لنا حداء
بمغربنا المضي على الليالي
بآلاء يباركها العطاء
في ذاكرة شاعرنا ذكريات لا تعد أفصح لنا عن (ألف ذكرى) من خلال خمسة عشر بيتاً شعرياً:
ألف ذكرى تراقصت في الدجون
كنجوم سماؤها في عيوني
بين لآلئها لمحت الثريا
وهي تختال في شغوف الفتون
وحين شخص إليها بعينيه أرخى طرفه وتراجع موثقاً بأنينه.. وفي رحمة ارتداده عن الرؤية تلمست شيئا من ذكرياته الألف.. ما حصلت عليه رؤى أمسه في كهوف التناسي وهي تجوب فضاءها على مدار السنين حتى لا يدرك السلو خطاها وهذه المقاطع:
اركتْهُ الذكرى فباح اضطرابي
لسهادي بسري المكنون
فإذا بالذي اداريه شجوا
عاد شوقاً يطوف بي في الدجون
ألف ذكرى وكلها من صميمي
وفؤادي يضمها بالحنين
انه في رحلته مازال يطوف المدى البعيد إليها دون أن يتحقق منها لأنها مجرد طيوف أثر الاحتفاظ بها دون بوح..
فإذا الذكريات حولي طيوف
صافحت بالوفاء صدق يقيني
نهاية موفقة لشاعرنا ان تتلاقى أطيافه بصدق يقينه.. أما نحن القراء فقد اعفانا شاعرنا من ذكرياته الألف التي تمخض عنها هذا اللقاء.. وعن مدينة (سوسة) التونسية تدفق فيض شاعريته وفدائيته..
سوسة دارتي. وافدي هواها
بحياة رخيصة في فداها
هتف الحس بي فرحت مع الحب
إليها ملبياً لنداها!
افقها الأخضر المورد بالأنفا
س يعطي العبير ملء ولاها
يتهادى بها الصبا بين افواف
زهور بسامة بصباها
والشذا عند غابة الزيتون
يلهو مغرداً بهواها..
بهذا التوصيف والتوظيف للمفردات يسترسل.. وبهذه التركيبة الجميلة والسرد الوصفي والايقاعي يأخذنا الشاعر في رحلتنا معه.. لا تكاد تتغير الأوزان، والموازين الكلاسيكية وهو أسلوب اختاره لنفسه.. وصياغة اصطفاها في ديوانه الذي يرسم مرحلة مبكرة من عطائه الشعري التقليدي المتسم بجزالة اللفظ.. وأصالة الطرح.. (الأفق الأخضر) كما اطلقه عنواناً لديوانه يبرز أكثر وأكثر في قصائده ففي مقطوعته (من هي؟) يقول:
الأفق الأخضر في مقلتها
والشفق الأحمر في وجنتها
وبين هذين فراش حائر
يرف مشتاقا إلى بسمتها
وخصلات الشعر في جنح الدجى
يسترق الخطو إلى جبهتها
فترقص الفتنة في غرتها
وتضخ الإشراق في طلعتها
ديباجة واحدة.. وموحدة تطغى على سماء شعره الوصفي تقرؤها في مجمل قصائده مصبوغة بلون الأفق الأخضر.. هذه فاتنة التي يناديها:
الأفق الأخضر يا فاتنتي
يرتقب الاشراق من طلعتك
وهذه الدقات من خافقي
تستبق الخطو إلى فتنتك
وصف ينتهي بتساؤل لا ينتهي بجواب:
فهل يعود الوصف يشدو لنا
وترتوي بالعطر من وردتك
لعل مقطوعته القصيرة مع الصمت هي الأجمل. والأعمق في مضامينها التأملية ودلالاتها:
الأفق قد ضاق بما نحمل
فالصمت من افصاحنا أجمل
تلملم الحب بأجفاننا
ونخرس الحب فلا يُرسل
ملاحظة عابرة على هذين البيتين لا تنتقصان من قدره.. (فالصمت) في الشطر الثاني لا حاجة له بحرف الفاء.. أما البيت الثاني فخطأ مطبعي يدركه المتلقي يحسن تصحيحه.. كلمة (تلملم) الصحيح (نلملم).
ومحطات شاعرنا الكثيرة لرحلتنا بالتجاوز والمرور العابر على بعضها.. (صداحة)، (شاعر)، (كأس الحب). (اخت القمر) (ذات الرداء البنفسجي)، (هيفاء)، و(ردة)، (ثوبها)، (على شفتي)، وكلها غزلية متماثلة الاطار والمضمون.. وتستوقف الرحلة لافتة كتب عليها (ترنيمة) لعل في داخلها الجديد من المنحى التأميلي. أو الفلسفي.. أو الانطباعي..
سئمت الحياة. ولكنني
احس بروحي ضياء الأمل
ينير السبيل إلى غايتي
وينفض عني غبار الكسل
طويت السنين وماراعني
سوى انني سائر لم ازل
ويوثق خطوى الاسى تارة
وطورا يمزق عزمي الملل
جميل هذا الطرح الجديد بأخيلته التي انتظرناه طويلاً وكدنا نيأس.. ولأن ترنيمة الشكوى ذات جذب نفسي لدي على الأقل فقد آثرت المزيد من أبياتها:
ولكنني في طريق الردى
وبين ضلوعي يدب الأجل
أسير وفي النفس ترنيمة
تجدد عزمي بحب العمل
وبين الحنايا الشجا يرتمي
على مرجل الانين يبث الغزل
وفي راحتي هباء المنى
وفي مقلتي غبار الفشل
ببيض الاماني أغذ السرى
وسوء الليالي تعوَل البطل
أجل لقد منحتنا ياشاعرنا الراحل فرصة للتفكير والتأمل أكثر وأكثر.. تقاطعات.. وصور متعارضة ومتداخلة يستوعبها أناء واحد هو المحصلة الحياتيه التي تجمع الأمل رغم السأم. التعلق بالحياة رغم المخاطر.. الحفاظ على الحب رغم ما يعتري طريقه من عقبات وصدمات. انها الحياة سفينة تأخذنا معها نمسك بشراعها وسط موج متلاطم.. من أحسن قيادة الدف أرسى بسفينته في مرفأ السلامة.. والا فإن للبحر كلمته.. وللأمواج لغتها..
وفي نهاية المطاف ونحن نسبر آفاق ما تبقى من الرحلة نتوقف على مقربة من البعد الذي اختاره عنواناً لمقطوعته.
نتناءى عند التلاقي وفي البعد
أراها ملء العيون ضياها
وهي في خاطري حديث الأحا
سيس صداها ينساب في آها
كلما هزني إليها اشتياق
طالعتني المنى بأحلى رؤاها
في خيال يحلو مفاتن مرآها
وتروي مشاعر ذكراها
ونحن أيضاً ياشاعرنا الراحل آثرنا فجيعاً ان نروي مشاعرنا بذكراك.. وبذكريات مشاعرك التي كانت دافئة تارة.. وحارة أخرى.. حلوة تارة. ومُرَّة أخرى.. تذوقناها بعد ان قدمتها لنا طبقا حاذقا ولكن مستساغ المذاق. تمنيت لو ان في ديوان شاعرنا طاهر زمخشري ما حرصت البحث عنه.. الصور الإنسانية بكل تداعياتها. ودعواتها.. وما أخاله أهمل هذا الجانب المهم في شعره.. ربما دواوين أخرى أثْرت هذا التوجه.. ومنحته المزيد من التجربة والمعاناة التي عاشها شاعرنا في سنواته الأخيرة وعايشها بإيمان.. وصبر.. رحمه الله.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|