وميض معرض نوال العجمي عبد الرحمن السليمان
|
بكثير من الحماس والاندفاع والبهجة تقدم الفنانة التشكيلية نوال العجمي معرضها الشخصي الأول وبمقدار ما تضمنه من محاولة في التنويع إلا أننا نلمح مقدار ما بذلته نوال من أجل الوصول بالمشاهد إلى مبتغياتها من الأفكار والرؤية الخاصة نحو الحياة والعمل فيها من أجل الآخرة.
هذا ما توضحه في تقديماتها لبعض الأعمال التي تستقي أفكارها من محيطها وعقيدتها، والبدء مع هذه التجربة يعيدنا إلى مشاركتها اللافتة بين مجموعة من السيدات في معرض أقيم قبل عامين تقريباً في فندق (هوليدي إن) بالخبر، حملت أعمال نوال حينها مجموعة لونية من البنيات والبيج (الأوكر) ودرجات فاتحة منهما، أما المفردات فلم تخرج في معظمها عن المنازل الشعبية وأبنية لجوامع بمآذنهاوقبابها، ومع أنها كانت تسعى آنذاك إلى شيء من توظيف الإشارات وعناصر مجردة إلا أنه كان هناك نوع من المحاولة الإيجابية للشروع في الخروج من أسر تلك التوليفات المعمارية المباشرة إلى شيء من التخليص.
في المعرض الشخصي لم يكن بمقدور نوال العجمي إلا البدء من نقطة تعرفنا عليها في مشاركتها المذكورة ومعها حضرت الموتيفات القديمة وأعادت إلينا الصور المتأثرة بالمعمار الشعبي على الخصوص أو الناقلة له، ومنحته بساطتها وعاطفتها.
واجه العرض في قاعة إدراك بمدينة الخبر كما ظهر لي إشكالات متعلقة بالعرض والإضاءة، حرصت نوال على عرض جميع منتوجها من الأعمال التي أرادت التعريف بها ومع أننا لا نتفق في الغالب على أن يعرض الفنان كل ما لديه إذا كان ذلك سبباً في إرباك المعروض الجيد ومدعاة للخلط بين الجيد والرديء إلا أننا أيضاً نتساءل لماذا يصر البعض على أن كل ما لديه يجب أن يشاهد في حين أن ذلك قد لا يخدم تجربته ومسيرته, ربما لديها أو غيرها ممن يميلون إلى عرض كل شيء تبريراً، لكنهم في الغالب يتحملون إرباك معروضاتهم.
أكثر ما يلفت في تجربة نوال هو تلك الروح المتأملة والمتسائلة في آن عن المصير الإنساني، وكأننا في هذا نستعيد الآية الكريمة (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره). تقترب الفنانة لذلك في عمل عفوي مباشر وظفت له خامات من القماش والسلك وربما المعاجين للوصول إلى تصورها للصحائف الجلدية وما يمكن الكتابة عليها مما يعتبر سجلاً لحياة الإنسان لكنها واجهت صعوبة في طريقة العرض، وتوليف فكرتها للعمل الكبير الذي تضمن السلاسل والصحف وعلى خلفية داكنة قريبة من تلويناتها لعناصر العمل.
تتميز أعمال نواف العجمي بعفوية أو بفطرية في معالجاتها اللونية وفي تناولها لعناصرها وهي ترسمها من ذاكرتها وتسعى مثل عديدين لتضمين عملها الكثير من العناصر، ومع الصعوبات التي يمكن أن تواجه مثل هؤلاء إلا أن الحاجة للخروج من ذلك إلى شيء من التخليص قد يمنح الفنان والفنانة طرقاً يستطيع معها مواصلة عملية التجريب بما يحقق نتيجة إيجابية وهذا في الواقع لا يتأتى إلا عن طريق الحوارات الفنية الواعية التي يمكن أن تتحقق بلقاء فنانين أو فنانات يتملكن هذا الجانب اعتقد أن استخدامات نوال العجمي للأزرق وبدرجات مختلفة منح معرضها نفساً مغايراً وان بدت العناصر هي ذات العناصر التي وظفتها في معظم الأعمال قليلة نسبة للتي استخدمت فيها الألوان البنية الداكنة ودرجاتها، لكنها أبدت شيئاً من الخبرات التي اكتسبتها مع ممارستها وإنجازها لعدد غير قليل من الأعمال التي عرضتها أو سبق عرضها في مشاركات سابقة.
أود الإشارة إلى عمل بدت عليه نفحات مغايرة، هي لوحة صغيرة خالية من أي عناصر مباشرة، علاقات مساحية وتلوين تظهر فيه إشارات ذات مرجع حروفي، استفادة من البساطة التي أظهرتها بعض الأعمال وبالتالي يمكن التواصل مع هذه النتيجة أو غيرها لتحقيق نتائج مستقبلية جديدة.
aalsoliman@hotmail.com
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|