والتقينا وكان طهركِ صبحٌ |
يرشف الضوء من جلال الحقيقة |
غير أن الشتاء أهداكِ سراً |
حين أسرفتِ في اللحاظ العميقة |
وأنا خاشعٌ تقبِّل روحي |
شفة الطيف والمنايا طليقة |
زمني ينهش الرمال امتعاضاً |
جال في زفرةٍ رزانٍ عتيقة |
كيف جاء الشتاء والبيد تصحو |
فوق خدَّيكِ كنه شمسٍ عريقة |
يا سؤالاً تأبَّط الرّوع رطباً |
بالصدى هل نفثتَ في الدرب ريقه |
إن دربي يشتاقني غير أني |
عدتُ شخصاً يأبى الهوى أن يطيقه |
عدتُ كالليل حين يحشد خيلاً |
تتوارى تحت اندلاع السليقة |
عدتُ كاللحن حين ينسى كثيراً |
سحنة الناي في ندوبٍ سحيقة |
مثل لهو الأطفال يخضلُّ وهماً |
كيبابٍ كترَّهاتٍ صفيقة |
ألمي يَنشُقُ الدياجير بحثاً |
عن يقينٍ يفتض عطر الخليقة |
غير أن الألغاز تأسر لفظاً |
كان يعطي سحر الرحيل بريقه |
حيرةٌ يا عزيزتي سال منها |
رونق الموت فلسفاتٍ رقيقة |
فلماذا لا تجمعين دموعي |
شفرةً تفثأ الشقاء وضيقه |
وتغذِّين خطوةً من ورائي |
لشتاءٍ مضى فأورى طريقه |