العالم الموسوعة محمد العبودي وأكثر من تكريم
|
جاء في الأثر الثناء الحسن عاجل بشرى المؤمن وقال أحد الشعراء:
إنَّ الثناء ليحيي ذكرَ صاحبِه
كالغيثِ يحيي نداه السهل والجبلا
وفي مسلسل الوفاء والعرفان اختطت الجزيرة ممثلة بمجلتها الثقافية طريقاً رحباً في هذا المجال أسعد وأثلج صدور الكثير ما وصل إليه من عطاء من حيث الإشادة برجال الفكر والأدب في بلادنا مهد العرب والأدب وإعطائهم ما يستحقونه من تكريم وتقدير، وفي نفس الوقت إعطاء الأجيال الحاضرة بعض الصور والفصول عن حياة وعطاء هؤلاء الرواد الأفذاذ أمثال عبدالكريم الجهيمان وعبدالله الجلهم، وعبدالله القرعاوي، وعثمان الصالح، عبدالله بن ادريس وعبدالله عبدالجبار وغيرهم كثير قرأنا ملفات حافلة عن عطائهم بأقلام تلامذتهم وذلك منذ بروز هذه المجلة المشرقة بالعطاء المتجدد والفعال والمنافس.
لذا لم أستغرب أن تبادر هذه المجلة الوليدة كعادتها بتكريم رائد متميز بل موسوعة في مجال الأدب والتاريخ والرحلات فاقت مؤلفاته المائة. كل كتاب بغزارة مادته وإفاضته يقول هأنذا هو الشيخ الأديب والعالم والمؤرخ وابن بطوطة زمانه الرجل الواسع الأفق معالي الأستاذ الكبير محمد بن ناصر العبودي أمدّ الله في حياته. لقد عرفنا عطاء وإبداع وجهود هذا الرجل المفضل في أول شبابنا وتعلقنا بالقراءة في وقت مبكر عرفناه في كتابه الماتع الحافل الأمثال الشعبيّة في نجد صدر قبل أربعين عاماً وعرفناه فيما بعد بموسوعته الكاملة عن تاريخ وجغرافية منطقة القصيم أما مؤلفاته عن رحلاته في دول افريقيا وآسيا وغيرها فلم يسبق أحد في تفاصيلها وكثرتها وخاصة عن جولاته في افريقيا الخضراء.
ولقد سبق لي ان كتبت مقالاً في جريدة عكاظ قبل عشرة أعوام طالبت بتكريمه ومنحه ما يستحقه لقاء جهوده المتواصلة العظيمة في مجال عمله برابطة العالم الإسلامي وكذلك تقدير عطائه الغزير الحافل في التأليف في مجالات العلم والأدب والتاريخ وعن هذه المكتبة الكاملة في أدب الرحلات وقلت انه يستحق عن كل فرع من الفروع التي بسط قلمه وعلمه وجهده ووقته في التأليف فيه يستحق شهادة الدكتوراه مع مرتبة الشرف.. وهنا أجدد الدعوة في هذه المناسبة التي أتاحتها «الجزيرة الثقافية» بأهمية تكريمه وتقديره بما يليق بمكانته، وما أكثر مناسباتنا الثقافية والعلمية التي تتيحها الجامعات والأندية والمهرجانات الثقافية.
كما أنَّ مؤلَفه القيّم الشامل عن تاريخ وجغرافية منطقة القصيم بكافة مدنها وقراها وأريافها سيبقى أثره وصداه في ذاكرة الأجيال في الحاضر والمستقبل يستحق عليه الشكر والتقدير والإكبار..
ولا يسعني في الختام إلا أن أشكر «الجزيرة الثقافية» على مساهماتها البارزة المتواصلة في سجل الوفاء والعرفان لرواد العلم والأدب في بلادنا واستميح صديق الجميع الأستاذ المفضال ابراهيم التركي العذر بهذه المساهمة المتواضعة المستعجلة وأشكره على ثقته التي تثبت كل يوم معدن وفائه وأصالته وشهامته ولكن كما قيل الشيء من أصله ومعدنه لا يستغرب وإلى الأمام على الدوام.
عبدالله الصالح الرشيد
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|