العمل نجح عربياً.. ومنع محلياً ثابت ينقد مرحلة الفكر المتطرّف ويوثقها بـ(الإرهابي 20)
|
* الثقافية - عبدالله الهاجري:
لماذا لم يشارك زاهي الجبالي في تنفيذ أحداث 11 سبتمبر.. وما هي أسباب تخلفه عن المشاركة.. وهل فعلاً كان رقم 20 في هذه العملية.. وكيف استطاع أن يتخلص من الفكر المتطرّف بعد أن عايشها لاثنتي عشر عاماً.. قضاها متنقلاً بفكره وإيحاءاته وحركاته بين هذا الفكر المتعفن.. في أي مبنى كانت مهمة الجبالي الارتطام.. ثم كيف نجا ليرتطم هو بالواقع.. وتيقن أنه كان يعيش في غاب.. يحكمها الموت والشر.. بعيدة عن الإنسانية والرحمة.. وأخيرا كيف هي حياة الجبالي الآن بعد رجوعه وتمسكه بالدين الإسلامي السمح اللين؟..
تساؤلات كثيرة يستطيع القارئ أن يتلقفها من خلال (الإرهابي 20) للكاتب السعودي عبدالله ثابت حين طرح هذا الكتاب نهاية 2005 استطاع من خلالها أن يضع بين يدي المتلقي الكثير من الأمور الفكرية بنفس شعري حيث يمتاز الكتاب بلغة شعرية عالية..
عمد ثابت من خلال الإرهابي 20 إلى فضح أفكار ومعتقدات الفكر المتشدد من خلال شخصية زاهي الجبالي الذي عايش هذا الفكر لأكثر من عقد من الزمن كان فيها ملماً بهذا التوجه الذي أصاب العالم بويلاته من خلال تنفيذ أفكارهم وقد دارت أحداث كتابه في المنطقة الجنوبية للسعودية وتحديداًٍ في مدينة أبها حيث كشف الكاتب حقائق مهمة وجزئيات جريئة عن الفكر الإرهابي، وكأنما كان هذا العمل كتوثيق مرحلة زمنية.
لم يكن ثابت انتقامياً أو عدوانياً في عمله بل وطنياً بدءًا من الإهداء المسجل في الورقة الأولى من الكتاب ومحاولة جريئة وهادفة للتركيز على مواضع الخلل ودقائق مهمة في هذا الفكر، الكتاب حمل الكثير من الرؤى الكتابية الفلسفية مرتبطة دوماً بزاهي الجبالي الذي جعله في مقدمة كل جزء من أجزاء العمل.
الجبالي مر بظروف وحوادث اجتماعية وفكرية ونفسية نتج عنها الإنسان الحقيقي الداخلي بنفسه ليستيقظ فوراً من شراسة أفكار الغلوّ الديني ورعونتها ليتحول إلى الفكر الإسلامي المتسامح والإنساني.
أتى الكتاب في 254 صفحة من القطع المتوسط في 33 جزءًا تمت طباعته بدار المدى السورية، وقد حظي العمل بأرقام توزيعية عالية في العديد من معارض الكتاب على مستوى الوطن العربي ومن المحتمل أن يشارك العمل في معرض الرياض للكتاب القادم, وقد استغرب المؤلف في مناسبة سابقة من عدم فسح العمل محلياً الذي يرى أنه يصب في مصلحة الخطاب الوطني التي تتبناه القيادة والشعب معاً، ووصف الكاتب هذا المنع بالمنع التعسفي وأن عمله لم يمنع إلا بتعمد مقصود بإساءة الفهم.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|