أحلام رملية
|
ينزلُ البرق إلى ماضٍ من العشب
يرى قداسه النوري في رمل الغيومِ
التواريخ سلاطين الصحاري. هي في التيه مواقيتُ السماوات
وفي الأرض مواعيد النجومِ
هكذا الحلم. من القلب يطل الآن
لا شيء سوى الحلمِ
لذا فالمرء يمضي حالماً يكشف مجهولاً بعين الكون
أو ينسى بجمر الروح شيئاً من همومِ
هكذا الإنسان في لحظته الأولى وفي لحظته الأخرى
يرى الدنيا ولا يبصر مأساة مراميها
ولا يدرك أن الوقت نهرٌ من سمومِ
إنه العصرُ
بلادٌ من سرابٍ تختفي في دمنا مثل المنافي
وأغانٍ زائفاتٍ
ووجوه كالدمى تضحك في الحزن كثيرا
عبث أيامنا، والشمس ترمينا إلى إصباحها المعتمِ
نمشي مثلما الأشباح
نعدو مثلما الريح إلى حتفٍ جسيمِ
مدنٌ رملية
والروح بيضاء
لماذا سوف تفنى هذه الروح على غيبٍ صغيرٍ؟
ولماذا تنبت الأرض بنا أسماءها:
دارٌ
وصحراءٌ
وقبرٌ
وأخيراً تتسمي مدناً أو وطناً أو كوكباً؟
هل من الممكن أن نسرج شيئاً آخراً مثل الصبا
هل نسمي لغة الحزن الربى؟
نمنحُ الريحَ لوقت مذهبا؟
نبسط العالمَ ما بين دمانا
ونرى الأمس قريبا من خطانا
ونرى الغيب رضيعاً بين أثداء الخيالِ
نبسطُ الأوطان نعطيها هويات الظلال
إننا أشباحُ هذي الأرض من يكشف في صورتنا المذبوحة
الآن عن الجوهرِ
من يعطي اليقين الأول الآن؟
من يرى في الزرقة الفيحاء بعضاً من سؤالِ
نبسط العالم لكن
نقبضُ العمر ونغتال صدى المطلق فينا بالمحالِ
إننا بعض سرابٍ
وإذا سرنا إلى البحر قليلاً ننظرُ القادم للصحراء
صرنا بعض تيه
بعض مجداف بشطِّ المنتهى
... بعض رمالِ
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|