فالشيخ لم يذكر اسم الشاعر، وكلمة (الخيف) جعلتني أخطئ لأنها تليق بالشريف المرضي.. ومع هذا فكلمة (الخيف) مليحة مليحة استحليها أكثر من كلمة (الكرخ).. انتهى. |
وهذه الكلمة (المليحة) تدل على تواضعه الجم.. واعترافه بالخطأ إذا أخطأ، مع فرحه بالتصويب أكثر من الثناء، ولو جاء من أحد تلامذته مثلي كما تدل على قدرة حافظته.. رغم ان التصويب جاء في مكالمة هاتفية قصيرة.. رحمك الله يا أستاذنا وأبانا الروحي (الزيدان) لقد افتقدنا برحيلك كثيراً من الأشياء الجميلة، أيها الأجمل!! |
الثقافة عنده (سلوك حضاري متواضع).. لا عنجهية، وكبرياء، وتكبر.. والأستذة عنده لا يتعالى أن يأخذ معلومة من أحد تلامذته..، وهكذا كان شيخنا العلامة (الباقعة) (أبو تراب الظاهري) كما عرفته، تغمده الله بواسع رحمته. |
يحمل داخل ذهنه (ذاكرة) لاقطة لا تنسى.. (ذاكرة) لا تتفلت.. حاضر البداهة، والبديهة.. له حضوره الدائم!! |
يتخطّى بثقافته حدود (الاختصاص العلمي)، ومحدوديته.. يملي ارتجالاً كل ما ينشر له، لأنه لا يحب أن يكتب.. ينتقي الأشخاص الذين يملي عليهم، وعلى رأسهم ابنه (الروحي) الصديق (عبدالله الجفري).. |
إذا تحدث في مجلس أنصت له كل من في المجلس، يفاخر باعتزاز أنه كان مدرساً في (دار أيتام)، كأنه عاش يتيماً.. وذاق حرقة (اليتم)، وعذاباته!! |
وعلى ذكر البكاء أذكر أنني زرته مرة في مكتبه بمجلة (الدارة)، وكان قبلها قد نُشر رأي لأحد الأدباء الكبار شتمه فيها.. فسألته هل قرأ ما نشره ذلك الأديب عنه ظناً مني أنه لم يقرأه.. فإذا بدموعه تسبق رده عليّ، فشعرت بالندم لإثارة الموضوع.. ولم يكن أمامي غير الاعتذار والمواساة فرد عليّ بما معناه: إنني لم أبك لأنه شتمني.. وانما أبكي من أجله كيف احتملت أخلاقياته أن يشتمني.. لقد شتم نفسه قبل أن يشتمني.. لأن الشتيمة ضعف، وانحطاط، وسلوك غير حضاري مهما كانت الأسباب الداعية للشتيمة.. فسألته: هل سترد عليه؟ أجاب: يا عيب الشوم يا ابني كما يقول إخواننا أهل الشام.. فأنا لست شتاماً ولا لعاناً!! |
إنني بقدر ما أشفق عليه.. أخاف عليكم، لأننا نمثل القدوة لكم.. ماذا ستقولون عنا في المستقبل؟ |
وأستاذنا (الزيدان) منفتح على الحياة والأحياء.. وعاشق حين يلقى العاشقينا.. الحياة عنده هي (الحب).. أما (الكراهية) فهي طلب المزيد من الحب حسب فلسفته .. الأصل في الحياة هو (الحب).. أما (الكراهية) فهي (الاستثناء) أو الشاذة التي تؤكد القاعدة (الأصل).. الكراهية نوع من الصداع الطارئ الذي تزيله حبة دواء!! |
والحياة عند أستاذنا (الزيدان) يراها دائماً نهاراً مضيئاً.. أما الليل فهو مجرد عباءة يرتديها لفترة قصيرة.. ليعود الضوء.. والناس عنده يفترض فيهم أن يكونوا سعداء.. أما الذين يشعرون بالتعاسة فمشكلتهم أنهم يسبحون ضد التيار لامعه.. وطبيعة الأشياء، والأمور ينطبق عليها ما قاله الشاعر: |