إلى شَرَفِ المُعَلِّم.. كم تسامى |
كرامٌ.. كان عشقهُمُ.. غراما |
رأوا في منبر التعليم فضلاً |
وأرفع في الحياة لهم مقاما |
وأنت شَرُفْتَ بالتعليم نهجاً |
وشَرَّفْتَ المدارس والندامى |
ألست معلماً.. أحيا قلوباً |
فزادت في محبته اضطراما |
بهذا العلم قد أَنْهَلْتَ نشئاً |
فما رغبوا عن العلم الفطاما |
وأيقظْت الشباب لكل رشد |
فصاروا أنجماً زُهْراً كراما |
لأمتهم بنوا بالعلم مجداً |
وكانوا في مفاخرهم عظاما |
وكان العلم نوراً في سراهم |
أزال غشاوة وطوى ظلاما |
يفيء إليك هذا النشء حباً |
وكم قاموا لهيبتك احتراما |
وبين يديك.. كم نهلوا علوماً |
صفا وِرْداً.. وطاب لهم مقاما |
إلى حوض المعلم.. كم تنادوا |
عطاشاً نحوه.. وسعوا هياما |
فما ملُّوا بساحته حضوراً |
ولا سئموا بحضرته القياما |
أجل.. قم للمعلم في جلال |
أليس جلاله أعلى مقاما |
ألم ينشئ عقولاً نيِّرات |
وروَّى أنفساً كانت حياما |
وهذَّب كل ذي خلق وأبلى |
بلاء الصابرين.. فعزَّ هاما |
إليك بحبها تسعى قلوب |
وتُلْقيك التحية والسلاما |
وتقرأُ فيك تاريخاً عريضاً |
من السنوات أيقظت النياما |
ومن كانت له «اقرأ» دليلاً |
حريُّ أن يضيء بها الأناما |
تراث «محمد» أحيا عقولاً |
وأنهلها.. فما عَرَفَت أواما |
فَوحَّد أمة.. كانت قبيلاً |
تعيش قطيعة.. تحيا خصاما |
وقامت دولة الإسلام تحيي |
موات الناس.. تُعْذِرُ من تعامى |
فكان الشرق آخر منتهاها |
وكان الغرب أنْفَذَها احتداما |
فدال بعزها «كسرى» وأَلْقَتْ |
لها «الروم» السيادة والزماما |
وغادر «قيصر» «الفيحاء» يبكي |
مغاني كم بها استغنى وهاما |
وفي «غرناطة» كانوا شموساً |
اضاؤوها.. وما خفروا ذماما |
وساروا في ممالكهم عدولاً |
وعدلاً كان حكمهم قواما |
مضت أيامهم في العز صَفْواً |
بها اعتنقوا الجهاد لهم إماما |
وما اعتصموا بغير الله رباًّ |
وما كانوا.. على خسفٍ نياما |
وفي زمن الهوى.. صرنا شعوباًَ |
وأوجَعَنَا الزمان بنا خصاما |
شربنا كأس فُرْقتنا اقتتالا |
وأَنْهَلَنا العدا فيها الزؤاما |
صفيّ قلوبنا.. عُُقْبالَ فَرْضٌ..!! |
وحاشاك القطيعة.. والملاما |
وسام القائد الباني هنيئاً |
وسامٌ عانقت علماً تسامى |