الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 16th May,2005 العدد : 106

الأثنين 8 ,ربيع الثاني 1426

قصيدة
سيرة ذاتية.. في مواسم فقدان الذات
سعود اليوسف
هي تجربةْ..
= = =
كتَلاقُح الأحزان في رحِم الرحيلْ
تتناسل الأشواق في صدري
إلى وطني.. أنادي
لن أناديَ
قبل أن يندى الصباحُ
ببحّة السيف الصقيلْ
= = =
هي تجربةْ..
للراحلين وكنتُ فيهم
تفتح البيداءُ صدرَ العري مكتسياً
بحبّ الأرض، يا لغرامهم !
هم يسألون الرمل
عن أوطانهم، وخُطاهم الإلحاحُ
يحترف السؤالْ
والأمر أكبر من سؤالْ
هم يسألون الرملَ عن لون الهوى
وحلاوة الأصوات
عن طعم الحنينِ
ونحن ننحتُ حين نثقب ثغرةً
وشماً نَزيْن به ذراع المستحيلْ
= = =
هي تجربةْ..
ما زال في دربي مجالٌ للخُطى
فاترك خُطايَ مهاجراً
فلربما أمسى أشدَّ أشدَّ من وعثاء رحلتيَ الوصولْ
هذي يد التاريخ قد دُفعَت
لتكتب مسرحيَّتها
وتنتزعَ اسميَ المطمورَ
تمحوه، فلا تدري بطولتيَ الفصولْ
ما زال في دربي مجالٌ للخُطى
فاترك خُطايَ
فقد تشي وسط البوادي باندلاق المجد
في جدبٍ من الزمن الذليلْ
= = =
هي تجربةْ..
والفجر مصلوبٌ
يُقاد إلى الغد المجهول قسراً
مُثخناً بِتَبايُنِ الآراء!
يا للفجر حين تلوكه سِنَةُ الثغورْ
أبُنيّتي
والأمر أكبر من أسيرْ
ما زلتُ أكبُرُ في عيونِ الأسر!
حتى اعتادني وألِفْتُه قلَقُ المصيرْ
تدري جراحي أنني المأسور، لكن
ما وعت معنى (الأسيرْ)!
وتَهرّأَت أعواميَ البيضاءُ
شاخت في عيوني الذكرياتُ
وذلك الميثاق أُجهِضَ
والأسير هو الأسيرْ
وتطول أنفاس القيود عليَّ متكئاً على صوت الظنون
فما يُمدِّدُ الانتظارَ
سوى الشعورِ بالانتظارْ
بؤسى للونِ الثورةِ الفنّان
أبدعَ لوحة التاريخِ سُرْياليةً
والآن يحويها إطارْ !
أنا نطفة الحرية الحمراءِ
قد كُتبت حياتي في الأزلْ
حتى ولو فاجأتُ قابلتي بأحضان القبورْ
لي كلَّ يومٍ ألفُ ميلادٍ وترحالٍ إلى حرّيتي
فأنا قماطيْ القيدُ
حضني السجنُ
قابلتي هيَ السجّانُ
واللُثُغات حمحمةٌ.. كذا!!
وكذا أريد طفولتي
لن يُنتجَ الأفياءَ إلا مزجُ أمشاجِ الهجيرْ
بيني وبين الأمس ألفُ حكايةٍ نبويّةٍ..
أنكرتُها
أنا ذكرياتي في غدي
فلدى غدي الشيءُ الكثيرْ
= = =
هي تجربةْ..
والظامئون إلى القرارِ الهشِّ
قد شرِقوا بأوحال الخشوع
لمن سيتلو في محاريب الوعود
لهم تراتيلَ الهطولْ
والقائلون لي: الفرار أو الردى
قد أُلقِموا لغتين ما زالت تدرِّسها الكتاتيبُ العقيمةُ في السطورْ
لغةَ السلام سلامنا الخرساءَ.. واللغةَ العويلْ
شابوا، وما زالت طفولةُ عُمْرِهم
وأنا هنا...
ما زال يملأ جعبتي صوتُ الهجيرْ
ما زال في سعف النخيل شموخُه
أو ما درى المتقزِّمون عن انتفاضات النخيلْ؟
فالنخلُ يغدق وهو يخفق كبرياءَ وإنما لا ينحني
إن انحناءَ النخلِ معناه الذبولْ
فليملؤوا لي من دم الرومِ الكؤوسَ
ومعزفي نايُ الصليلْ
والراقصاتُ الضامراتُ هي الخيولْ
يا أمَّتا، هذا مواردنا
ولم نرشفْ وقد رويَ الدخيلْ !
هم لقّحوا بالعقمِ صوتَ هويّة العربيِّ
حتى يولد العربيُّ في وضَحِ الهزيمةِ في دياجير انهزام الذاتِ
يحمل شكلَ رائحةِ المحولْ !
= = =
هي تجربةْ
والمشترون ضمائرَ الأقلامِ وسْط...
مُخدَّرون
بكلِّ حرفٍ غلّفتْه لهم حوانيتُ الكلامِ الفجِّ
بالمجد الهلاميَّ التوهّج! يا لعار المجدِ
حين يُزفُّ مُتّزراً بهالاتِ الأفولْ
قد بحَّ صوتُ السيفِ في كفّي
و(سيفُ الدولة) اكتظّتْ ملامحه بلون العُجبِ
يلتقط الذي قد مجَّه كافورُ من أغنيةٍ جسدٍ
يغيّر في مطالعها له المتنبيْ
رشّ اسمه بالمدح
والمسكوتُ عنه حبُّ (خولةَ) فاضحاً !
(يا أختَ خير أخٍ) أيهتك وردةَ التاريخ
حرّاس الحقولْ؟!
(الليلُ يعرفني...)!!
تتاجر إذ تعربد بالكلامْ
(والسيفُ)!!
لا
ما زال سيفك قابعاً في خدره
قد يُوصمُ التاريخُ بالأعيار من سيفٍ بتولْ
قد ملّت الأسماعُ: (كنّا) (نحن أبناءُ المثنى)
فاستقلْ
فالحرب لم تقبل سوى الفعلِ المضارع
وانتماء ذواتنا لذواتنا..
في وسْط أصوات الذحولْ
يا أيّهذا الشاعرُ الجسدُ، استقلْ
كلُّ اللغات رطانةٌ فصحى
سوى لغة الصليلْ
أغمدْ صهيلَك..
لم يعُد في الأذْن متّسعٌ لجعجعة الصهيلْ
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
مسرح
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved