الأسئلة المهمة في الاتجاهات النقدية
|
* الثقافية محمد الدبيسي:
الأسئلة المهمة التي أثارتها مؤخراً محاضرة الدكتور حمد السويلم عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع القصيم في نادي أبها الأدبي، التي كانت بعنوان «الاتجاهات النقدية في السعودية» التي تعطي مفهوماً بحثياً متقدماً في سياق مراجعة هذه التيارات ومدى علميتها واتساقها مع الرؤى النقدية الجادة في القراءة والتحليل والاستنتاج.
والسويلم عندما يرجع ظهور «الاتجاه الاسلامي» إلى «حماس» عدد من الأساتذة العرب العاملين في الجامعة ذاتها إلى «المضمون» وهو ما يجعل هذا الحماس فاتراً في تجسيد موضعيته في شأن لغوي جمالي صرف وهو «الأدبية» في صفاء طبيعتها وتكونها «نصاً» يستوجب النظر من داخله وأبعاده ودلالاته.. لا من خارجه بحمولات قبلية جاهزة. وهي «الجاهزية» التي عدها السويلم بنية في خطاب أساتذة الدكتور حسن الهويمل الذي يرى السويلم أنه يدافع عن نظرية الأدب الإسلامي تاركاً الدراسات التطبيقية العميقة، وهي المفارقة التي تجعل النظرية سابقة للمنتج الذي تصوغ منه معياريتها ...!
ويأخذ السويلم على نقاد هذا الاتجاه فقد المثال والنموذج وتلمسهم سند النظرية في أمثلة شعرية لم تحقق فنيتها في شعراء عصر النبوة..؟
أما الاتجاه التاريخي الذي عدّ المحاضر محمد بن سعد حسين مثالاً له الذي يقف عند نظرة ضيقة، تنتقي أمثلتها بمزاجية لتقع بمزلق أصحاب الاتجاه الأول، ليظل محصوراً بأسماء محددة يعدها تطبيقاً لاتجاهه تحت ضغط حساسية مفعمة بالماضي وإفرازاته. ولعل وصفه للدكتور ابن حسين بفقدان الأريحية في النظر الحديث، يشخص بصدق فعل ابن حسين الذي يفتقر برأيه للتحليل الفني، بدليل عدم تفريقه بين الظاهرة الفنية والحمولة الدلالية..!وتتوالى أسئلة الدكتور السويلم ليضع الناقد الدكتور عبدالله الغذامي في مواجهة آخرها عندما تساءل: هل نجح الغذامي في تطبيق النظرية البنيوية على شعر حمزة شحاتة؟
ملمحاً الى أنه حقق بعض النجاح في التطبيق من دون تقديم رؤية جمالية، وهو ما لا تعتني به النظرية البنيوية في معالجتها اللغوية لبنية النص ..! أما الاتجاه الانطباعي الذي مثل له المحاضر بالأستاذ علي العمير وعده مثالاً «للآنية والسذاجة» في وصف العلاقة بين النص والقارئ، فأظنه يشخص وبمصداقية ما يكتبه العمير إجمالاً..! ولعل ما يكرس أهمية أسئلة الدكتور السويلم التي تضمنتها محاضرته الأخيرة وخاصة الناتج القرائي المستخلص للظواهر النقدية في خطابها العام وتطبيقات ذلك الناتج على أمثلة تعطي صدقية الدلالة ومنهجية الاستنتاج.
وتشخص وبعلمية بحتة دقيقة، الملامح والسمات العامة في خطابنا النقدي الذي يجيء زاخراً بمعطياته الثقافية والاجتماعية التي ساهمت بأكثر من وجه في تبلوره وظهوره ..!
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|