نخلةٌ.. تسنِدُ العمر شعر علي الحازمي
|
هُنَالِكَ شمسٌ
تروِّضُ خيلَ الظهيرةِ
ليسَ لها أَنْ تحيدَ
عن السُمْرةِ الأَبديَّةِ في جلدِنا،
لنا اللهُ
حينَ يَلُفُّ اليبابُ حُقولاً من الحُلمِ
رُحنَا نُربِّي سَنَابِلَها في الفُصولِ العصيَّة
***
وحدَهَا خَيْلُنا
حين تغدُو إلى النبعِ
تشربُ من خُيلاءٍ يلوحُ
على فِضَّةِ الماء،
تظلُّ تُراوحُ في سهلِ ثورتِها
بانتظارِ المهبِّ الأخير
كم تَتوقُ طويلاً لعودةِ فُرسانِها
من خَرِيفٍ بَعِيد
لَنا ما لَنا
من مَنابتَ للحُلمِ نرقُبها
في كفوفِ التلالِ القريبة،
جَناحُ الهجيرِ يُهَدْهِدُ
أرواحَنا بالرِّضى حينَ نرعَى الشياهَ
بمنحدراتِ الجِبَالِ المطلَّة،
وجهُ الحياةِ يَظلُّ يُضَاحِكُ
طِفلَ رُؤانَا المريضَ على حُزْنِهِ
والسماءُ تُجعِّدُ من حاجِبيْهَا طويلاً...
عَشِيَّ التعب
***
لأني أُحبُّكِ
أكثر من أي وقتٍ مَضَى
أستجيبُ لخطوِ الغَزالِ على ظِلِّك،
خَلاخيلُكِ
تَستَحِثُّ جِيادَ انتظارِي المؤجلِ
في هَدْأَةِ الوقتِ
***
هذه نخلةٌ تسْنِدُ العمرَ
من وَحْلِ أيَّامِهِ... أَسْتَظِلُّ بها
على مهلِكِ
عندما تصعدينَ
على جِذعِ روحِي المريض،
خُذي ما أردتِ
من الشغفِ المتيبِّسِ في عِذقِهِ
واتْركيني أُصارعُ رِيحاً
تُرِيدُ اقْتلاعَ جُفوني
من الحلمِ...
حينَ تَغيبين
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|