نعيش للأدب منه وله وعليه
|
في زمن خلا فيه العقاد والرافعي والمازني، صارت الساحة الأدبية مليئة بأصناف المواهب وألوان المذاهب وشتى المشارب، زاخرة بالأدباء وأشباههم والشعراء وخيالاتهم، ويبقى الحكم العادل والظالم أحيانا وهو الجمهور، وتبقى المنافسة بين الأدباء والشعراء عبر العصور مبعث الثراء والإثراء، ونستحضر سويا ذانك العالمين الجليلين من السلف الصالح في العصور الذهبية حيث أفرز الخلاف بينهما أن ألف كل واحدٍ منهما مصنفًا من العلوم فيما يتقنه الآخر، وبرغم الخلاف بينهم إلا أن المتلقي قد استفاد فائدة عظمى جراء هذه الحادثة ومثيلاتها ناهيك عن تخليد اسميهما في فهارس المبدعين. شتان بين ما ذكرنا وما يحدث أحيانًا في وقتنا الحاضر، فأدب الخلاف عند البعض يحتاج إلى دراسة ومراجعة وصفاء النفس وخلاء الصدور من الأضغان والأحقاد ويحتاج إلى دراية ورعاية وعلاج. وإلا فالمجتمع في عصرنا هذا في غنى عن هذه الهرطقيات وتصفية الحسابات على مشهد من الناس عبر وسائل الإعلام المختلفة والتي وللأسف تحتضن أمثال هذه المهاترات لأسبابها الخاصة! والسؤال الكبير: من المستفيد ؟ ومن يا ترى هو الخاسر. جهود كبيرة تبذل من قبل البعض في الردود والمهاترات ورصد العيوب وتصيد الأخطاء، وماذا سيضيف هذا أو ذاك إلى الساحة الأدبية؟ لا شيء سوى الإفلاس!! إذا ماذا لو ارتقينا بأدبنا وسمونا بأرواحنا وكتاباتنا عنان السماء فتتمخض الإبداع وتتنزل على القارئ عذبة المشرب طيبة المذاق، ثم ماذا لو كان تركيزنا على العالمية فنكتب للعالم وللإنسان، همومه ومشكلاته وأفراحه وأتراحه مع تصوير بعض جوانب المعاناة والسمو كما هو الحال عند (طاغور) الهند أو (إقبال) باكستان. إن هذه الخلافات وتلك المشاحنات تمزق الشارع الأدبي وأصحابه وتسيء إلى الذوق العام وليست تضيف سوى مسمار في نعش الأدبيات وها هي ذي دعوة مفتوحة لكل من الساحة وأي ساحة. . نعيش للأدب له ومنه وعليه.
عبدالرحمن بن علي الصبخة الدمام
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|